اتفاقية جديدة بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني وحركة التغيير

آخر تحديث 2015-12-22 00:00:00 - المصدر: روداو


ينقسم التاريخ السياسي في اقليم كوردستان الى مرحلتين، تبدء بمرحلة التاقض وتنتهي بمرحلة الإتفاق.

وتتكرر هاتان المرحلتان في التاريخ السياسي لاقليم كوردستان بشكل مستمر، ويستمر واقعنا نحن داخل هذه الدائرة المغلقة.

لقد كانت هذه الدائرة المغلقة (التناقض والاتفاق) العائق المستمر لظهور الديمقراطية والعبور الى مرحلة توظيف الديمقراطية في اقليم كوردستان، ولا يمكن التغطية على الواقع السياسي الذي يدور داخل هذه الدائرة المغلقة، وعلى الجميع ان يعرف واقع العمل السياسي في كوردستان.

ان من اهم مراحل الاتفاق في تاريخ القوى السياسية في اقليم كوردستان، هي تشكيل الجبهة الكوردستانية، ويأتي بعدها الاتفاق الاستراتيجي بين حزب الديمقراطي الكوردستاني وحزب الاتحاد الوطني، في انهاء الحرب الداخلية، والوصول الى اتفاق، وصولا لظهور المعارضة في كوردستان.

نحتاج الى اتفاقيات جديدة؟

حينما نتمعن في الوضع السياسي والتشريعي والقانوني في اقليم كوردستان، نصل الى قناعة تامة، في ان الوضع الحالي يحتاج الى اتفاقيات جديدة.

برلمان اقليم كوردستان، لا يعمل، واحزاب سياسية كثيرة مختلفة على شرعية الرئاسة في اقليم كوردستان، عن عدم شرعيتها، وغير متفقين على ان الرئيس الحالي لاقليم كوردستان يمتلك حق الاستمرار في منصبه وبالقانون.

ان السكوت عن الواقع والإبتعاد عن الكلام عنه لا يعني بأن العملية السياسية في الطريق الصحيح في كوردستان، فقد يكون هذا السكوت كالهدوء الذي يسبق العاصفة.

إذا علينا ان ننظر بواقعية الى الاحداث، فنحن بحاجة الى الاتفاق عن طريق المحادثات والتواصل، والابتعاد كليا عن السكوت أو تجنب الآخرين.

لماذا نتفق؟

ان وجهة نظري عن اتفاق الاطراف السياسية، ليست وجهة نظر اخلاقية، بل هي واقعية، خصوصا في الوضع الحالي الذي يمر على اقليم كوردستان.

كل الاطراف السياسية الموجودة لها تأثيرها على الواقع السياسي في اقليم كوردستان، سواء كان الحزب الديمقراطي الكوردستاني، أو الاتحاد الوطني الكوردستاني، أو حركة التغيير.

فمن غير الممكن ان لا نعرف بأن كل حزب من هذه الاحزاب لديه ورقة ضغط، يستطيع من خلالها التأثير على الواقع السياسي في اقليم كوردستان، وتستطيع هذه الاحزاب استخدام هذه الورقة بشكل ايجابي او سلبي.

ان الحزب الديمقراطي الكوردستاني، ورئاسة الاقليم، مسيطرين على العلاقات الدولية، وعلى الحكومة بشكل مباشر، ولا اعرف ان كان الاتحاد الوطني الكوردستاني وحركة التغيير يرون ذلك أم لا يرونه؟.

هناك خمول في حركة التغيير في الفترة الحالية، لكن هذا لا يعني بأن التغيير فشل أو انتهى، فقد تكون حركة التغيير صاحبة نفوذ خاص في منطقة السليمانية، ولديها اوراق للضغط تستطيع ان تحركها بأي وقت، سواء كان هذا الضغط سلبيا أم ايجابيا، المهم ان حركة التغيير تستطيع ان تؤثر في الجانب الميداني في جزء من اقليم كوردستان، وان عدم الإطلاع على هذه الحقيقة اعتبره غير عقلاني.

ان حركة التغيير لا تستطيع ان تقوم بشيء في داخل الرقعة الجغرافية التابعة للحزب الديمقراطي الكوردستاني، ولكنها تستطيع ان تعمل كل شيء في مناطق الاتحاد الوطني الكوردستاني.

اذا ليس من الصواب ان يقوم الحزب الديمقراطي الكوردستاني بالإتفاق مع حزب الاتحاد الوطني بدون حركة التغيير، والاتحاد الوطني يعلم هذه الحقيقة جيدا، ولذلك خطواتهم للاتفاق مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني  مازالت بطيئة. 

فلو كانت حركة التغيير تستطيع أن تؤثر على الواقع السياسي، فمن غير العقلانية ان نقوم بتجاهلها.

لكن.. لماذا لا تقوم حركة التغيير بالإعتراف بالواقع وبقوة الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وتصر على برنامجها السياسي الذي يدعو الى تغيير النظام السياسي و مسألة رئاسة الاقليم.

فقد اصبح هذا الاصرار مرفوضا من اغلب القوى السياسية ومن الرأي العام، واصبح الجميع يدعون الى التفاهم وابداء الليونة في حلحلة الامور.

اذا في الوقت الذي يطالب فيه الرأي العام والقوى السياسية الموجودة في الساحة من حركة التغيير الانتقال الى مرحلة التفاهم وابداء الليونة، لماذا هذا الاصرار من قبل حركة التغيير بعدم تغيير مواقفها؟

يجب على الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني وحركة التغيير ان يكونوا على قدر المسؤولية وان يعرفوا حجم بعضهم البعض، والوصول الى اتفاقات سياسية تخدم جميع الاطراف.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب وليس له علاقة بوجهة نظر شبكة رووداو الاعلامية‬‬‬