هل ينتهي تواجد داعش بالعراق بخسارته لموقعه الاستراتيجي في الرمادي

آخر تحديث 2015-12-26 00:00:00 - المصدر: روداو

رووداو – اربيل

تخوض قوات الامن العراقية معارك شرسة في وسط آخر منطقة يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" في مدينة الرمادي مركز محافظة الانبار، وإذا تمكنت من طرده فإن بقاء داعش سينحصر في مدينة الموصل لتصبح مهمة القضاء عليه سهلة وفقا لقائد عسكري.

وتواصل القوات الامنية العراقية المشتركة، تقدمها الحذر صوب مجمع المباني الحكومية وسط الرمادي، من اجل استعادة المدينة من قبضة مسلحي تنظيم داعش وطردهم منها، لكن العبوات الناسفة والانتحاريين والقناصين وراء سير العملية ببطء وحذر شديد.

وستكون استعادة الرمادي التي سيطر عليها داعش في أيار مايو 2015، أحد الانتصارات الأبرز التي تحققها القوات العراقية منذ سيطرته على ثلث أراضي العراق عام 2014، إذ تمت استعادة مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين هذا العام، وتقترب معركة الرمادي من الانتهاء، لتبقى معركة الموصل.

"تحرير الموصل سيتم بتعاون العراقيين"

وبعد تمكن الجيش العراقي من تحقيق تقدم كبير واستعادته لأكثر من 80% من المناطق في مدينة الرمادي، أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن القوات الامنية ستتحرك لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل، معقل تنظيم داعش في العراق.

وقال العبادي في بيان نشره مكتبه الإعلامي إن القوات العراقية ستتحرك لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل، مبينا أن "تحرير الموصل سيتم بتعاون ووحدة جميع العراقيين بعد الانتصار المتحقق في مدينة الرمادي".

وبدأت علمية استعادة الرمادي قبل شهر بمشاركة قوات عراقية ومساندة طيران التحالف الدولي بقطع خطوط الامداد من باقي مناطق محافظة الانبار ثم السيطرة تدريجيا على محيط المدينة، وستؤدي استعادة المدينة الى عزل معقل التنظيم في الفلوجة.

"معركة استعادة الموصل سهلة"

وقال ضابط رفيع في الجيش العراقي يقود إحدى الافواج العسكرية المقاتلة في الرمادي، لشبكة رووداو الاعلامية، إن "القوات الامنية تواصل تقدما بطيئا وحذرا ضمن عملية تحرير الرمادي، بسبب العراقيل التي تواجهها كالعبوات الناسفة والانتحاريين والقناصين، لكننا لن نتوقف حتى تحقيق النصر".

وأوضح الضابط الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن "عملية استعادة مدينة الموصل ستكون سهلة بعد حسم معركة الرمادي، لأن التنظيم سيكون محاصرا من جميع الاجزاء، حينها سيكون سهلا على القوات العسكرية خوض الحرب باسناد قوات البيشمركة وطائرات التحالف الدولي".

واضاف أن "توقيت معركة استعادة الموصل يعتمد على الوضع على الأرض، وعلى استعدادانا بعد تمكننا من السيطرة على محافظة الانبار بالكامل، كما أن نجاحها سيعتمد بالدرجة الاساس على التنسيق الوثيق بين قواتنا والتحالف الدولي وقوات البيشمركة".

"داعش أطلق النار على نفسه"

وترى دول التحالف أن تنظيم داعش بدأ يضعف في العراق، وفي هذا الصدد قال سفير بريطانيا الأسبق لدى روسيا طوني برينتون لصحيفة ديلي اكسبريس إن "داعش أطلق النار على نفسه، وبذلك قرب من تدمير نفسه بيديه".

وأوضح برينتون أن مسلحي "داعش يدفعون روسيا والغرب إلى التقارب"، مبينا أن "سلسلة الهجمات الإرهابية التي ضربت مختلف أنحاء العالم أعادت إلى أذهان روسيا والغرب وجود عدو حقيقي".

وأضاف برينتون أن "الحرب الروسية البريطانية المشتركة ضد الإرهابيين قد تشكل مؤشرا لانخفاض حدة التوتر بين البلدين"، مستدركا أن "الجليد في العلاقات بدأ يذوب، وأود أن تتواصل هذه العملية في غضون الأشهر القريبة".

الخسائر الاستراتيجية تدفعه لمناطق اخرى

ويبدو أن هزيمة تنظيم داعش في المناطق الاستراتيجية في العراق، كلفته الكثير من الخسائر المادية فضلا عن الجسدية.

ويقوم داعش بتهريب النفط في المناطق التي يفرض نفوذه عليها لتمويل عملياته، إلا أنه تكبد خسارة جديدة بعدما قصف سلاح الجو العراقي مواقع تابعة للتنظيم على جبل حمرين قرب حقول علاس النفطية الواقعة شرق مدينة تكريت.

وقالت مصادر أمنية إنه تم خلال القصف تدمير عجلة مدرعة ومدفع عيار 23 ملم مقاوم للطائرات ومقتل الرامي، وهو ما يكبد خسارة جديدة للتنظيم ويمنعه من الحصول على موارد جديدة.