التحالف الاسلامي.. من أهدافه إقامة دولة كوردية

آخر تحديث 2015-12-24 00:00:00 - المصدر: روداو


التحالف الإسلامي العسكري والذي أعلن عنه وزير دفاع المملكة العربية السعودية وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في 15 ديسمبر/ كانون الاول 2015 وبقيادة المملكة العربية السعودية، يهدف حسب إعلان بيان التحالف إلى "محاربة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره أياً كان مذهبها وتسميتها"، وصرح الأمير أن هذا التحالف يضم 35 دولة إسلامية وسيتخذ غرفة عمليات مشتركة مقرها الرياض. ونتج عن هذا الإعلان ردود أفعال وتساؤلات كثيرة ومتفاوتة بين الرافض له والمؤيد.

ومن بينها تساؤلات الشارع الكوردي: ما موقف التحالف الإسلامي من القضية الكوردية وإقامة دولة كوردية؟ في حين تتجه سياسة تركيا واغلب الدول العربية في هذا التحالف إلى وحدة الاراضي العراقية؟.

وفي ظل هذه الإشكالية سنحاول الإجابة على هذا السؤال المهم بالنسبة للشارع الكوردي، ونقول وبدون مقدمات إن هذا التحالف ليس فقط مع الدولة الكوردية أو داعم لها، بل من أحد وأبرز اهداف هذا التحالف هو إقامة كوردستان الكبرى في منطقة الشرق الاوسط. ولا أقول هذا الكلام جزافا ولكن هذا ما أكده رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية بجدة، الدكتور انور عشقي - وهو مستشار سابق للملك سلمان بن عبد العزيز- في مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن في 8 حزيران في 2015، خلال محاضرة ألقاها هناك بعنوان (التحديات الإقليمية والفرص: من وجهة نظر المملكة العربية السعودية وإسرائيل)، حيث قال ان الاستقرار في المنطقة يتطلب اموراً وذكر منها "تحقيق السلام بين العرب واسرائيل، تغيير النظام السياسي في ايران، إنشاء قوة عربية في المنطقة بمباركة امريكا واوروبا لحماية الدول الخليجية والعربية ولحفظ الاستقرار في المنطقة... والعمل على إيجاد كوردستان الكبرى بالطرق السلمية لان ذلك من شأنه أن يخفف من المطامع الإيرانية والتركية والعراقية التي ستقتطع الثلث من كل دولة من هذه الدول لصالح كوردستان.

من هذا يتضح أن هذا التحالف كان مخطط له من قبل؛ لأن هذه الجلسة كانت في 8 حزيران اي قبل اشهر وكذلك يبدو أن المملكة العربية السعودية قد غيرت من سياستها الخارجية في الشرق الاوسط من ناحية اسرائيل وايران والكورد وترى أن إقامة الدولة الكوردية اليوم تصب في مصلحة الدول العربية وخاصة الخليجية منها؛ ولأن السعودية بدأت تخشى بالفعل من الدور الذي تلعبه ايران في المنطقة، ويقول انور أن من اجندة ايران هو توسيع نفوذها ليصل الى السعودية وقد جندة الشيعة في العراق ولبنان وسوريا وأما في اليمن فقد جندت الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح لتحقيق هذا الغرض. ولهذا فإن تشكيل هذا التحالف هو جزء من الإستعدادات التي تتخذها السعودية لمواجهة النفوذ الايراني الذي بدأ يهدد السعودية. وقد سبق هذا التحالف تحالف عربي في اليمن لإيقاف هذا النفوذ وهذا الزحف الايراني إلى السعودية على حد قول انور عشقي.

 إذاً، إن إقامة الدولة الكوردية اصبح الآن من ضمن اهداف التحالف الاسلامي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، وما الدعوة الأخيرة التي وجهها الملك سلمان بن عبد العزيز الى السيد مسعود البارزاني رئيس اقليم كوردستان العراق لزيارة السعودية والحفاوة التي استقبل بها إلا ترجمة لهذه السياسة السعودية الجديدة في منقطة الشرق الاوسط تجاه الكورد، وكذلك دعوة رئيس الإقليم في الإجتماع الدوري الأخير لمجلس القيادة في الحزب الديمقراطي الكوردستاني قبل ايام للعمل مع الاحزاب الكوردية على ترتيب الاجراءات اللازمة من اجل الاسراع في تنظيم الاستفتاء الشعبي ليقرر الشعب الكوردي مصيره الا دليل آخر على صحة هذا التوجه الاخير للسعودية في منطقة الشرق الاوسط بشكل عام والكورد بشكل خاص.

ولكن السؤال المهم هو: هل سيتمكن هذا التحالف وبقيادة السعودية من تحقيق الاهداف التي تأسس من أجلها؟؟؟! هذا ما سنتناوله في المقال اللاحق.