الكريسماس بعيون غير المسيحيين: تشارك.. فرح.. وراحة -

آخر تحديث 2015-12-25 00:00:00 - المصدر: ايلاف

سئل معتنقو ديانات مختلفة غير المسيحية عن معنى الكريسماس لهم، وجاءت إجاباتهم متباينة بين من يتشارك المناسبة كلها لنقل المساواة والتسامح لأبنائه والذين يختارون طقوس الشجرة والزينة لإضفاء فرحًا على يومهم، وآخرون يرون فيه يوم عطلة للراحة.


إعداد عبدالاله مجيد: تبدأ أجواء عيدالميلاد ( الكريسماس) في بريطانيا قبل شهرين على عطلة العيد في 25 كانون الأول (ديسمبر)، بحيث يصعب إيجاد إعلان في الشارع أو التلفزيون أو الراديو لا يتضمن موضوعه الكريسماس، بوصفه أهم مناسبة في التقويم المسيحي.  

وبحسب الإحصاء السكاني لعام 2011، فإن 8 في المئة من البريطانيين يعتنقون ديانات أخرى غير المسيحية. وتوصلت دراسة أجراها هذا العام المركز الوطني للأبحاث الاجتماعية إلى أن نحو نصف البريطانيين لا يعتنقون أية ديانة.  

وأجرت صحيفة الغارديان مقابلات مع غير مسيحيين في أنحاء العالم تحدثوا عن الكريسماس وما يفعلونه في هذه المناسبة، فجاءت ردودهم على الشكل الآتي:

الهندوس

قال الكاتب الهندوسي جاناكي مورالي إنه بدأ يحتفل بعيد ميلاد المسيح حين كان أطفاله صغارًا "لتعليمهم بأن الأديان كلها متساوية".  أضاف إن عائلته كانت تشتري شجرة عيد الميلاد وتزيّنها، وتضع تحتها هدايا للأطفال. وأكد مورالي أن لديه مجسمات للمسيح ومريم العذراء، اشتراها خلال زيارة إلى مدينة بيت لحم، مع سبحة يضعها في غرفته، بجانب سبحته الهندوسية.  

وقال مورالي: "إن أطفالي كبروا الآن، لكني أعرف أني علمتهم درسًا مهمًا سيبقى معهم إلى الأبد، وربما سيضيفون مزيدًا من الديانات إلى خبرتهم". وأشار الكاتب الهندوسي إلى أن الكريسماس ومهرجان ديوالي أو مهرجان الأنوار في الهند مناسبتان شعبيتان بسبب تقاليدهما العريقة وثرائهما الثقافي. واقترح مورالي ما سماه "عَلْمَنة الأعياد التي تحتفل بها كل الديانات وفتحها لمشاركة الجميع فيها".

أما أكاش، وهو محام هندوسي يعيش في لندن، فقال إنه يستمتع بمناسبة الكريسماس، ولكنه يتمنى ألا توظف كما هي الآن للتربح التجاري، معتبرًا أن عيد ميلاد المسيح مناسبة "للاحتفال والشكر والتأمل، وبالطبع تبادل الهدايا". وأكد أكاش أنه دائمًا يحتفل بالكريسماس مع عائلته، التي لا تراه مناسبة دينية، بل مناسبة لجمع أفرادها على مائدة واحدة، والاحتفال بنهاية السنة "والتعبير عن الشكر على كل ما لدينا". 

اليهود

قال ستيفن، وهو برفيسور من ولاية بنسلفانيا الأميركية، إنه لا يحتفل بالكريسماس، ولكنه يتذكر التقليد اليهودي في تناول وجبة صينية عشية عيد الميلاد. ولاحظ ستيفن أن "كثيرًا من اليهود الأميركيين يتناولون وجبة صينية عشية عيد الميلاد، وهذا التقليد مستمر في بنسلفانيا، حيث يصعب حجز مائدة في مطعم عشية الكريسماس". 

وكشف ستيفن أن زوجته اليهودية، لكنها لندنية، وليست أميركية، قالت إنه "مجنون" حين اقترح عليها مواصلة التقليد اليهودي بتناول وجبة صينية في أحد المطاعم. إلا أنها فوجئت حين وجدت المطعم الذي حجزا فيه مائدة مزدحمًا باليهود. أما لماذا يجب أن يكون الطعام صينيًا، فالسبب بسيط. ذلك أن المطاعم الصينية هي المطاعم الوحيدة المفتوحة عمليًا عشية عيد الميلاد. 

وأوضح يهودي آخر أن أي مطعم آخر يديره غير مسيحيين، يفي بالغرض، طالما أن هناك ما يكفي من اليهود وغير المسيحيين لارتياده.

الوثنيون

قالت الوثنية البريطانية جوان إنها تعتبر الكريسماس مناسبة عائلية ومتنفسًا من متاعب الحياة اليومية لقضاء بعض الوقت مع الأقارب والأحبة وتحضير وجبات لذيذة لهم. 

وأكدت جوان أن الدرويد الوثنيين في بريطانيا يحتفلون بمهرجان "نور الشتاء"، الذي يصادف قبل أيام من الكريسماس، ولكنهم في يوم عيد الميلاد يقيمون عشاء الكريسماس كاملًا ويفتحون الهدايا. وانضمت جوان هذا العام إلى أفراد طائفتها الوثنية في اللقاء الشتوي للتأمل في العام المنتهي، والتطلع إلى العام الجديد.

وقالت الوثنية الأميركية فرجينيا أوال من بنسلفانيا إنها تفضل الاحتفال بمهرجان "نور الشتاء" على الكريسماس. أضافت إن الأصدقاء يلتقون في هذه المناسبة، التي تجمع بين تقاليد الدرويد الوثنيين وفعاليات ارتجالية، من دون أن ينسى المحتفلون أطول ليلة شتائية وأهمية الصداقة والمحبة في تجاوز أيام الشتاء الباردة. 

الملحدون

قالت الطالبة الألمانية ربيع المولدة لأم مسيحية وأب مسلم أن ألمانيا تعتبر الكريسماس مناسبة لالتقاء العائلة وممارسة التقاليد بصورة مشتركة. وأضافت إنها بوصفها "ابنة عائلة هجينة دينيًا" كانت دائمًا تنظر إلى الكريسماس على أنه "مناسبة مسلية وشيقة لأننا كنا نحاول التوفيق بين الجانبين. فإن لدى عائلتي كلها آراء دينية، ولكنها ليست متزمتة في إصرارها على أداء ممارسات دينية، وبالتالي فإن الكريسماس لا يعني عندي الاحتفال بميلاد شخصية دينية، ربما من صنع الخيال، بل لقضاء بضعة أيام مع عائلتي، وتناول أطعمة لذيذة، والجلوس معًا، وتبادل الهدايا، والحديث عن السنة المنتهية والسنة الآتية والتمتع بالأجواء الدافئة".

أضافت ربيع قائلة "رغم أني وشقيقتي ملحدتان، وأن احتفالاتنا بالكريسماس لا تتضمن تقاليد دينية فعلية، فإنه كان ولايزال مناسبة سنوية نجد فيها متعة كبيرة". 

وقالت ربيع إنها تعيش في منطقة من برلين، يسكنها كثير من المهاجرين، "الذين بطبيعة الحال لا يكترثون بالكريسماس، لأنهم يعتقدون أنه احتفال ديني، ولكني تحدثتُ والتقيتُ مع العديد من المسلمين وغير المسلمين الذين يستمتعون بأنوار الكريسماس وأسواقه، ولديهم حتى شجرة كريسماس في غرف معيشتهم". 

ترى ربيع أن بالإمكان الاحتفال من دون احتفاء بميلاد المسيح أو الصلاة في الكنيسة، ولكن الأشخاص الذين يحتفلون به لأسباب دينية "يجب ألا يخجلوا من ذلك، فهو جزء مهم من هويتهم. وطالما أن لا أحد يؤذي أحدًا آخر، فإن الجميع يجب أن يكونوا أحرارًا في الاحتفال بالكريسماس كما يشاؤون". 

من جهة أخرى قال الملحد البريطاني توني غرين إنه يحاول تجنب الكريسماس قدر الإمكان. أضاف إن "التهريج الديني ليس وحده الذي لا أطيقه، بل كل ما يرتبط به من خرافات وعبادة النزعة المادية. لذا أعمل كل ما بوسعي ليكون الكريسماس مثل أي يوم آخر".  

وأشار غرين إلى أنه "درَّب أصدقاءه" على أن يفهموا بأنه لا يريد أن يشاركهم "الألفة الإلزامية، لكنها كاذبة لاحتفالاتهم". وأقرّ غرين بأنه لا يستطيع أن يجعل يومه في الكريسماس يومًا اعتياديًا مثل سائر الأيام، ولكنه أكد قائلًا "أفعل كل ما بمقدوري لأن يكون يومًا اعتياديًا، وإذا كان الجو مناسبًا أخرج في نزهة على دراجتي الهوائية، حيث تكون الطرق هادئة مع الحذر من ذلك السائق المخمور الذي استغل المناسبة لتناول الكحول بإفراط". 

البوذيون

آن باينون أسترالية بوذية تتعامل مع الكريسماس على أنه مثل أي يوم آخر من أيام السنة. وقالت إن الكريسماس واحتفالاته تحدث من حولها، لكنها لا تشارك فيها. وأضافت باينون "ليست لدينا شجرة كريسماس ولا زينة ولا بطاقات تهنئة ولا هدايا"، مشيرة إلى أنها تخرج في يوم الكريسماس مع والديها لتناول الغداء في مطعم، وأن والديها يعودان إلى البيت بعد الظهر لأخذ قسط من النوم، وبالتالي فإنها تقضي بقية اليوم مثل الأيام الأخرى. وقالت إنها عادة تستمع إلى خطاب الملكة إليزابيث بالمناسبة، وتقضي الوقت بالمطالعة. 

وأكدت باينون قائلة "أنا لا أشعر بأني جزء من جنون الكريسماس وتوتر الأشخاص حين يتعلق الأمر بالتسوق... فنحن كلنا عندنا خياراتنا، ولا يتعيّن على المرء أن يختار الاحتفال، بل يجب أن نتبرع بالمال للأعمال الخيرية". 

المسلمون

أكد كامران يونس، وهو محاسب لندني في السابعة والثلاثين من العمر، أن المسلمين يعترفون بالكريسماس. وقال إن "العديد من المساجد تنظم محاضرات ولقاءات لإحياء ذكرى المسيح والإستفادة من تعاليمه. وخلال أيام العطلة نلتقي مع العائلات والأصدقاء ونستمتع بوقت الاستراحة وإقامة الولائم ونذكر الله".

أضاف يونس أهن يتمنى "فك ارتباط الكريسماس بجنون التسوق والنزعة المادية، وإبراز الدروس التي يجب تعلمها من حياة المسيح وتطبيقها على مشاكل مجتمع اليوم". 

وقالت حميدة ديوان من جنوب غرب لندن إن عائلتها كلها تلتقي في يوم الكريسماس على الغداء أو العشاء، ولكن أفرادها لا يتبادلون الهدايا، كما يفعلون في العيد، بل يتمتعون بيوم العطلة مع العائلة. أضافت ديوان إن "الكريسماس مناسبة دينية تعني الكثير للمسيحيين". 

وقالت إيمان، وهي مواطنة من قطر، إنها لا تحتفل بمناسبة الكريسماس، ولكنها أضافت "أُحب أن أرسل بطاقات تهنئة إلى صديقاتي المسيحيات في الخارج أو شراء هدايا خاصة بالكريسماس لصديقاتي المسيحيات الموجودات في البلد. فهي مناسبة للاحترام والتعاطف".