تل أبيب: قُتل سمير القنطار، القيادي في حزب الله اللبناني، في غارة صاروخية استهدفت منطقة جرمانا في العاصمة السورية.
ويقول مصدر إسرائيلي لـ "إيلاف" إنه لا يمكن اغفال بصمات تل أبيب عن استهداف القنطار، رافضًا تأكيد أو نفي المعلومة بشأن التنسيق مع روسيا. ولفت المصدر الإسرائيلي إلى أنّ بلاده تنسق مع روسيا في كل ما يتعلق بالطلعات الجوية في سوريا، لافتًا إلى أنّ حرب إسرائيل على حزب الله ومن يمس أمنها تلقى تفهمًا لدى الروس.
ولم يستبعد المسؤول أن تكون إسرائيل قد أعلمت روسيا مسبقًا بنيتها القيام بطلعة جوية من دون تحديد الاهداف كما يحصل دائمًا، علمًا أن المعارضة السورية غير ناشطة في هذه المدينة جنوبي دمشق، وهي تحت سيطرة النظام، لذلك لا يوجد نشاط روسي جوي هناك.
ولفت المصدر إلى أنّ الغارة اودت بحياة تسعة مقاتلين كانوا مجتمعين مع القنطار في المبنى الذي استهدفته الطائرات في مدينة جرمانا جنوبي دمشق، حيث كان يعقد القنطار اجتماعًا مع عناصر مسلحة لدعم الرئيس السوري بشار الاسد وقتال إسرائيل في الجولان.
وكانت الغارة نفذت حوالي العاشرة من مساء السبت الاحد، وأدت إلى مقتل المجتمعين التسعة وجرح عدد آخر من المدنيين السوريين في جرمانا ذات الاغلبية الدرزية، حيث ينشط القنطار ومعاونوه لتجنيد الشباب ضد إسرائيل على ما أفاد المصدر.
إلى ذلك قال مصدر إسرائيلي رفض الكشف عن هويته لـ"إيلاف"، إن "مجموعة القنطار تحاول منذ فترة القيام بعمليات في الجولان ضدها، وقد حذرت إسرائيل بوسائل شتى القنطار من الاستمرار بالعمل إلا أنه لم يلتفت لهذه التهديدات".
وأشار المصدر وفي حديثه إلى أنّ "إسرائيل استطاعت حتى الآن فك كل الشبكات التي عملت لإقامة بنية للقتال في الجولان، وأن استهداف القنطار ومجموعته ربما يعلن إنتهاء محاولات فتح جبهة الجولان ضد إسرائيل على يد حزب الله و (المليشيات) السورية الموالية للنظام ولإيران".
جبهة الجولان
وكان سمير القنطار سجينًا في إسرائيل من العام 1979، اذ اشترك بعملية ضد إسرائيليين في مدينة نهاريا، وقتل ثلاثة من ابناء عائلة هاران في نهاريا. وفي العام 2008، تم تحريره بصفقة اسرى بين إسرائيل وحزب الله وانخرط من حينها في العمل العسكري بحزب الله ويقود مؤخرًا بحسب المعلومات مليشيا درزية للقتال إلى جانب النظام السوري وضد إسرائيل في الجولان السوري، علمًا أن إسرائيل استهدفت نجل عماد مغنية جهاد، وقائداً في الحرس الثوري الإيراني في القنيطرة، ويومها نجا سمير القنطار الذي رافق الموكب بسيارة مدنية عادية، وتأخر عنه بضع دقائق بحسب المعلومات، وهكذا نجا من الاستهداف.
وفي هذا السياق، قالت سمدار هاران، والتي فقدت عائلتها في العملية التي شارك فيها سمير القنطار عام 1979، إن تصفية القنطار تعتبر بنظرها عدلًا تاريخيًا بحق من قام بقتل عائلتها دون ذنب.