تلألأت شيماء قاسم، الفتاة العراقية الكردية، بتاج من الذهب الخالص المزخرف بأحجار ثلجية وحمراء نارية، ملكة على عرش جمال العراقيات، في حدث هو الثاني من نوعه بتاريخ العراق.
وتُوجت شيماء القادمة من كركوك، المحافظة التي يُسميها مُحبيها بالعراق المُصغر، نسبة لخليط المكونات القاطنة فيها، ليلة السبت البارحة، ملكة لجمال العراق، باعتماد دولي وحضور عالمي.
وتحدثت ملكة جمال العراق، في حوار خاص لـ”سبوتنيك”، الأحد، عن رحلة الحلم الذي أصبح حقيقة لأجل آلاف لأطفال، الذين تحولت مدارسهم إلى ثكنات ذبح وتدمير ‘لى يد تنظيم “داعش”.
وتقول شيماء، وهي من مواليد 1995، “حلم حياتي كان الاشتراك بمسابقة جمال، لأنني بالإضافة إلى المشروع الذي لدي لتعليم الأطفال المبعدين عن مدارسهم قسراً بسبب العنف، أتمتع بملامح جميلة وثقافة عالية”.
وأضافت شيماء، “شاركت في المسابقة، لأني بحاجة لدعم مشروعي الخاص بتوفير التعليم للأطفال الذين يشكلون نسبة 30% من النازحين، ويُعانون صعوبة المعيشة والحياة في العراء”.
وكشفت شيماء التي مازالت تدرس في المرحلة الثانية قسم إدارة الأعمال في جامعة القلم الأهلية، أنها ستشارك في مسابقة ملكة جمال العام، وتمثل العراق فيها العام المقبل.
ولشيماء حملات مدنية وإنسانية كثيرة نفذتها خلال عملها الطوعي مع فريق متطوعي كركوك على مدى عامين، وأشارت إلى طفل رفض أخذ هدايا من الفريق قائلاً لهم، “أنا لا أريد هدية، أريد العودة للمدرسة”.
وذكرت شيماء إنها تقدمت عبر ملئ الاستمارة الالكترونية الخاصة بالمسابقة التي جرت برعاية مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون العراقية، منوهةً إلى انسحاب متسابقات بسبب شعورهنَّ بأن الأخريات أجمل منهنَّ.
وانتقلت شيماء لمقابلة لجنة تحكيم المسابقة المكونة من سبعة أعضاء، في أربيل عاصمة إقليم كردستان، وتم قبولها وانتقالها مع 10 متسابقات إلى العاصمة العراقية بغداد، للتدريب والتحضير من زيارة دور الأيتام والنازحين والمواقع الآثرية في وسط البلاد ومنها بابل.
ونالت شيماء جائزة تضمنت مجموعة “فارمسي” من ماكياج وافون بيوتي عناية، ومبيت في فندق كرستال كراند عشتار، واحد من أفخم فنادق العاصمة بغداد والذي جرت فيه فعاليات التتويج، وكذلك رحلة سياحية 10 أيام إلى ماليزيا.
وتُهدي شيماء فوزها بلقب ملكة جمال العراق، للشعب العراقي، الذي وصفته بالمكافح لأجل البقاء والاستمرارية رغم الإرهاب وسنوات العنف، التي تعصف البلاد منذ عقود.
وتختتم شيماء، “نحن شعب يحب الحياة ولا ننظر إلى الوراء، وبماشركتنا نحاول رسم الفرحة والبهجة على وجهوه العراقيين، وأتمنى أن أكون خير من يُمثل العراق عالمياً”.
وتعتبر مسابقة ملكة جمال العراق، التي جرت وسط حضور دولي وإعلامي وثقافي كبير، هي ثاني مسابقة في تاريخ البلاد، منذ عام 1972.