نعسان آغا: نقاشات بين الهيئة العليا للتفاوض وميستورا -

آخر تحديث 2015-12-21 00:00:00 - المصدر: ايلاف

أعلن رياض نعسان آغا عضو الهيئة العليا للمفاوضات التي انتخبها مؤتمر الرياض للمعارضة السورية في حوار مع "ايلاف" أن المعارضة السورية لن تقبل أن يفرض عليها عضوا في الوفد التفاوضي الذي من المفترض أن يفاوض وفد النظام والذي أنهت الهيئة تحديد أسمائه، وأضاف "لكننا مقبلون على النقاش مع السيد ستيفان ديمستورا الموفد الأممي، وبعض الأشخاص الذين كان يجري الحديث بشكل غير رسمي عن الرغبة في حضورهم الى مؤتمر الرياض".

قال الدكتور رياض نعسان آغا عضو الهيئة العليا للمفاوضات أنه لا يريد أن يبدأ الحديث لـ"ايلاف" عن سلبيات قرار مجلس الأمن 2254 و"هي كثيرة جداً ".

وأضاف "لا أريد أن نبدأ عملنا مع المجموعة الدولية بشكل يوتر العلاقة بين الهيئة العليا للمفاوضات وبين رعاة الحل السياسي"، موضحا "لأن في المجموعة الدولية دول صديقة ندرك  أنها تريد حلاً عادلاً". 

ورأى أنه "تبدو الإيجابية الكبرى هي إعلان القرار التزاماً (بوحدة سوريا واستقلالها وسلامتها الإقليمية وطابعها غير الطائفي ) وهذا أمر مبدئي".

انتقال سياسي 

وأشار نعسان آغا الى  "أن القرار تحدث بوضوح عن عملية ( انتقال سياسي ) أي أنه أقر عملية التغيير الكامل ( عبر الانتقال من عهد إلى عهد جديد )  وكذلك شدد على أن الشعب السوري هو من سيقرر مستقبل سوريا، بمعنى أن ( المجموعة الدولية لن تفرض على السوريين  رؤيتها )".

نعسان آغا الوزير السوري المنشق والدبلوماسي المخضرم والذي تم انتخابه في مؤتمر الرياض للمعارضة السورية كعضو الهيئة العليا للتفاوض رأى أنه من الإيجابيات أيضاً "أن القرار قدّم مهلة شهر واحد للقيام بتدابير بناء الثقة ، وكلف الأمين العام للأمم المتحدة  بتقديم تقرير حولها ، كما قدم القرار  التزاماً هاما بدعمه لتعمير سوريا وتأهيلها بعد انتهاء النزاع".

ومن المقرر أن تعلن الهيئة العليا للتفاوض رأيها في القرار الأممي في بيان اليوم لكنه قال في معرض حواره مع "ايلاف " كرأي شخصي الآن بوسعنا أن نتحدث عن بعض السلبيات الكثيرة التي خيبت أمل السوريين ، وأبرزها من وجهة نظري "أن القرار اهتم بإرضاء روسيا قبل أن يهتم بإرضاء الشعب السوري".

تنازلات خطيرة

واعتبر نعسان آغا" لقد تم تقديم  تنازلات خطيرة للروس الذين يفضلون مواطناً واحداً على ثلاثة وعشرين مواطناً سوريا ، وهذا ما سيجعل القرار يطمس أهم مطالب الشعب السوري وهو الانتقال من عهد إلى عهد ، وقد يجعل المفاوضات مجرد فرصة زمنية لروسيا كي تتمكن من استعادة المناطق التي تسيطر عليها قوى الثورة والمعارضة ، وتعيدها لسيطرة النظام، وسيكون وقف إطلاق النار من طرف واحد (هو القوى الثورية المسلحة) بينما يعطي القرار لروسيا أن تستمر في قصف السوريين المدنيين بذريعة الحرب على الإرهاب".

وأشار القيادي السوري المعارض الى تصعيد روسيا عملياتها ضد شعبنا، "واستشهاد البارحة في مدينة إدلب خمسون مدنيا وجرح مئتا شخص، وليس بينهم إرهابي واحد".

شرعية لروسيا

وأضاف "لقد منح القرار روسيا شرعية أن تقتل وتبيد المدن السورية حين أعلن القرار (وفقا لبيان الفريق الصادر في 14 تشرين الثاني/نوفمبر 2015، القضاء على (الملاذ الآمن - الذي أقامته تلك الجماعات على أجزاء كبيرة من سوريا) وقد تجاهل القرار قرارات مجلس الأمن السابقة التي تفرض الحفاظ على المدنيين فالملاذ الآمن الذي يطلب قرار مجلس الأمن القضاء عليه، هو محافظات سورية مأهولة بسكانها".

ولفت أيضا الى نقطة مهمة وهي "أن تصنيف الإرهابيين سيكون ظالماً إن لم يشمل ميليشيات حزب الله وحلفائه  من إيران والعراق".

وطرح نعسان آغا سؤالا بلسان السوريين "ما ذنب السكان المدنيين كي يشرع قرار مجلس الأمن القضاء عليهم لمجرد أنهم يعيشون فيما سماه ملاذاً آمناً؟".

وقال "أليس من واجب مجلس الأمن  الحفاظ على أرواح السكان المدنيين وإيجاد ملاذ آمن لهم  قبل القصف العشوائي الذي تحرمه كل قرارات مجلس الأمن السابقة؟".

انتخابات داخل سوريا

الحديث عن الانتخابات وشفافيتها في مناطق الشتات السوري في القرار الأممي رآه نعسان آغا "حديث غير عملي في ظل  غياب 10 مليون سوري  وكون ملايين السوريين الآخرين يعيشون تحت رحمة النظام، الذي سيبقى مرعباً مادام الأسد هو الرئيس  ويصعب أن يتحرروا من عقدة الخوف  مادام قادراً على عقاب من لا ينتخبه".

وأكد "إن إغفال نهاية دور الأسد الذي أمر بقتل شعبه وبتدمير مدنه وبقتل الآلاف في المعتقلات وتسبب بتشريد الملايين ،سيجعل السوريين يفقدون الأمل في إمكانية الحل السياسي، لاسيما أنهم يتعرضون للإبادة يومياً. وسيجدون قرار مجلس الأمن غير قابل للحياة".

انصاف الشعب السوري

وعبّر نعسان آغا عن أمله من أصدقاء سورية المهتمين بإيجاد حل سياسي" أن ينصفوا الشعب السوري ، وأن يتذكروا أن مؤتمر الرياض جاء بناء على طلب بيان فيينا، ولابد من أن يكون هو الجهة العليا التي تقود المفاوضات في وفد المعارضة ، وكذلك سيكون من الإعاقة لمسار التفاوض أن تضاف  إلى مرجعية جنيف مرجعيات أخرى". 

وفد التفاوض المعارض

وحول الهيئة العليا للتفاوض واجتماعاتها التي أنهتها في الرياض الخميس والجمعة قال "أنهينا عملنا التنظيمي للهيئة العليا للمفاوضات وشكلنا فريق التفاوض وفريق الخبراء حسب العدد الذي حدده السيد ستيفان ديمستورا، واعتمدنا  معيار الكفاءة والخبرة دون أية محاصصات".

وشدد "لن نقبل أن يُفرض علينا أحد فرضاً، لكننا مقبلون على النقاش مع السيد ديمستورا، ومع بعض الأشخاص الذين يتم الحديث غير الرسمي عن رغبة بإضافتهم أو ممن كانوا مدعوين لمؤتمر الرياض لكنهم لم يشاركوا".

وقال "أظن أن هذه المسألة قابلة لحل سريع".