نصر المجالي: رفض الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي التركي، صلاح الدين دميرطاش اتهامه بالخيانة العظمى بسبب زيارته لموسكو ولقاءاته مع المسؤولين الروس.
ونفى دميرطاش أنه ذهب إلى موسكو من أجل طلب دعم لحزب الاتحاد الديمقراطي (الكردي السوري)، وأضاف "نحن كحزب الشعوب الديمقراطي، ناقشنا السياسات الداخلية في تركيا ورؤيتنا للحل في سوريا".
وأكد خلال مؤتمر صحفي يوم الجمعة في أنقرة أنه يجب أن يحدد الشعب السوري مستقبله بنفسه، يجب أن لا يفرض عليه شيء من الخارج، يمكن بدء مرحلة جديدة في سوريا مع دستور جديد ووقف لإطلاق النار.
وقال دميرطاش، حسب ما نقلته عنه وكالة (الأناضول) إن الأكراد منفتحون على الحوار في هذا الصدد، ويجب دعم الأكراد هناك (سوريا) أكثر، وإذا أراد العالم أن يتخلص من تنظيم داعش عليه أن يدعم القوات المحلية (الكردية)".
وأشار إلى أنه سيشارك في اجتماع "مؤتمر المجتمع الديمقراطي" (تشكيل غير حكومي يضم منظمات مجتمع مدني)، الذي يعقد السبت في ولاية دياربكر جنوب شرقي تركيا.
الحكم الذاتي
وأضاف الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي التركي: "سنجري مناقشة شاملة لمضمون الحكم الذاتي الذي نُعرّفه بأنه نهج جديد للدولة ونموذج إداري في تركيا، إلى جانب قضايا تتعلق بحظر التجول والاشتباكات".
وفي معرض رده على سؤال لأحد الصحفيين حول أنه سينسحب من البرلمان على خلفية اتهامه بالخيانة عقب لقاءاته في روسيا، قال دميرطاش: "حين أسقطت الطائرة الروسية، نحن المعارضة لم تكن لدينا أية معلومات ولم نشارك في القرار، نحن وعدنا شعبنا في الانتخابات، بأننا سندافع عن السلام"، وتابع متسائلًا "خنَّا مَن.. وماذا.. هل معارضة السياسة الخارجية الخاطئة التي أمرت بإسقاط مقاتلة لسبب مجهول يعتبر خيانة؟، حين أسقطت المقاتلة، قلنا أن عملية الإسقاط كانت خطوة خاطئة، وكررنا ذلك في موسكو والولايات المتحدة، وليس على جدول أعمال شيء اسم انسحاب من البرلمان".
النظام الرئاسي
وحول موقفه من النظام الرئاسي في حال كان على جدول أعمال اجتماعه مع رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو في 30 كانون الأول (ديسمبر) الحالي، قال دميرطاش أن "الإدارة الذاتية والحكم الذاتي والإدارة المحلية هي مفاهيم تتناقض مع حكم الرجل الواحد، وأن الإدارة الذاتية هي نموذج يتناقض مع النظام الرئاسي والديكتاتورية".
وحول سؤال وجهه أحد الصحفيين قال فيه "حين يطالب حزب الشعوب الديمقراطي التركي بالإدارة الذاتية، يُفهم على أنه انفصال عن تركيا، أنتم هل تفكرون هكذا؟"، أجاب دميرطاش بـ "مناقشة شكل الإدارة هي من متطلبات الديمقراطية"، وفق قوله.
وخلص دميرطاش إلى القول: "أعتقد أننا لو شرحنا (الحكم الذاتي) على أنه لا يشكل تهديداً، بل على أنه مضادٌ للتحول إلى نظام ديكتاتوري، حينها نستطيع تطبيق حكم ذاتي في تركيا، وإذا قيل للأكراد لا تستطيعون طلب حكم ذاتي أو نظام فيدرالي وصلاحيات إضافة للبلديات، حينها سيذهبون نحو الانفصال، ووقتها سيميل الأكراد إلى مناقشة الانفصال، وهذا ليس بيدنا".