عن الأحلام:
ليس سهلا أن تكوني فتاة تتزيّن بأكثر من مساحيق التجميل وطلاء الأظافر، بالأحرى ليس سهلا أن تكون فتاة، كما ليس سهلا أن تكون كَونا، أو مجرّة على أقلّ تقدير. ستجدين الكثيرين ممّن لا يرونك أبعد من فتاة تضع طلاء الأظافر وتتابع مجلّات الموضة، أو تمضين نهارك داخل المطبخ تعدّين وجبة شهيّة تملئين فيها بطن زوجك.
لكن مهلا! لماذا تسمحين لهم بتحديد كيف يرونك؟ أنت لست معدّة لتملئي قالبا مسبقا أعدّ لك، باستطاعتك أن ترسمي الشكل المناسب الذي تريدينه لنفسك، بداية، آمني بنفسك، وبأحلامك، وأخرجي كلّ الأصوات التي تملأ رأسك ليل نهار ممّن حولك. الأحلام لا تؤمن بنا إلّا بالدرجة التي نؤمن بها بدورنا. آمني دائما بأنّ باستطاعتك أن تكوني أيّ شيء تريدينه ولا شيء ممّا يريدون.
عن العمل:
عادة ما سوف يزيّنون لك تضحيتك بكامل مستقبلك وحياتك بمفهوم “الدور الطبيعيّ” للمرأة، لكن، هل العمل داخل البيت وترتيبه وتربية الأطفال هي كلّ ما كان من المقدّر لك أن تقومي به وأنت تحملين مليارات من الخلايا العصبيّة في دماغك؟
أوّلا أنت لست آلة للإنجاب والكنس وكلّ ذلك، عملك هو الشيء الوحيد الذي سوف يمنحك الاستقلال الماديّ ويجعلك متحكّمة بمسار حياتك، الزوج الذي تتخلّين لأجله عن أحلامك وتحقيق ذاتك ليس من حقّه أبدا أن يلغي وجودك من أجل وجودك معه، والأطفال الذين تفنين الكثير من عمرك من أجل العناية بهم عاجلا أو آجلا سوف يغادرونك نحو الحياة وسوف تبقين أنت مجرّدة من الحياة.
لا تدعي الحياة تمرّ عنك وأنت واقفة في مكانك، كلّ ما في الأمر هو شيء من التوازن، ولأنّك امرأة فإن بإمكانك القيام في كلّ هذه الأمور في وقت واحد، صدّقيني عقلك يحمل الكثير ممّا لا ترغبين بالتخلّي عنه، حين تحققين ذاتك وتكونين مستقلّة سوف تصبحين أكثر سعادة، وسوف تعطين من تهتمين لأمرهم أضعاف من الحبّ والاهتمام الصحيّ الخالي من أنانيّة أيّ طرف من الأطراف.
عن الحب:
لا تظهري له ضعفك، لا فتاة ضعيفة شهيّة، الرّجال لا يغريهم البكاء، تغريهم القوّة، لتحتفظي بحبّك يجب أن تحتفظي بنفسك، لا فتاة فاقدة لذاتها باستطاعتها أن تمنح أحدا شيئا، سوف تحصلين على الحبّ من الآخرين بالمقدار الذي تحبّين به نفسك، وسوف يقدّمون لك بمقدار ما يرونك تقدّمين لنفسك.
عن السعادة:
كلّ ما في الأمر أنّك تبحثين عن السعادة في المكان الخاطئ إن كنت حزينة الآن، الحياة لا تتوقّف، تنمو ككون من المفاجآت والهدايا المغلّفة المتناثرة على الطريق نفسه الذي تخافين المضيّ فيه، أسقطي من عقلك وذاكرتك وقلبك كلّ ما لا يمنحك الرضا والحياة المتفجّرة، وحتما حين تتخلّصين من أحمالك الزائدة ستجدين شيئا يستحقّ المغامرة، والحياة.
لا تخافي أبدا من أن تمرّي في طريق لم يكن فيه أحد قبلك، هناك دائما المرّة الأولى في كلّ شيء، وهناك دائما طريق جديد تنتظر أحدا كي يطرقه، اخلقي حياتك أنت بدلا من انتظار أن تخلقك الحياة.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست