رووداو – اربيل
يسعى تنظيم داعش إلى تأسيس دولته الاسلامية التي يحكمها ابرز رجل مطلوب في العالم بعد ان نصب نفسه ابو بكر البغدادي خليفة للمسلمين صيف 2014 .
ومنذ بروز تنظيم "الدولة الاسلامية" الذي تشكل على يد الاردني ابو مصعب الزرقاوي عام 2002 تحت مسمى تنظيم "التوحيد والجهاد" حتى اتسعت رقعته في العراق وامتدت نحو سوريا ولامس خطرها الاردن والمملكة العربية السعودية من خلال تفجيرات انتحارية شهدتها خلال فترات متباينة .
ويجتذب داعش المزيد من المقاتلين في صفوفه ما يعزز تمدد رقعة انتشاره في العراق وسوريا رغم ان المعطيات العسكرية تؤكد انكماش مسلحي داعش في بعض المدن العراقية مع بسط نفوذ الجيش العراقي وقوات البيشمركة رقعتهما في مناطق كانت خاضعة لسطوة داعش .
رئيس مركز الامارات للدراسات ابتسام الكتبي ، ترى بأن من الصعب الجزم بنهاية حقبة داعش حاليا .
وتحدثت الكتبي لشبكة رووداو الاعلامية قائلة : داعش لديه مؤيدين من جميع دول العالم ، وهو يستقطب يوميا المقاتلين من خلال نشر فكره المتطرف بين انصاره ما يدل بأن داعش مايزال موجودا .
ورجحت بأن دور التحالف الدولي كان مؤثرا في الحد من توسع نفوذ داعش ، مبينة " اننا في بداية الطريق لافشال مشروع داعش والسبيل الوحيد للقضاء عليه يتمثل في مواجهته اقتصاديا واجتماعيا ودينيا ولا يمكن الغفل عن كبح التطرف الفكري الذي يعد العامل الابرز الذي يتقوى به داعش لكسب المقاتلين".
الكتبي توقعت قرب نهاية داعش في العراق ، مؤكدة بأنه : من الصعب البت بفشل مشروع تنظيم الدولة في بقية دول العالم .
ومع تضارب الاراء حول جدوى الضربات الجوية لمقاتلات التحالف الدولي في العراق وسوريا بعد أكثر من عام ، الامر الذي دفع بالمطالبة للزج بقوات برية والتي تعد الفكرة الاكثر نضوجا داخل الادارة الامريكية في الوقت الذي ترفضه الاوساط العراقية الامر الذي دعا مليشيات مسلحة لمقاومة اي قوات برية اجنبية تتواجد في العراق .
الخبير في الشؤون العسكرية ، والمقيم في العاصمة اللبنانية بيروت ، عماد شمعون ، ابدى نظرة غير تفاؤلية حيال توسع داعش في المنطقة قائلا لشبكة رووداو: "لغاية الان لم يفشل داعش طالما العمليات العسكرية تقتصر جوا ، وحتى ان شكلت الضربات الجوية مكسبا مهما لكن بدون الحل البري سيبقى داعش يتمدد الى مناطق اخرى".
واستدل شمعون في حديثه بالقول : ان الحدود المفتوحة من اوروبا ودول المغرب العربي نحو العراق وسوريا تؤكد ان داعش مستمر بتغذية عناصره البشرية .
دولة داعش المزعومة ما ان ترسم حدودها في بقعة ما حتى تتلاشى بعد فترة من الزمن حتى وان تمتعت بمزايا الدولة من خلال تنظيمه الشرطة المحلية والمجلس الاداري ويبقى العامل الاساس الذي يراهن عليه داعش متمثلة بــ"الحاضنة الشعبية" التي سرعان ما خسرها بعد رفض سكان المدن الخاضعة لسيطرته من ممارساته .
الخبير في الجماعات الاسلامية ، الجزائري بوعلام غمراسة ، يقول بأن دولة داعش شارفت على الزوال لان القاعدة الشرعية التي استند اليها داعش لم تعد ترقى لقبول الشارع العربي والغربي .
وتحدث بوعلام ، لشبكة رووداو الاعلامية قائلا "اذا كانت الدول تبنى على اساس القتل والذبح فأكيد دولة داعش ستفشل حتما عاجلا ام اجلا" .
وعزا انخراط انصار داعش الى صفوف مقاتليه في العراق وسوريا لعدة عوامل ابرزها : الفقر والبطالة والاقصاء في مجتمعاتهم لذا وجدوا في داعش الملجأ الامن لهم والا كيف يعقل انتماء مواطن بريطاني او فرنسي لتنظيم داعش في ليلة وضحاها.
ورجح قرب زوال فكر داعش من عازيا ذلك الى "الدين الاسلامي بريء من ممارسات وافعال داعش لذا سيزول حتما".
تنظيم الدولة اجاد كثيرا في قتل الناس الذين توهموا للوهلة الاولى بأن داعش سيكون بوابة النجاه لهم عقب الفترة البائسة لمعاناة العرب السنة وشكواهم من مظلومية مارسها رئيس الحكومة العراقية السابقة نوري المالكي .
التوقع بفشل دولة الخلافة الاسلامية لن يكون رهين اللحظة ومن المرجح ان يتحول داعش الى تنظيم مسلح تنتشر خلاياه في دول عربية وعالمية عدة فيما لو اجاد التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية والتحالف الاسلامي العسكري المشكل حديثا بقيادة المملكة العربية السعودية في القضاء عسكريا على داعش في العراق وسوريا .
استاذ القانون الدولي في جامعة "جورج تاون" في الولايات المتحدة الامريكية ، داود خيرالله ، يرى بأن داعش استفاد من المناخ المتأجج طائفيا في العراق وسوريا ليجد له بؤرة ليؤسس على هشاشة بعض المدن دولته .
خيرالله قال لرووداو: "مشروع داعش لن يطول كثيرا ومن المستبعد توسع رقعته الجغرافية أكثر كون فكره المتطرف المستند الى القتل والسبي والذبح باساليب بشعة باتت وسائل مستنفرة للشارع العربي ونحن نمر بفترة انتهاء الحاضنة الجماهيرية لداعش، كما ان داعش خسر اقتصاديا خلال الاونة الاخيرة".
ملامح دولة داعش باتت ضبابية خاصة في العراق بعد المعارك الاخيرة التي كشت انحسار داعش في بعض المدن في صلاح الدين والانبار ما يؤهل القوات العراقية للانقضاض على اخر معاقل داعش في العاصمة المزعومة للتنظيم بمدينة الموصل (مركز محافظة نينوى والواقعة نحو 400 كلم شمال العاصمة بغداد) .
وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي تحدث السبت الفائت خلال مؤتمر صحفي قائلا ، إن "تنظيم داعش كان يسيطر على ما نسبته 40% من الأراضي العراقية، واليوم بجهود القوات الأمنية والحشد الشعبي وأبناء العشائر تقلصت سيطرة التنظيم على تلك الأراضي لتصل إلى 17% " .
دولة الخلافة الافتراضية سرعان ما اضمحلت بالتوسع في العراق وانحسرت حدودها في سوريا مع تنامي جماعات مسلحة مناهضة لتأسيس تنظيم الدولة خلافته الاسلامية التي انتاب الشك داخل صفوفه بعد انشقاق الكثير من مقاتليه ومنهم من اعدم جراء اتهامه بالامتناع عن تادية قوانين الدولة المزعومة .
الخبير في الشؤون العسكرية من بغداد ، جاسم حنون ، توقع نهاية داعش في العراق بعد خسارته لعدة معارك جرت مؤخرا حيث قال لرووداو : داعش كان يطمح لتأسيس دولته الاسلامية من حلب السورية الى الموصل العراقية وكان يطمح لوضع مخطط جديد على اساس عقائدي وفكري ومذهبي مستغلا الموارد الاقتصادية، الا ان احلامه تبخرت وتهاوت بعد ان خسر المورد النفطي الذي يعول عليه في مناطق جبل حمرين وحقل علاس كما ان قوات البيشمركة حينما انتزعت مدينة سنجار انهكت تنظيم داعش في تمرير موارده عبر سوريا الى العراق .