تعهد رجل أعمال فرنسي من أصل جزائري بتسديد جميع الغرامات المالية التي قد تفرض على المسلمات في أوروبا تطبيقا لتشريعات حظر النقاب وتغطية الوجه.
قال رشيد نقّاز المثير للجدل والتساؤلات في حديث لقناة (RT) الروسية إنه يعارض حظر النقاب نظرا لأنه يتنافى مع الحريات الأساسية للإنسان.
وأضاف أنه أبلغ البرلمانيين في فرنسا وبلجيكا وهولندا وسويسرا بذلك " وإذا حظروا على المسلمات ارتداء النقاب أو البرقع في الأماكن العامة، فإنني سأسعى إلى إزالة أثر هذا الحظر بالسبل السلمية وسوف أسدد قيمة الغرامات المالية التي قد تفرض بموجبه".
يذكر أن رشيد نقاز كان ترشح لمرتين للانتخابات الرئاسية الفرنسية وفشل، ثم تخلى عن الجنسية الفرنسية ليترشح للانخابات الرئاسية الجزائرية وفشل أيضاً، وكان اعتقل بتهمة الرشوة في باريس.
وأضاف نقاز: "أحس بالفخر نتيجة لقدرتي على مواجهة هذا القانون حتى الآن، حيث أن الغاية الوحيدة من ورائه الفوز في الانتخابات. لن أسمح لأحد باضطهاد المسلمات ووصمهم بالعار خدمة للفوز بالسجال السياسي".
ونقاز مولود العام 1972، في فرنسا لأبوين هاجرا من الجزائر، حيث يتحدر أبوه من ولاية الشلف بالغرب الجزائري أما والدته فهي من بجاية.
نفقات
وأنفق نقاز، منذ صدور التشريعات التي تحظر النقاب والبرقع في عدد من الدول الأوروبية 200 ألف يورو لتسديد 1300 غرامة في فرنسا وحدها، كما دفع زهاء 250 غرامة في بلجيكا إضافة إلى غرامتين في هولندا، فيما يؤكد أنه مستمر وبكل سرور في دفع الغرامات عن المنقبات.
وتابع يقول: "سأستمر في دفع هذه الغرامات وبكل سرور، حيث سددت لسويسرا أكبر عدد منها، وأنا مستعد للجوء من جديد إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الانسان".
وقال نقاز الذي كان فشل "حسب تقارير" في الحصول على عرض شراء نصف اسهم مجلة (شارلي أبيدو): "إنني على يقين تام بأن المحكمة الأوروبية المذكورة سوف تطعن في قرار البرلمان السويسري على خلفية القيمة المفرطة للغرامات التي فرضها على المنقبات. المحكمة الأوروبية قبلت بقرار البرلمان الفرنسي حظر النقاب نظرا لأن الغرامة في فرنسا 150 يورو فقط، الأمر الذي سيجعل الطعن في قرار البرلمان السويسري أسهل بكثير".
إقليم تيتشينو
ويشار إلى أن بلدية إقليم تيتشينو السويسرية أعلن مؤخرا عن تبني قرار إداري محلي يقضي بتغريم أي سيدة ترتدي النقاب وتغطي وجهها بالكامل في الأماكن العامة بـ 6500 يورو.
وجاء في قرار بلدية المنطقة المذكورة أن أي منقبة قد تظهر في دور السينما أو المدارس أو المحال التجارية أو الشوارع ستخضع للغرامة المنصوص عليها، فيما يستثني القرار السائحات الأجنبيات ممن لسن على دراية بالتشريعات والقوانين المرعية.
وتبنت بلدية تيتشينو هذا الحظر بموجب استفتاء أجرته السلطات المحلية في أيلول (سبتمبر) 2013، قبل إضافة تعديل على الدستور المحلي "يقضي بحظر تغطية الوجه أو تمويهه في الشارع والأماكن العامة"، في إشارة ضمنية وحصرية للمنقبات المسلمات.
كما يشير القانون الجديد في تيتشينو إلى تغريم كل امرأة تغطي وجهها بالكامل، على ألا تشمل التشريعات الجديدة النساء اللواتي يرتدين الحجاب وأغطية الرأس على اختلافها التي تترك الوجه مكشوفا.
حي شعبي
وإلى ذلك، فقد كان رشيد نقاز نشأ في حي شعبي في منطقة فال دو مارن في باريس، دون أن يقع في شراك الفشل الدراسي الذي يتربص بأبناء الكثيرين من المهاجرين، فدرس التاريخ والفلسفة في جامعة السوربون.
وأسس مع زميل فرنسي وزميلة مهاجرة ناديا للمرشحين باسم (هيا فرنسا)، وهي جمعية تدعو لتسجيل كافة المواطنين، بشكل آلي، على اللوائح الانتخابية.
وتقول التقارير إنه رجل أعمال وناشط سياسي جزائري وكان يحمل الجنسية الفرنسية ثم تخلى عنها طوعيا ، وأحد المرشحين للانتخابات الرئاسيات الجزائرية لسنة 2014.
مرشح رئاسي
في سنة 2006 أعلن نقاز نيته الترشح للانتخابات الرئاسية الفرنسية في 2007, ولكي يقبل ترشيحه، كان عليه جمع 500 توقيع مؤيد وداعم للترشيح من رؤساء البلديات.
وتمكن من جمع 521 وعداً بالدعم من رؤساء البلديات لكنه انسحب من السباق لعدم تمكنه من اتمام 500 بفارق 13 توقيع، رجح نقاز سبب ذلك إلى ضغوط تعرض لها داعموه لحجب الدعم الذي كانوا قد وعدوه به، كما أعلن أن مقر حملته الانتخابية تعرض للسرقة وهرب اللصوص بالحاسوب الذي يحتوي على هواتف وعناوين رؤساء البلديات.
وخاض نقاز كذلك الانتخابات التشريعية الفرنسية لعام 2007 تحت لواء حزب يحمل اسمه ولم يحصد ما يذكر من أصوات. وبعدها غير حزب رشيد نقاز اسمه إلى "التجمع الاجتماعي الديمقراطي"، وخاض الانتخابات البلدية وتمكن من الحصول على نسبة تزيد على 5 في المائة من أصوات ناخبي بلدة أورلي.
وفي نيسان (أبريل) 2011 أعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية الفرنسية لسنة 2012, لكنه لم يتجاوز الانتخابات التمهيدية داخل الحزب الاشتراكي.
ويقول موقع (ويكيبيديا) إنه اشتُبه بتورط نقاز في محاولة شراء صوت عمدة بلدية لصالح مرشحة حزبه، واتهم بالرشوة واعتقل للتحقيق معه في آذار (مارس) 2012.
النقاب
بعد إقرار قانون حظر ارتداء النقاب في الأماكن العمومية في فرنسا، وفرض غرامات مالية على المخالفات، تصدى نقاز لهذا القانون ومنذ بدء تطبيق قانون منع غطاء الوجه بعث نقاز بخطابات إلى كافة مراكز الشرطة في فرنسا يتطوع فيها لدفع كل الغرامات التي يحررها أفراد الدوريات ضد النساء اللاتي يخالفن القانون وينزلن إلى الشوارع بنقابهن.
ودفع نقاز جميع الغرامات المتوجبة على النساء لارتدائهن البرقع في فرنسا وبلجيكا، لكنه يقول أن الشرطة تتردد الآن في تغريم المنقبات لأنها تدرك أنه سيدفع الغرامة، عوضاً عن الغرامة فإنها تلجأ إلى مضايقة المنقبات بالاستجوابات.
الانتخابات الجزائرية
وفي حزيران (يونيو) 2013 أعلن نقاز عن نيته في الترشح للأنتخابات الرئاسية الجزائرية لعام 2014. وروج في حملته لعدة أفكار كان منها: تغيير العاصمة نحو ولاية الجلفة الداخلية، الغاء الخدمة العسكرية، تكوين جيش احترافي، تخصيص منحة عشرة آلاف دينار للعائلات الفقيرة، التخلي عن الراتب إذا فاز.
كما يسمي رشيد نقاز نفسه مرشح الشباب والتغيير ويرفض الانتساب لأي حزب.
وفي الأخير، فإنه في الساعات الأولى من صباح 5 آذار (مارس) 2014 أُعلن عن فشل نكاز في تقديم ملف ترشيحه كاملًا مما ترتب عليه خروجه من سباق الرئاسة.
وصرح نقاز عن أن اختفاء السيارة التي حوت التوقيعات التي جمعها إلى جانب شقيقه الذي كان يقودها قبل لحظات من انتهاء مهلة تقديم الملفات تسبب في نقص ملفه، هذا مع عجزه عن جمع توقيعات بديلة في الساعة الإضافية التي منحها إياه المجلس الدستوري.