أثر السيرة النبوية على الفرد والمجتمع

آخر تحديث 2015-12-21 00:00:00 - المصدر: وكالة نون الخبرية

A+AA-صورةالزيارات: 3


الاثنين 21 كانون الأول 2015 - 02:12

بقلم:مهدي الدهش
السيرة النبوية كتعريف إجرائي هي:طريقة الرسول (ص) في الحياة أو تأريخ حياته.
إن دراسة السيرة النبوية ومعرفة حياة الرسول (ص) وسلوكهُ وتعاملهُ مع أتباعه وأهل بيته وأعدائه وكيفية قيامه بالدعوة الإسلامية والأساليب والطرق التي أتبعها تُعلمنا معالم ديننا وتوضح لنا شريعتنا.
إن سيرة الرسول تشكل مصدرا أساسياً من مصادر الأحكام والقوانين الإسلامية ,فمنها يستنبط الفقهاء الأحكام التي تنظم حياتنا الفردية والاجتماعية.
إن دراسة السيرة تعني التعرّف على أهم جزء من تأريخ أمتنا بصورة خاصة والبشرية بصورة عامة لأنها تمثل صراع الأضداد.
*ما الذي نتعلمه من دراسة السيرة:ـ
1/نتعرّف على عظمة الرسول (ص) من خلال أعماله ومواقفه وآثاره الخالدة.
2/إن السيرة هي مصدر من مصادر الأحكام ((ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنهُ فانتهوا))
وقوله تعالى ((وما ينطق عن الهوى أن هو ألا وحي يوحى))
3/نطلع من خلالها على تأريخ الدعوة الإسلامية والمسلمين الأوائل.
4/نعرف من خلالها كيفية تطبيق الإسلام وبناء المجتمع الإسلامي في إطار الدولة المدنية الحديثة وبالاقتداء بأنموذج الرسول في دويلتهِ بالمدينة المنورة.
5/نتعلم من السيرة أساليب وطرق الدعوة إلى الإسلام وكيفية تبليغها وإيصالها للمجتمع.
6/استلهام الروح المعنوية لحديث وسيرة الرسول اليومي (الوجودي) واستخلاص المفاهيم الإنسانية من ذلك السلوك.
إن دراسة وفهم حياة هذا الإنسان العظيم،والذي اتفق على عظمتهِ كُتاب الشرق والغرب،حيث جاء الرسول في مقدمة مجموعة المؤثرين في تأريخ الإنسانيه.
فكان لزاماً على المسلم أن يستلهم ذلك الدستور، أي سيرة الرسول وسلوكهِ مع المسلمين وغيرهم وحسب الأمثلة التي ذكرها لنا المؤرخين ورجال السيرة والمحدثين،حيث على كل مسلم أن يعرف ما له وما عليه من الواجبات والحقوق ويعنى بتطبيق ذلك الدستور والسير على هداه كي يكون مثلا رفيعا في جمال السيرة وحسن السلوك.
فالنبي الأعظم محمد (ص)هو المثل الأعلى في سائر نواحي الكمال اصطفاه الله من الخلق وحباه بأرفع الخصائص والمواهب التي لم يعطها لغيره من الأنبياء , وجمع فيه ما تفرق فيهم من صنوف العظمات والأمجاد ما جعله سيدهم وخاتمهم.
وناهيك في عظمته أنه استطاع بجهوده الجبارة ومبادئه الخالدة أن يحقق في أقل من ربع قرن من الانتصارات الروحية والمكاسب الدينية ما لم يستطع تحقيقه سائر الأنبياء والشرائع في قرون.
إن طاعة النبي فرض محتوم على الناس كطاعة الله تعالى ,إذ هو سفيره إلى العباد وأمينه على الوحي ومنار هدايته الوضاء.
ومن يتتبع سيرة سيد المرسلين لوجده المثل الأعلى في حسن الخلق وغيره من كرائم الفضائل والخلال , وأستطاع الرسول العظيم بأخلاقه المثلى أن يملك القلوب والعقول وأستحق بذلك ثناء الله تعالى عليه بقوله عز وجل ((وإنكَ لعلى خُلقٍ عظيم)) وحدثت المعجزة بتغيير ذلك المجتمع ونقله من الضلالة إلى الهدى.
إنهاء الدردشة
أرجو النشر في الوكالة أ. تيسير.. تقبل محبتي.
السبت 10:06 مساءً
مساء الخير أستاذ تيسير.. ارسل للوكالة موضوع جديد.. فشكرا مقدمة للنشر.. تحياتي.
الفكر الإسلامي وإشكالية البناء المعاصر بقلم // مهدي الدهش
يواجه الفكر والمفكّر الإسلامي في المرحلة الراهنة إشكاليات متنوعة وذات أبعاد مختلفة , من أجل تأصيل البناء الفكري الإسلامي ضمن العصر الحالي. وهذه الإشكاليات أو المشاكل أتت من خلال غياب النظرية الإسلامية المعاصرة في حقول وأقسام المعرفة المختلفة سواء في الاقتصاد والعلوم السياسية والعلوم النفسية وعلم الاجتماع وفلسفة التاريخ وغيرها الكثير. وأن وجدت بعض التنضيرات المعاصرة , إلا إنها لم تصل للمستوى الذي يجعلها تزيح نتاج الفكر الغربي في هذه الميادين وغيرها.
أذن هنا نشخص مشكلة تأخره عن تأسيس النظرية وتركيز اهتمام الكّتاب عن المستوى التثقيفي والتوجيهي وحصر الإنتاج في حيز المقالة أو البحث أو كُتب الثقافة العامة.
ومن جانب آخر نرى غياب الولوج ضمن أبواب أدبية مهمة كالرواية والقصة والمسرح والنقد الأدبي وعلم الجمال والفن التشكيلي والسينما وأبواب حضارية أخرى ضمن هذا النهج , حيث لوحظ غياب الكاتب الإسلامي عن هذه الحقول الأدبية المتنوعة.
على عكس كُتاب المدارس الفكرية الأخرى , حيث نرى أثر تلك المدارس واضحاً في هذا المضمار مثل الأدب الماركسي والمسرح الوجودي والفن البوهيمي.
ومن الملاحظ على النتاج الإسلامي الفكري، بروز التكرار وظهور الرتابة وغياب روح الإبداع والابتكار في الأسلوب والصياغة والعرض والاستنتاج. بل الأدهى من هذا ظهور المؤلفات ذات المستوى الفكري المتدني من حيث السلوك الاجتماعي الذي يُروّج له والنتاج الكتابي الضحل والمُربَك، وسلسلة المقالات التي تدفع باتجاه بناء قيم التجهيل الثقافي والتغييب المعرفي للمجتمع والذي يسيء للفكر الإسلامي ويقلل من قيمته.
وأعتقد أن أهم المشاكل التي يعاني منها الفكر الإسلامي المعاصر , هو غياب وقلة الكتّاب والمفكرين الإسلاميين من ذوي المواهب الكتابية وسرعة الاستيعاب للإشكاليات المحيطة وتنظير الحلول وخاصةً في جانب الأصول للفكر الإسلامي والثقافة التراثية , حيث مطلوب تنقيح ما وصل إلينا وتناهى لأيدينا من نتاج الأسلاف , وإدخاله في أطر معرفية تتلاءم والعصر الحاضر , من أجل الخروج بأشكال معرفية يمكن تطبيقها ضمن أيامنا.
ولا يفوتني أن أشير إلى ظاهرة خطرة تتفاعل ضمن مراحل وأماكن مختلفة ضمن محيطنا الإسلامي، هي غياب التبني للكاتب الإسلامي الناشئ وقلة العناية به، من حيث رعاية مواهبه ونشر نتاجه الفكري والثقافي. فقد يتم تغييب هكذا كُتاب من خلال تجاهل نتاجهم الأدبي، كون هذا النتاج لا يتلاءم وهوا أصحاب المطابع وكذلك الناشرين، ومع الأسف يجري هذا كله ضمن البلاد الإسلامية. ونرى على العكس من ذلك، فرصاً مهمة تمنح لهم في بلاد الغرب، حيث حرية الفكر والنتاج مكفولة للجميع.
وختاماً إلى من يهمهم الأمر ومن تقع عليهم مسؤولية الحفاظ على الفكر والمفكّر في بلادنا، أن ينتفضوا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.
10:40 ص
علم الأخلاق والإسلام: بقلم // مهدي الدهش
كان ظهور علم الأخلاق كباب مستقل ضمن البحوث الفلسفية، لفلاسفة اليونان أمثل أفلاطون وأرسطو، حيث أشبعوا هذا الباب بالدراسة والتحليل على وفق الأطر والمفاهيم السائدة لديهم، وتطور على أيديهم لمراحل مهمة.
وبفعل الترجمة وعملية نقل التراث اليوناني والروماني التي وقعت ضمن العصر العباسي تحديدا، أخذ المتكلمين و الفلاسفة والمفكرين من العرب والمسلمين بالاطلاع على ذلك التراث وما تراكم لديهم من فكر وفلسفة بأبوابها المختلفة. وكان لباب الأخلاق القدح المعلى بين مختلف هذه الأبواب.
ومن جملة ما تناول علم الأخلاق، قواعد الأخلاق والسلوك والأسس الشرعية أو العقلية التي يقيم عليها هذه القواعد الخلقية، كون مصدر الأخلاق عند الفلاسفة والمتصوفة المسلمين عموماً هو كتاب الله تعالى ((القرآن الحكيم))، وكذلك السنة النبوية المطهرّة. وأن المعرفة والأخلاق عند معظم فلاسفة الإسلام متلازمان، فالإنسان يحصل على المعرفة بتنقية ما فيه من نفس وعقل حتى يعود إلى أصله العقلي وعالمهُ الروحي وسبيل حصول الإنسان على الفضيلة والأخلاق الحميدة هي سبيل حصوله على المعرفة الحقّة، وإن الشر ناجم عن انغماس الإنسان في الشهوات المتولّدة عن العالم المادي البحت الخالي من التعامل الروحاني والإيمان بالخالق الأوحد، فإذا ما فطم الإنسان نفسهُ عن الشهوات وصدّها عن التعلّق بالعالم القشري (السطحي) اعتدلت أخلاقه واكتملت فضائله ونال سعادته وأصبح إنساناً سوياً ذو أخلاق دمثة محمودة.
ومِن أعظم الذين بحثوا بموضوعة الأخلاق من علماء المسلمين العلّامة ((ابن مسكوية)) صاحب المُصنّف (تجارب الأُمم وتعاقب الهمم)، وكان ابن مسكوية فيلسوفاً وطبيباً ومؤرخاً، ومن أشهر كتبة في باب الأخلاق (تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق) الذي استهدف فيه توضيح معنى السعادة التي هي غاية الإنسان وبين وسائل الحصول عليها. ولخّص مسكوية نظرياته الأخلاقية في وصيته التي يوصي بِها طالب الحكمة بأن يتحلى بالفضائل الأربع الكبرى وهي: الحكمة والشجاعة والعفة والعدالة، ثم بالفضائل الصغرى التي تتصل بأخلاق الإنسان الشخصية مثل إيثار الحق على الباطل في الاعتقادات والصدق على الكذب في الأقوال و الخير على الشر في الأفعال والجهاد الدائم للنفس.
ومن رجالات الإسلام وعلمائه الذين تناولوا هذا الباب في أبحاثهم وكتاباتهم، برزت جماعة (أخوان الصفا وخلان ألوفا) الأدبية والتي مارست دوراً واقعياً مهماً ضمن مرحلتهم الاجتماعية الحساسة، ومن خلال رسائلهم الاثنتان والخمسون التي تناولوا فيها مختلف أبواب العلوم والمعارف، حيث تزامن ظهورهم ضمن القرن الرابع للهجرة و حركة عنيفة من توالد الفلسفات واصطراعها الفكري، فبثوا من خلال تلك الرسائل أرائهم الفلسفية والأخلاقية التي لاقت رواجاً واسعاً وإلى فترة متأخرة.
واليوم حريٌ بنا البحث عن مناهج وأساليب تتماشى مع واقع " العولمّة " الراهن، والذي تجسد من خلال نتاجات العصر " ثورة الاتصالات والمعلوماتية "، حيث السعي لبلورة منظومة بنائية جديدة في باب الأخلاق تستوعب البناء الفكري المعاصر للشباب والشابات، كي لا يحدث شكل من أشكال الانسلاخ والتفكك المجتمعي، نتيجة حالة التناشُز مابين أساليب التفكير العتيقة وبين أنماط ووسائل الحياة المعاصرة بتكنولوجيتها المتقدّمة.
فالتأسيس لمنظومة أخلاقية تتناسب وعصر " ما بعد الحداثة " يشكّل حجر الزاوية في بناء تشكيلة أخلاقية ملائمة ومتلائمة للفرد وحاجاته والمجتمع وتياراته " الحداثوية " سواء على الصعيد الفكري أم المادي.