مُترجَم: كيف تتعلَّم لغة جديدة؟ الفرق بين الوسائل الأولية والثانوية لتعلُّم اللغات

آخر تحديث 2015-12-26 00:00:00 - المصدر: ساسة بوست

هالة أسامة

4

Follow @ndivingoddess

على أي دارس للغة جاد بشأن تحقيق أهدافه سواء كانت طويلة المدى أو قصيرة المدى أن ينتبه إلى الاستراتيجيات الأولية والثانوية لتعلُّم اللغات، وألا يهمل أيهما طوال فترة الدراسة. ما هي إذن الأدوات الأولية والثانوية؟ سأوضِّح الفروق بينهما، وأقدِّم أمثلة على كليهما.

الوسائل الأولية

الوسائل الأولية كما يشير اسمها هي شراعك الرئيس، هي حصانك الحربي القوي، هي آلة الكبش اللغوية، سيكون المورد الأوَّلي هو الوسيلة أو البرنامج الأساسي الذي ستستخدمه خلال مشروع دراستك اللغوية أو خلال جزء منه وسيشمل غالبًا جوانب متنوعة للغة. تشمل الوسيلة الأولية الجيدة ـ عادةً ـ ممارسة وتدريبات على الكتابة والقراءة والتحدُّث والاستماع سويًّا في مكان واحد.

من الأمثلة على الاستراتيجيات الأولية لتعلُّم اللغات، فصول اللغات الكاملة مثل تلك التي تُدرَّس في المدرسة أو الجامعة، أو مُعلِّم خاص، أو دردشة دورية بالفيديو مع متحدِّث أصلي للغة أو مع دارس زميل في مرحلة متقدِّمة. كما يمكن أن تكون الموارد الأولية برنامج إلكتروني أكبر وأكثر شمولًا، أو دورة صوتية مثل روزيتا ستون أو منهج بمزلر أو روكيت. بينما ليس أي من هذه البرامج مثاليًّا وبعضها أقل جودةً من غيرها يجمعهما شيء واحد، فهم يُلمُّون بجوانب متعدِّدة للتعلُّم بطريقةٍ مُنتِجة ومستقيمة نسبيًّا.

اختيار الوسيلة الأولية

ليس من الضروري أن تختار وسيلة أولية واحدة، ولكن يُعَد اختيار واحدة للبدء بها بدايةً جيدة. إذا كنتَ ملتحقًا أو تنوي الالتحاق بفصل أكاديمي لدراسة لغةٍ، سواء في المدرسة الثانوية أو في الجامعة أو في دورة فصلية رسمية، سيفي هذا بالتأكيد بالغرض، ولكن معظمنا لم يحالفهم الحظ.

إنَّ فصول اللغات إمَّا تكون غير مُفضَّلة أو بعيدة المنال للكثيرين منَّا، ولكن هذه أيضًا ليست مشكلة، فالتدريس الخاص متاح على الإنترنت (ووجهًا لوجه) مقابل القليل نسبيًّا أو مجانًا أحيانًا. وقد يقول البعض إنَّ التدريس الخاص هو الخيار الأفضل على أي حال.

كما أنَّ تبادل اللغات بين دارسين طريقة ثانوية رائعة سأتطرَّق لها لاحقًا، أنصح شخصيًّا المبتدئين تمامًا بمنهج بمزلر في حالة عدم وجود فصل دراسي أو تدريس خاص منتظم. برغم انطباعي الأول عن البرنامج، وجدتُ أنَّه يُشكِّل نواة صلبة لفترة ثلاثة شهور (نفس مدة المستوى في فصل دراسي تقريبًا)، ويمكن الاستعانة بالقدر الذي ترغب فيه من الوسائل المُكمِّلة الأخرى، إنَّه لا يُقدِّم الكثير من حيث القراءة أو الكتابة، ولذا ستحتاج إلى مُكمِّلات في هذين المجالين، ولكن لحسن الحظ ليس من الصعب العثور على هذه المُكمِّلات.

من الهام أن تتذكَّر أنَّك لست مُلزمًا باستخدام استراتيجية أولية واحدة فقط، فاستخدام المزيد قد يكون في الحقيقة مفيدًا، ولكن هذه الأدوات، على عكس الاستراتيجيات الثانوية، ستحمل معظم عبء تعلُّمك وتُمثِّل أغلب روتينك اليومي.

الوسائل الثانوية

أنا شخصيًّا أفضل الوسائل الثانوية، تشمل هذه الأدوات كل شيء آخر، كل تطبيقات الهواتف والمواقع الإلكترونية، وكل البطاقات التعليمية ومحطات الراديو والأفلام والموسيقى وغيرها. بينما قلتُ إنَّ بإمكانك استخدام القدر الذي ترغب فيه من الوسائل الأولية، عليك حقًّا استخدام أكبر قدر ممكن من الوسائل الثانوية، ومن هنا يأتي تنويع مشروعك لتعلُّم اللغة، وهذا في رأيي أهم جوانب نجاحك. يمكنك قراءة ما كتبته عن تنويع أنظمتك لتعلُّم اللغة وفوائده في هذا المقال منذ فترة.

تشمل أدواتي المُفضَّلة تطبيقات Memrise وDuolingo وLingua.ly، جرِّب واحدًا أو أكثر من شبكات التواصل الاجتماعي لتعلُّم اللغات مثل Colango أو Linqapp أو Parleremo وسيكون من الصعب أن تخطئ في الاختيار، ويمكنك أن تقرأ المزيد عن هذه الأدوات والبرامج هنا.

الأمر الهام الذي يجب أن تتذكَّره فيما يخص الأدوات الثانوية لتعلُّم اللغات هو أنَّك لا يمكنك حقًّا تعلم لغة باستخدام أي من هذه الأدوات وحدها، وهذه نقطة هامة، لأن الكثير من هذه المنتجات والخدمات إن لم يكن كلها يدَّعي أنَّ هذا ممكن. هذه مُكمِّلات، ولكن هذا لا يجعلها ضعيفة أو أقل أهمية من نظرائها من الأدوات الأولية، استخدمها للغرض الذي صُنِعت من أجله، وهي مجانية غالبًا أيضًا.

تبادل اللغات

كما ذكرت سابقًا فإنَّني أضع التبادل اللغوي (تحدُّث دارسَين سويًّا، إمَّا وجهًا لوجه أو عبر الانترنت، ومبادلة التعليم والتعلُّم للغة الأم واللغة الثانية) ضمن الوسائل الثانوية، وبينما أنصح بشدة بهذه الأداة فربما تكون أقوى من الأدوات الأخرى)، أصنِّفها ضمن الوسائل الثانوية لطبيعتها غير الرسمية. عليكَ بالطبع المشاركة في تبادل لغوي، ولكن من الهام أن تنتبه إلى أنَّك لا تتعامل مع مُدرِّس محترف بمُقرَّرٍ دراسي منظَّم. والأكثر من ذلك أنَّ ما يجعل هذه الوسيلة ثانوية حقًّا هو أنَّها تميل فقط إلى التركيز على الاستماع والتحدُّث، وليس على القراءة والكتابة. ولكن بالطبع توجد استثناءات، ويمكنك أنت أن تُقرِّر إذا ما كانت ترتيباتك الخاصة للتبادل أوليةً أو ثانويةً.

الخيار لك في النهاية

أحب استخدام طريقة تصنيف الأدوات لأنَّها تساعدني في كتابة التقييمات والاقتراحات لك، للقارئ، ولكن ما يهم حقًّا هو أن تتمكَّن من العثور على نظام ملائم لك. على أي مشروع نموذجي لتعلُّم اللغات أن يشمل الاستماع والتحدُّث (إلى شخص) والقراءة والكتابة، ورغم ما يدَّعيه العديد من الشركات التي تُنتج أدوات التعلُّم، إلا أنَّ معظمها لا يتميَّز في المجالات الأربعة جميعًا، أو حتى تُقدِّمهم جميعًا.

إذا كانت هذه هي المرة الأولى التي تبدأ فيها في العمل جديًّا على تعلُّم لغة ثانية، فمن الضروري أن تُجرِّب، وتمزج بين الأدوات وتوفِّق بينها، وتجمع بين أكثر من وسيلة أولية، وعينة من الوسائل الثانوية. لترى حتى ما يمكن أن يحدث إذا استبعدت الوسائل الأولية تمامًا واستخدمت مزيجًا مناسبًا من الوسائل الثانوية.

هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».