5 رموز أسسوا للإسلاموفوبيا في الولايات المتحدة: ماذا تعرف عنهم؟

آخر تحديث 2015-12-20 00:00:00 - المصدر: ساسة بوست

يرتبط أفكار معظمهم بالتمييز والعنصرية لفئات مختلفة ولكنهم اجتمعوا على عدائهم للمسلمين، ينتمون لليمين المتطرف، مُوِّلوا بـ57 مليون دولار ، زرعوا بذور الكراهية للمسلمين في نفوس الأمريكيين، أعطوا الغطاء العلمي والأكاديمي لهواجسهم من المسلمين، ليستقبلها وسائل الإعلام والساسة ليضغطوا على القرار السياسي والتشريعات القانونية في أمريكا.. 5 قادة كان لهم بالغ الأثر في خلق بيئة يمكنها جعل أشد التصريحات العنصرية ضد المسلمين أمرًا “مقبولًا”، وفي هذا التقرير نسلط الضوء على هؤلاء الخمسة والآليات التي استخدموها لإحداث ذلك التأثير:

(1)فرانك غافني

“سأمنع المسلمين من دخول أمريكا”

كان ذلك التصريح الأشهر للمرشح الأمريكي دونالد ترامب، والذي أظهر من خلاله مدى التمييز الفكري الذي يحمله ترامب ضد المسلمين، ولكن المبرر الأساسي الذي استعان به ترامب لتفسير موقفه هو استطلاع رأي لمركز السياسات الأمنية استشهد بنتائجه التي أظهرت أن: “25% من مسلمي أميركا يعتقدون أن (العنف ضد الأميركيين في أميركا مبرر، كونه جزءًا من الجهاد العالمي)، كما أن 51% من المسلمين الأميركيين يعتقدون بأنه (من حقهم اختيار تحكيم الشريعة)”.

ولكن تقريرًا للواشنطن بوست شكك في تلك النتائج ومدى تمثيلها الحقيقي لمسلمي أمريكا باعتبار “الاستطلاع المزعوم ليس سوى مسح لآراء أشخاص مسجلين، وليس هناك اختيار علمي عشوائي لعينات المستطلعين، ولا قيمة علمية له”.

“يمثل غير المسيحيين أعداءً للدولة والمجتمع”

هكذا يرتكز فكر فرانك غافني – مدير مركز السياسات الأمنية الذي استعان ترامب باستطلاع مركزه – الذي يُمثل أحد أهم قادة “الإسلاموفوبيا” في أمريكا، فالرجل الذي يتلقى راتبًا سنويًّا قدره 300 ألف دولار ، ويقدر الدخل السنوي لمركزه –الذي تأسس عام 1988 – بحوالي 4 ملايين دولار، كما تلقت المؤسسة تبرعات من 2000 لـ2010 تزيد عن 4.6 ملايين دولار، دائما ما يحاول أن يُعطي الغطاء الأكاديمي والعلمي لأفكاره المُعادية للإسلام من خلال أبحاث المركز ودراساته – المشكوك في دقتها – وترويجها ليتلقفها الإعلاميون والساسة الذين يحملون نفس أفكاره حتى تنتشر في المجتمع الأمريكي وتؤثر على صانع القرار.

ويرى غافني أن الشريعة الإسلامية هي أيديولوجية شمولية تمثل الخطر الأكبر على الولايات المتحدة، وتسعى من خلال الجهاد لتتحكم في أمريكا وقوانينها، ويرى أن المساجد تُمثل “حصان طروادة” التي يسعى من خلالها المسلمون إلى السيطرة على أمريكا من خلال نشر “الأفكار الراديكالية المتطرفة”، ويرى أنه يلعب دورًا مُحذرًا “المجتمع من الأعمال التحريضية المرتبطة بالشريعة الإسلامية”.

ويرى أن الإسلام ليس الدين الذي يستحق الحماية الدستورية، واتساقًا مع أفكار غافني فقد أنتج المركز تقريرًا في 2010 عما يصفها مخاطر الشريعة الإسلامية تحت عنوان “الشريعة: تهديد لأمريكا”، كما أنتج المركز في 2012 سلسة أفلام من 10 أجزاء تحت عنوان “الإخوان المسلمون في أمريكا” مسلطًا الضوء على مدى انتشارهم في أمريكا، وزعم أن 80% من المساجد الأمريكية ممولة من حلفاء الإخوان المسلمين، وهو ما نفته مراكز بحثية وخبراء أكاديميون، وذهب غافني إلى ما هو أبعد من ذلك بزعمه أن هناك “مؤامرة للإخوان المسلمين في إدارة أوباما”، وكتب في 2009 مقالا تحت عنوان “أوباما أول رئيس مسلم لأمريكا”، استشهد بخطاب أوباما في جامعة القاهرة الذي وجهه “للعالم الإسلامي” وذكر فيه القرآن الكريم 4 مرات، ورأى أنه بذلك “ليس فقط يعترف بالمسلمين ولكنه أيضًا واحد منهم”.

(2) ديفيد يورشالمي:

أحد قادة الإسلاموفوبيا في أمريكا، هو المحامي “دافيد يورشالمي” الذي أسس مركزًا فكريًّا يسمى “مجتمع الأمريكيين من أجل الوجود القومي” SANE، واشتهر ديفيد بنشاطه وأفكاره العنصرية؛ فوفقًا لرابطة مكافحة التشهير – التي راجعت نشاطاته – خلصت إلى أن لديفيد سجلًا حافلًا من “عداء المسلمين ومكافحة المهاجرين ومعاداة السود” الذين وصفهم بأنهم أكثر الأشخاص “دموية” من خلال مقال كتبه عام 2006.

وقد ارتكز نشاط ديفيد بشكل أساسي على الجانب القانوني لمواجهة المسلمين، وعمل مستشارًا عامًا لمركز السياسة الأمنية، وكان كاتبًا مساعدًا لغافني – في تقرير “الشريعة: تهديد لأمريكا” ويتلقى من هذا المركز ما يقدر بـ 274.883 دولارًا سنويًّا، ويعمل ديفيد أيضًا مستشارًا قانونيًّا لمجموعة معادية للمسلمين تسمى “أوقفوا أسلمة أمريكا” التي يقودها روبرت سبنسر الذي سنتحدث عنه خلال هذا التقرير.

يبلغ متوسط دخل مركز ديفيد قرابة 350 ألفًا سنويًّا، وحصل في الفترة من 2000 إلى 2012 على تبرعات تقترب من نصف مليون دولار، وقد ساعدته تلك الأموال التي يتلقاها على شن حملات قانونية ضد الشريعة الإسلامية؛ ففي 2007 بدأت منظمته في شن حملة ضد الشريعة تحت عنوان “خريطة الشريعة في أمريكا: تعرف على العدو” تحدد أنواع الأفكار المرتبطة بالشريعة وينادي بها المسلمون في كل مسجد ومؤسسة دينية في أمريكا، ودعا إلى أن يكون هناك عقوبة 20 سنة حبس في السجن لمن “يلتزم بالشريعة”.


وعمد ديفيد إلى تخويف المجتمع الأمريكي من الشريعة التي تمارس في المساجد، مقيمًا دعوات قضائية تستهدف تشريع قوانين، “تحمي بموجبها المحاكم الأمريكية الدولية من تطبيق القوانين الأجنبية التي تتعارض مع الحقوق الشخصية التي يكفلها الدستور الأمريكي” في إشارة إلى الشريعة الإسلامية، وقد عملت المحاكم في 3 ولايات أمريكية (ألاسكا وتكساس وجنوب كارولينا) بالدعوات القضائية التي رفعها ديفيد لتصبح قوانينَ يُعمل بها في محاكم تلك الولايات.

ويشن ديفيد حملة حالية ضد “التمويل المصرفي الإسلامي متهمًا المشرفين عليه بـ”المتطرفين” ويقول: “عندما تنظر إلى التمويل القائم على الشريعة، تجد الجمهور المستثمر لا يعرف ما الذي يحصل عليه. يعتقد الناس أن البنك يقدم برامج ملتزمة بالشريعة، لكن الذي يحصلون عليه في الواقع هو تمويل بإشراف المتطرفين”.

(3) دانيل بايبس:


إلى قائد آخر من قادة الإسلاموفوبيا في أمريكا، ألا وهو دانييل بايبس الذي أسس “منتدى الشرق الأوسط” في عام 1990 بعد 12 عامًا من حصوله على الدكتوراة في الأدب عام 1978، ولم يُخفِ الرجل عداءه للإسلام ومخاوفه من الشرق الأوسط؛ إذ أفاد في أهداف منتداه المعلنة أنه يسعى إلى “تعزيز المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، وحماية القيم الغربية من تهديدات الشرق الأوسط” ويركز على آليات هزيمة ما يصفه “الإسلام المتطرف”، “ويعمل على القبول الفلسطيني بإسرائيل، وتطوير إستراتيجيات احتواء إيران” وتؤكد المؤسسة في الداخل الأمريكي على “مخاطر أسلمة القوانين، وتحمي حريات النشطاء والناشرين المعادين للإسلام”.

ويبلغ متوسط دخل المؤسسة السنوي حوالي 3 ملايين دولار، يُضاف عليهم أكثر من 5.5 ملايين دولار من تبرعات الجهات المانحة، ويشرف بايبس على3 برامج أساسية لنشر المخاوف من المسلمين ومراقبة أنشطتهم وهم (مراقبة الحرم الجامعي، مراقبة الإسلاميين، المشروع القانوني) وقد بدأ الرجل نشاطه العنصري في 2003 من خلال كتاب سماه “الإسلام المسلح وصل أمريكا”، ولفت إلى أن “جميع المهاجرين جلبوا العادات الغريبة، ولكن المسلمين كانوا الأكثر اضطرابًا” وهو ما لا يتسق مع استطلاع أجراه مركز بايو في 2007 خلص إلى أن مسلمي أمريكا سعداء في حياتهم ومعتدلون في القضايا التي يختلف عليها المسلمون والغربيون حول العالم”.

وفي عامي 2008، و2009 اتخذت كراهيته للإسلام منعطفًا أكثر خطورة؛ إذ أوصى بزيادة التنميط العنصري ضد الإسلام والمسلمين، ولفت إلى أن النظم الغربية والدولية بما فيها الأمم المتحدة تساعد على قمع المنتقدين للإسلام والإرهاب، ويرى أن “أوباما هو مسلم سابق ومارس الإسلام سلفًا”!

(4) روبرت سبنسر:


يعد روبرت سبنسر أحد أهم قادة الإسلاموفوبيا في أمريكا، والذي وصل تأثيره بشكل لافت إلى المخابرات الأمريكية، وقد حصل على الماجيستير في الآداب من شمال كارولينا، وقاد سبنسر مؤتمرات متخصصة مرتبطة بالجهاد والدراسات الإسلامية – التي عكف على دراستها لعقود على حد تعبيره – في القيادة المركزية الأمريكية، وكلية قيادة الجيش الأمريكي وهيئة الأركان العامة، والبرنامج المشترك لمكافحة الإرهاب، ومكتب التحقيقات الفيدرالي الـ(إف بي آي)، ولقد صنف المكتب الفيدرالي كتابه الذي جاء تحت عنوان “حقيقة محمد” على أنه “يوصى بقراءته”، وذلك الكتاب كان الأكثر انتشارًا من بين 10 كتب ارتبطت بالإسلاموفوبيا؛ إذ كان الأكثر مبيعًا في نيويورك.

ويدير سبنسر منظمة “جهاد واتش” التي ترتكز أهدافها المعلنة على رصد “محاولات الإسلام المتطرف من تخريب الثقافة الغربية”، ويبلغ الراتب السنوي له 140 ألف دولار، كما تُدعم المنظمة بأكثر من ربع مليون دولار، وكان سبنسر عضوًا مؤسسًا لمنظمة “أوقفوا أسلمة أمريكا” تلك المؤسسة التي ترتكز على نشر المخاوف في المجتمع الأمريكي من خلال نشر مزاعم بأن “الدستور الأمريكي يقع تحت هجوم الإسلام الأصولي والشريعة، وأن الإسلام الأصولي يسعى لأن يكون بديلا للدستور الأمريكي”.

ويبدو أن أفكار سبنسر وجدت صداها عند اليميني المتطرف أندريس برينغ برايفيك المعادي للإسلام، والمسئول عن هجمات أوسلو 2011 التي راح ضحيتها 77 شخصًا بعد تفجير قنبلة بالقرب من مقر الحكومة النرويجية، وفتح النار على معسكر شبابي؛ إذ ذكر أندريس اسم “سبنسر” 162 مرة خلال وثيقة له تتكون من 1500 صفحة، تحدث فيها عن أفكاره المتطرفة المعادية للإسلام والموالية لإسرائيل.

ولم يفُت “سبنسر” أن يدعي أن أوباما “مسلم” نظرًا “لأن سياساته العامة وسلوكياته تتسق مع كونه ملتزمًا ومقتنعًا بالإسلام”. ذلك جاء بعد دعم أوباما للديمقراطية المصرية عقب ثورة 25 يناير 2011.

(5) ستيفن إميرسون:

ونختتم قادة الإسلاموفوبيا في أمريكا بستيفن إيمرسون؛ ذلك الشخص الذي حصل على الماجيستير في الآداب الاجتماعية من جامعة براون عام 1977، وعمل بعد ذلك مُحققًا في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ حتى عام 1982، وبعد ذلك شغل عددًا من الوظائف الصحفية، ليعمل في عام 1990 مراسلًا استقصائيًّا لـ”السي إن إن”، واستمرت كتاباته عن الإرهاب. وفي عام 1994 ترك ستيفن السي إن إن لينتج فيلمًا وثائقيًّا اسمه “الجهاد في أمريكا” استعرض فيه ما سماه “العمليات السرية للجماعات الإسلامية الإرهابية المسلحة على الأراضي الأمريكية”، وانتقد متخصصون الفيلم باعتباره “يخلق هيستريا جماعية ضد العرب في أمريكا”.

وفي عام 1995 ترك ستيفن الصحافة ليؤسس ويدير منظمة غير ربحية سماها “المشروع الاستقصائي على الإرهاب”، تستهدف ما تسميه “فضح مخاطر تسلل الإسلاميين لأمريكا”. وحصلت المنظمة على تبرعات كبيرة بلغت قيمتها حوالي 750 ألف دولار.

ومن المقولات التي تعبر عن فكر إيمرسون الذي يحاول نشره من خلال عمله، هو أنه يرى في الإسلام عقيدة دينية عدائية تسعى لارتكاب إبادة جماعية لغير المنتمين لها؛ فيقول إيمرسون “إن مستوى النقد اللاذع ضد اليهود والمسيحية في الإسلام المعاصر، للأسف، هو شيء لا ندركه تمامًا، أو أننا لا نرغب في قبوله… نحن لا نريد أن نقبله لأن من شأن ذلك أن يكون الإقرار بأن واحدًا من أعظم الأديان في العالم – التي تضم أكثر من 1.4 مليار تابع – يخططون للإبادة كجزء من العقيدة الدينية”.