معلومات تكشف عن منفذ التهريب الرئيسي المغذي للحوثيين -

آخر تحديث 2015-12-27 00:00:00 - المصدر: ايلاف

قال شهود عيان أن ميناء صغير يقع في الحدود الادارية بين محافظتي حضرموت وشبوة في جنوب اليمن تحول إلى منفذ لتهريب الأسلحة إلى الميليشيات الحوثية.

وحصلت "إيلاف" على معلومات حصرية وخاصة من قبل ناشطون محليون أكدوا فيها أن ميناء البيضاء القريب من منطقة بئر علي بين شبوة وحضرموت يستقبل وبشكل يومي سفن تحمل مواد مهربة يتم انزالها الى البر ومن ثم نقلها عبر سيارات النقل الكبيرة الى المحافظات التي يسيطر عليها المتمردين الحوثيين وأتباعهم.

وبحسب شهود العيان يتم عبر هذا الميناء الصغير نقل الاسلحة المتوسطة والخفيفة، والمشتقات النفطية (وقود البنزين والديزل)، بالإضافة الى المخدرات والحشيش.

وتفيد المعلومات الخاصة بـ"ايلاف" أن تجار وسماسرة محليون يقومون بإدارة عمليات التهريب الواسعة النطاق عبر هذا الميناء، حيث يتم تهريب نحو خمسون ناقلة بمواد مختلفة خلال شهر ديسمبر الجاري.

وقال مدير امن محافظة شبوة العميد احمد عمير العولقي ان الأجهزة الأمنية في المحافظة تمكنت خلال الاسابيع القليلة الماضية من مصادرة عدد من الشاحنات الكبيرة المحملة بمختلف انواع الاسلحة كانت في طريقها للميليشيات الحوثية.

واعترف مدير الامن في تصريح لـ"إيلاف" ان سواحل محافظتي شبوة وحضرموت اصبحت طريق مناسب للميليشيات لاستقبال الاسلحة المرسلة من ايران، حيث تستغل الميليشيات هشاشة الوضع الأمني في المنطقة وعدم وجود قوة خفر السواحل.

وتسود حالة من الاستياء الشعبي في المحافظات المحررة من تنامي اعمال التهريب وخاصة في السواحل المشتركة بين محافظتي حضرموت وشبوة وهما اكبر محافظتين يمنيتين مساحة.

وانتقد ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي بشدة تقاعس وتراخي بعض المسؤولين الحكوميين في مواجهة اعمال التهريب.

وكشفت المصادر عن أن هناك عمليات تهريب واسعة للبشر تتم عبر نفس الميناء، حيث يتم يوميا استقبال مئات المهاجرين غير الشرعيين القادمين من دول القرن الافريقي، ويتم ادخالهم الى الاراضي اليمنية.

وحذر شيوخ قبائل في عدة محافظات جنوبية من ان الميليشيات تستغل اعداد من هولاء المهاجرين وتقوم بتجنيدهم لصالحها ومن ثم الزج بهم في المعارك الدائرة التي تخوضها مع السلطات اليمنية الشرعية.

إلى ذلك اكدت منظمة التكافل الانساني في اليمن والتي تعد الشريك الاستراتيجي مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين عن وصول ما يزيد عن 65 ألف افريقي الى سواحل اليمن منذ بداية العام الجاري.

وفي حديث خاص مع إيلاف قال رئيس منظمة التكافل ناصر سالم باجنوب الحميري أن 15% فقط من هذا العدد لاجئون، بينما البقية مهاجرين اقتصاديين غالبيتهم اثيوبيين.

وحذر مدير شرطة محافظة شبوة العميد احمد صالح عمير من التقاعس امام تلك الافواج الافريقية التي تتدفق على اليمن بشكل غير قانوني، مشيرا بان الحوثيين فتحوا معسكرات لتجنيد وتدريب هولاء الافارقة للزج بهم في الحرب الجارية بين قوات الحكومة اليمنية الشرعية والميليشيات الحوثية.

إلى ذلك كشف مسؤول في هيئة الاثار والمتاحف اليمنية عن تطور خطير يشهده نفس الميناء يهدد بتدمير الحضارة التاريخية للشعب اليمني.

وقال لـ"ايلاف" خيران محسن الزبيدي وهو مسؤول محلي في ادارة الاثار والمتاحف ان ميناء البيضاء الذي تتم فيه عمليات التهريب يشهد منذ ثلاثة ايام عمليات تدمير ممنهجة لبعض الاثار اليمنية القديمة الواقعة في جبل قرب الميناء.

وأضاف قائلا: "حراس المواقع الاثرية وجدوا آلات ومعدات حفر تابعة للمهربين تقوم بتمهيد طريق صغيرة تمتد لميناء التهريب  تقع فوق آثار من الحضارة اليمنية القديمة ، وهكذا فان المواقع الاثرية تضررت اضرارا كبيرة جدا ، والسلطة المحلية والأجهزة الامنية والعسكرية لم تحرك ساكنا".

واختتم مسؤول الاثار: "نرى بان كل الجهات لا تستطيع مواجهة عصابات التهريب، اما ان هذا صحيح، او ان هناك امور اخرى لا نعرفها، ولهذا ما علينا الا قراءة الفاتحة على تراثنا وحضارتنا التي تدمر ونحن نرى ذلك ولا نستطيع تحريك ساكن".

تجدر الاشارة ان  مقاتلات التحالف العربي قد احبطت الشهر  الفارط عملية تهريب أسلحة لميليشيات الحوثي وصالح قبالة منطقة ميناء بير علي بمحافظة شبوة جنوب شرق اليمن.

وأكدت مصادر محلية أن طائرات التحالف قصفت بثماني غارات متتابعة زوارق حربية تحمل أسلحة قبالة ميناء بير علي بمديرية رضوم الساحلية على شواطئ البحر العربي بمحافظة شبوة.

وكانت مقاتلات التحالف أحبطت مرات عديدة عمليات تهريب أسلحة من طهران عبر قوارب وسفن إيرانية لدعم حلفائهم الحوثيين في اليمن.