وزارة الثقافة تنظم ندوة حوارية موسعة عن العمل التطوعي وأهميته

آخر تحديث 2015-12-24 00:00:00 - المصدر: وزارة الثقافة

وأضاف الحمود: "إنّ العمل التطوعي عمل يقدّمه الفرد أو المؤسسة أو الجماعة، ويقدّم خدمة أو جهداً أو مالاً دون مقابل، وما يقدّم سيكون مصدر خير كثير للفرد وللمجتمع، أنه مصدر خير لمن يقوم بالعمل، ومن يقوم به يشعر بحالة من الطمأنينة والتوازن النفسي والرضا عن الذات، والعمل التطوعي تضحية يكون جزاء لعمل التطوعي راحة الضمير، وجزاؤه صفاء القلب وتنمية نوازع الخير في داخل الإنسان وأعماقه، زيادة على ذلك ما يكتبه المتطوع من خيرات عملية في ميدان تحركه".

وأوضح الحمود: "إنّ العمل التطوعي مكمّل لعمل الدولة ولابد من وجود جهة مكملة لما تقوم به الدولة، من هنا تظهر الحاجة للعمل التطوعي لسد النقص الحاصل في المؤسسات الحكومية".

واستشهد بنموذج حي قائلاً: "إنّ هناك نموذج حي وحاضر إضافة إلى النموذج الحي لدى جمعية التعاون الخيرية لما تقوم به من نشاط وجهد في رعاية الأيتام والنازحين في تقديم العون لهم، وهناك مثل آخر وهو جمعية الود الخيرية لرعاية الأيتام التي رعت منذ عام 2003, برئاسة مؤسسها هشام الذهبي". 

وأشار وكيل وزارة الثقافة إلى: "أنّ الإرهاب خلّف وراءه الملايين من الأيتام من هم بحاجة من يدعمهم وكذلك الأرامل والمعوقين إضافة إلى أناس كثيرين ليس لديهم سكن، مبيناً إنّ الوقوف معهم وتقديم العون لهم سوف يقلل العبء الملقى على عاتقهم، وإذا أردنا الحديث عن الآثار الأخلاقية للعمل التطوعي في إشاعة ثقافة التطوع في المجتمع فان الهدف منه تحقيق الشعور بالمسؤولية تؤدي إلى انحسار حالة الفردية والأنانية الشائعة في مجتمعنا.

وبيّن الحمود: "إنّ إشاعة ثقافة التطوع تسهم في تعزيز روح المواطنة والانتماء للوطن عندما يقوم عدّة أفراد بتنظيف شارع، هؤلاء يقولون لنا إننا كلنا مسؤولون وعندما نقوم جميعنا بهذا العمل نثبت إننا جميعاً كالجسد الواحد الذي اشتكى منه عضو تداعى سائر الجسد بالسهر والحمى، كما قال الرسول محمد (ص)، أتمنى أن يكون هذه الاحتفال حدّ فاصل بين مرحلة سابقة والعمل التطوعي الجماعي".

وتمنّى الحمود، أن يكون هذا اللقاء هو فرصة للتذكير بأهمية هذا النوع من الأعمال وما ينتج عنها من خير للفرد والمجتمع.

فيما أكدت مدير قسم الإعلام والاتصال الحكومي والجماهيري زينب فخري في كلمتها إنّ "العمل التطوعي من الممارسات الإنسانية والسلوك الاجتماعي الذي يعمل على رقي وتقدم الأمم والمتجمعات وله أهمية في بناء الشخصية الفردية وإكسابها الكثير من الصفات الإيجابية".

وأبدت أسفها لأن مجتمعنا لا يمتلك ثقافة التطوع، بل قد يثير المتطوع شعور البعض بالسخرية لقبوله العمل بلا مقابل، وقد يصبح أضحوكة لأنه يعمل ويقضي جل وقته أو جزءاً منه لعملٍ مجاني بملء إرادتِه، ويكرس مهاراتِه وطاقاته في أعمال لا يجني منها ربحاً مادياً أو تحقق له مكاسب".

واستدركت بالقول: "لكن هذا لا يمنع أن نستشهد بأهم وأبرز نموذج للتطوع في العراق، هو ذلك النموذج الذي جسده رجال الحشد الشعبي، الذين ضحوا بأرواحِهم وبذلوا مهجهم تطوعاً وبلا مقابل مادي".

مضيفة: "إنّ نشر ثقافة التطوع يقع على عاتق كلّ المثقفين ووسائل الإعلام، والتوعية بأهداف العمل التطوعي مهمة نبيلة، فهو لا يكسب المتطوع مهارات وخبرات إضافية فقط بل له تاثير نفسي كبير يشعره بالسعادة ويقضي على الكآبة والشعور بالفراغ، ويشعر الفرد بأهميته علاوة على زيادة قدراته التنظيمية والإدارية، ويطور مهارات التواصل مع الآخرين". 

وقال مدير مركز الدراسات والبحوث في وزارة الثقافة عبد القادر الجميلي: " لابد من إشاعة ثقافة العمل التطوعي في المجتمع حيث إنّ المجتمع يفقد هذه الفكرة إنما هي تنمو لدى الفرد ومن ثم تتوسع لتشمل أفراد متعددين، وأنّ العراق يمرّ في أزمات متتالية وهذه الأزمات قد ولدت الكثير من التخلف والمشاكل للحكومة التي هي الآن منشغلة بالعلميات العسكرية، موضحاً يجب رفد الحكومة من خلال هذا العمل والتطوع لا يقتصر على رفع النفايات من الشارع، انما التطوع يشمل الوقفة الجدية مع النازحين والأيتام والفقراء والمحتاجين، وبالتالي يعدّ العمل التطوعي هو الركن الثالث بعد قطاعي الحكومة والقطاع الخاص، لابد من تنمية قدرات الفرد العراقي وتنمية قدرة الطفل العراقي في المدارس لبناء جيل قائد يعمل على حماية ممتلكات بلدنا واحتضانها، لابد أن تكون هنالك مناهج دراسية للأطفال في كيفية مواكبة الحياة ودعم البلد ودعم الحكومة، مبيناً نحن الآن نمر بأزمات أضعفت من قدرة العراقيين كذلك أضعفت الكثير من المؤسسات، يجب أن نستنهض الهمم فيما بيننا ونقف وقفة صلبة مع الحكومة لبناء بلدنا وإعادة الروح الإنسانية التي نفتقر لها. 

وقالت الأستاذة الدكتورة عهود عبد الواحد المحاضرة في كلية التربية ابن رشد :"إنّ العمل التطوعي يمتزج مع عمل الخير، فقد أشارت له كلّ الأديان السماوية، فلابد من تنمية روح المبادرة وغرسها في نفوس الأطفال، وإدخال هذه الثقافة في مناهجها؛ لأنها تعني صقل الأرواح، موضحة:" فالمناهج التعليمية تحتاج إلى هذه الثقافة، لغرض زرع ثقافة النظافة في نفوس الآخرين، وفي الشعائر الحسينية لابد لنا أن لا نقتصر على ثقافة المشاعر، بلّ أن نحفز في نفوس الآخرين ثقافات موازية تحث على النظافة والتبرع بالدم ومساعدة الآخرين وهي ثقافتنا الأصلية".

وأطلقت عبد الواحد دعوة إلى الأطباء في بضرورة حثهم على معالجة الأيتام والفقراء مجاناً، وحثت على إطلاق مشروع (الربع دينار) وهو مشروع موازي لمشروع (البيزة) الذي انشئ في جنوب شرق أسيا، قائلةً:" وما أحوجنا اليوم إلى التعاون في كلّ صغيرة وكبيرة، أن نقضي على الخلافات للقضاء على ثقافة الفساد".

وقالت عبير محمد رجب من فريق المتطوعين في بناة العراق التابع لجمعية التعاون الخيرية، إنّ الفريق تأسس بسواعد شباب من أبناء الوطن، وجدوا أنّ من المعيب عليهم أن يقفوا في مكانهم مكتوفي الأيدي فأبوا ذلك، فانطلقوا لمساعدة أبناء وطنهم من العراقيين باختلاف طوائفهم وقومياتهم وانتماءاتهم، وعاهدوا الله على الوقوف عون وسند لكلّ فقير ويتيم، مضيفةً: "والفريق أيضاً لم يتكون من دم واحد بلّ تخالطت الدماء مع من مختلف الديانات والطبقات المجتمعية والدرجات الدراسية والقدرات المادية أيضاً، يضم: مجموعة من الأطباء، الصيادلة، المهندسين، الطلاب، رجال الأعمال، الكسبة.. فالكلّ هدفه واحد يلوح لناظرهم عن قريب".

وعن فكرة إنشاء الفريق أكدّت الدكتور عبير محمد رجب، أن فكرة بناة العراق بدأت تتبلور عند سقوط الأمطار الغزيرة على العاصمة بغداد، وعندما سقطت سقوف الدور فوق رؤوس ساكينيها، فتم تشكيل الفريق لمساعدات العوائل المتضررة وخاصة الأيتام والأرامل الذين لا معين لهم إلا الله عزّ وجل فأنطلق الفريق بثلاثة متطوعين، نحو الأفق من أجل الهدف الأسمى لهم، هو أن يكونوا عوناً وسنداً لفقراء والأيتام، فبدأ بتسقيف المنازل التي سقطت، وتوفير اللوازم الأساسية للعوائل الساكنة في المنازل واستمر مسيرته منذ ذلك الحين إلى اليوم، وتوسعت نشاطاته وبدأ بتقديم الأكثر والأكثر للعوائل المتضررة والمتعففة.

وقالت المتطوعة في فريق بناة العراق، المهندسة إسراء هادي: "هنالك حملة (لازم تأخذ عشرة) تم خلالها تدريس الأطفال من العوائل الفقيرة الذين تركوا الدراسة من عمر مبكر وتهيأتهم للرجوع لمقاعد الدراسة، وتكفل الأيتام من خلال تقديم راتب شهري لهم وإعانتهم على الظروف المعاشية الصعبة، وحملات شفط مياه الفيضانات خلال أيام الشتاء المطرة في العاصمة الحبيبة بغداد، كما يوجد فريق طبي من ضمن فريق بناة العراق يقوم بواجبه الإنساني اتجاه العوائل المتضررة، وحملات توزيع بعض الأجهزة الضرورية قبل فصلي الصيف والشتاء، كالمبردة الهوائية والمدفئة".

وقالت المتطوعة في فريق بناة العراق ميثاق عبد المجيد: "إنّ الفريق لم يتوقف عن ابتكار سبل أكثر لأجل جمع أموال وتبرعات أكثر وأكثر، فقام الفريق بافتتاح سوق خيري يكون ريعه بالكامل لتمويل نشاطات الفريق بالكامل، وذلك من خلال بيع بعض الإكسسوارات و الأدوات المنزلية البسيطة، واللوحات التي غالباً ما تكون أعمال يدوية صنعت بأنامل متطوعي الفريق من الفتيات والشباب، مختتماً حديثة بالقول:" سوف لن نكون الفترة المظلمة من تاريخ العراق".

وقال المتطوع محمد الفراتي: "نحن نعمل كخلية النحل يكمل بعضنا الأخر وكالسلسلة التي تفقد رونقها لو قطع جزء منها تكاتفوا لننجح العمل ولنستمر بالعطاء لنتكاتف معاً من اجل أن نصل إلى المئة الثانية و لإنقاذ مئة عائلة أخرى"، مطلقاً تحية حب وتقدير إلى كلّ متطوع في فريق بناة العراق في بغداد والنجف وكربلاء والمثنى وذي قار والى الموجودين في الخارج.

هذا وحضر الندوة التي أدارتها إسراء شاروز عدد من الباحثين والمثقفين والإعلاميين، كما افتتح على هامش الندوة سوق خيري خصص ريعه للأيتام والنازحين.

وسام قصي

مرتضى رعد

تصوير: أدهم يوسف