رووداو – ستوكهولم
"اذا ما كتبنا باللغة الكوردية، فسنصبح فقراء، لكن اذا كتبنا باللغة السويدية او الانكليزية فاننا سنصبح اغنياء"، هذا ما قاله كاتب من الجالية الكوردية الذي يؤكد انها لاتشجع على الكتابة باللغة الكوردية.
يشكل الكتاب الكورد، نخبة بارزة من مجتمع الجالية الكوردية، خاصة من الكورد السويديين، لكنهم اذا ما اقدموا على الكتابة بلغتهم فانهم يجب ان يضحوا بالكثير.
فكوردو باكسي، كاتب من الجالية الكوردية وألف الى الان عشرات الكتب باللغات السويدية والانكليزية والاسبانية، لكن ليس لديه كتاب بلغته الام حتى الان، ويصف باكسي هذا الامر بـ "الحقيقة المرة"، ويضيف "اذا ما كتبت باللغة الكوردية فسوف لن يشتري احد كتبي، لكن بسبب كثرة مبيعات كتبي باللغة السويدية فانني اصبح غنيا".
ويعتقد باكسي، انه اذا ما كتب باللغة الكوردية فان المبيعات سوف لن تتجاوز الالف نسخة، لكنه عندما يكتب بالسويدية فانه يطبع ما لايقل عن نصف مليون نسخة.
السويد .. بلاد القراءة
ويهتم السويديون الذين يبلغ عددهم تسعة ملايين ونصف المليون، بالقراءة كثيرا، ويبلغ رواج بعض الكتب في البلاد اكثر من مليون، لكن مبيعات اي كتاب باللغة الكوردية لا تتجاوز الـ500 كتاب، في حين يبلغ عدد الكورد الساكنين في البلاد 100 الف شخص.
ويقول اركان اسعد، صاحب كتابين باللغة السودية، طبع اولهما ثلاث مرات وتم تكريمه عليه بثلاث جوائز، "لقد ترجم كتابي الى اللغة الكوردية، لكن لا تجرؤ اي مطبعة على طباعته، بسبب قلة الاقبال على القراءة باللغة الكوردية"، مضيفا تقدم شركات الطباعة العديد من العروض الي، لكن لا توجد جهة لطباعة كتبي باللغة الكوردية".
يطبعون بانفسهم
ويقول رزكار شيخاني، وهو صاحب اكثر من عشرة كتب، "يجب ان اقضي سنتين في العمل من اجل تأليف كتاب وطباعته".
ويضيف شيخاني، "قامت بعض الجهات بدعمي عبر مساعدات رمزية فقط"، ويؤكد انه يقوم بترجمة وطباعة اغلب كتبه مجانا.
واغلب الكتاب السويديين المعروفين، ترجمت كتبهم الى الكوردية، ويقوم ثلاثة مترجمين كورد، بترجمة هذه الكتب، وهم خبات عارف، دانا عارف، ورزكار شيخاني.
شيخاني والمترجمان الاخران تتمثل ملاحظتهم بان العرب والترك ليسوا مثل الكورد، وهم اكثر نشاطا.
ويقول نعمت علي مرادي، وهو تاجر في مجال الطباعة والنشر من كوردستان ايران، "ياتي الترك في المرتبة الاولى، ثم العرب، وبعدهم الكورد، في الاهتمام بالكتب"، ويضيف مرادي الذي طبع اكثر من 300 كتاب ويبيع وينشر غالبية الكتب، "اغلب من يشتري الكتب، هم المؤسسات الرسمية والمكتبات والمدارس".
وتابع مرادي، "كان الجيل السابق من الجالية الكوردية، اكثر نشاطا لشراء الكتب الكوردية، لكن عودة اغلب النخب المثقفة الى كوردستان، تسبب بضعف سوق الكتب الكوردية".
افقر مكتبة
تعد السويد واحدة من البلدان التي تمنح اهتماما كبيرا بكتب ومنشورات الشعوب المختلفة التي تشتريها للمكتبات والمدارس، لكن الجهات الراعية في هذا المجال والمثقفين لا يخفون ان المكتبات الكوردية هي الافقر.
وقال نوزاد هروري، مسؤول المكتبة الكوردية في مدينة ستوكهولهم سابقا، لشبكة رووداو الاعلامية، ان مكتبته مهددة دائما بخطر الزوال، وانهم يحتاجون الى الدعم.
ويقول، هيوا قادر، وهو كاتب كوردي في السويد وعمل سابقا في المكتبة الكوردية، ان "الحكومة السويدية خفضت دعمها للمكتبة، بسبب قلة الزائرين، وقلة المنتفعين من الكتب".
ووفقا لما قاله قادر، فإن الكورد يستعيرون اقل عدد من الكتب في مكتبات السويد، واضاف مبتسما "عندما كنت في المكتبة، غالبا ما كنت استعير الكتب بالكوردية، رغم انني كنت لا احتاجها، لكن كنت افعل ذلك ليتم تسجيل وجود قراء كورد في الاحصائيات".
تنمية الثقافة .. مشروع الحكومة
يقول شيخاني ان ادب الجالية يبدأ بالترجمة، "يجب ان تكون جزءا من البرنامج الحكومي، مثل السياسة النفطية والامنية"، مستدركا "لكن لم يتم الاهتمام بالترجمة وادب الجالية، في اي من الحكومات السابقة في اقليم كوردستان".
وينتقد شيخاني بشدة المؤسسات الثقافية والحكومية الكوردية، بالقول "مقارنة مع العرب والترك، فإن الكورد لم يفعلوا شيئا"، واستشهد بالسعودية مثالا، بالقول "تنفق السعودية مئات الملايين من الدولارات سنويا لبناء المساجد، من اجل نشر الثقافة الاسلامية، في حين لا يوجد اي مشروع ثقافي كوردي من تأسيس الحكومة في اوروبا".
ويقول كوردو باكسي، الذي يعرف كرمز للادباء الكورد في السويد، "من الضروري وجود سياسة وطنية، لرعاية الادباء الكورد في اوروبا، وهذا يبدأ اولا بالاهتمام بالترجمة".