القاذفة الاستراتيجية “تو- 95″ المعروفة بلقب” الدب” هي قاذفة توربينية مروحية حاملة لصواريخ استراتيجية قادرة على تنفيذ المهام في كافة الأحوال الجوية والمناخية والجغرافية.
كما أنها مزودة بقنابل وصواريخ مجنحة من طراز “جو- ارض” ذات دقة عالية جدا، ويربو مدى إطلاقها على 3 ألاف كيلومتر، علما أن الذخيرة قد تكون تقليدية أو نووية.
في حالة هذه القاذفة، فهي فريدة من كل النواحي تقريبا، من الحلول التقنية التي بفضلها بقيت هذه القاذفة في الخدمة حتى يومنا هذا، وحتى استخدامها العملي، وإذا كان تاريخ تطويرها واضحا إلى حد ما، إلا أن استخدامها العملي خلال الـ60 سنة الماضية في ظروف قتالية فعلية كرمي قنبلة نووية بعد قطعها المحيط، لم يحصل والحمد لله.
ومع ذلك، أظهر “الدب”، في عام 2015 أن عبارة “عفا عليه الزمن” لا يصح استخدامها معه، فأحد رموز الحرب الباردة التي كانت وسائل الإعلام الغربية حتى وقت قريب تنعته بـ”الصاخب جدا وغير آلعارف لتكنولوجيا التخفي” وبعد سنوات طويلة من الانتظار الممل، لم يصب على رؤوس أعدائه عشرات الأطنان من القنابل، بل صواريخ حديثة مجنحة.
وأظهرت العمليات القتالية التي نفذها طاقم “تو- 95” في سوريا أن “التوربيني الوحش” لا يزال على أهبة الاستعداد القتالي الكامل وأنه لا ينوي الخلود إلى الراحة.
نجمة الحرب الباردة
الطائرة “الدب” إحدى أكثر الطائرات المقاتلة احتراما وشهرة في العالم، (النجمة) التي تمكنت، على الأغلب، جميع مقاتلات حلف شمال الأطلسي الموجودة، التي قامت بمرافقتها في مجالات الأجواء الدولية، تمكنت من التصوير معها.
ومع ذلك، فإن النكات حول “المتقاعد” الذي في الخدمة ممكنة فقط عندما لا يكون هناك فهم كامل للصورة، فمسألة مستقبل “الدب” “تو- 95” وسنة دخولها الخدمة القتالية، وفقا للخبراء لم “تقلق” المختصين (الروس) ولا الأجانب، فـ”الدب” لا تزال واحدة من الطائرات الأكثر بساطة وقوة، من التي تم بناؤها في تاريخ الطيران العالمي.
ويقول خودوريونك: “إذا جاز التعبير، من الصعب المبالغة في تقييم فائدة تو- 95، لا سيما وأنها تعد واحدة من أكثر أنواع الأسحة وثوقا، التي يمكنها توجيه ضربات، كما يقولون، بشكل لا تعرض نفسها (للخطر)”.
ويضيف: “إذا ما تم اتباع إجراءات معينة، وتحديث دائم للطائرات ووسائل التدمير الجوي، فإنه سيكون من الممكن المحافظة على هذه الطائرة لوقت طويل في حالة ملائمة لاجراء رحلات بعيدة المدى، ولذلك، لا يجب أن يطلق عليه لقب “المتقاعد”.
من أجل المهارة والخبرة
وأشار خودوريونك إلى أن الرحلات التي يجريها طاقم “الدب” لساعات طويلة يقطع فيها آلاف الكيلومترات لا يجب أن تفهم على أنها “عرض للعضلات”، “هذه الإجراءات جيدة للآلات وللأفراد، تسمح من التحقق من الآلات والبشر، وتسمح من لمس قدرات المعدات”.
ويذكر الكاتب أن “تو- 95” حتى عام 1989 حطمت حينها 60 رقما قياسيا في نفس فئة الطائرات المماثلة، في سرعة التحليق وارتفاعه، مع وجود حمل على متنها، أما الإجراءات المعقدة للتزود بالوقود أثناء الطيران خمس مرات مع تحليق مستمر لمدة 20 وحتى 30 ساعة، فأصبح أمرا روتينيا لطاقم هذه الطائرة.
الطائرة “تو- 95” لاتزال أسرع قاذفة توربينية مروحية في العالم قادرة على إجراء رحلات طويلة فوق جغرافيا معقدة، وفي عام 2010 سجلت الطائرة لنفسها رقما قياسيا فريدا تمثل في بقائها محلقة في الجو على مدى 43 ساعة متواصلة، مخلفة ورائها مسافة 30 ألف كم وخمس محيطات، متزودة بالوقود في الجو خمس مرات.
ويضيف “بالطبع هذه التدريبات لا تجرى لتحطيم أرقام قياسية، ففي الواقع مثل هذه الرحلات تكون اختبارا حقيقيا للمعدات والطاقم الذي يتحكم بها”.
مسلح وخطير
على الرغم من روح الدعابة وبعض التسامح التي يظهرها الخبراء الغربيين نحو تو-95، ينسون أنه لا تزال هذه الطائرة التي أخافت دولا بأكملها إبان الحرب الباردة، تمتلك حتى الآن أسلحة خطيرة وقادرة على استخدامها من دون دخول منطقة الدفاعات الجوية للعدو.
ويكمل الخبير العسكري “وقد يشير الخبراء الأجانب إلى غياب سرعة الأداء العالية لدى الطائرة مما يجعلها ضعيفة أمام أنظمة الدفاع الجوي، لكن كونها بعيدة عن منطقة الكشف وإطلاق الصواريخ يجعلها حقا خطرة”.
وأشار خودوريونك إلى الصحفي الأمريكي بول هيوارد الذي كتب بسخرية في بداية الأمر على موقع “ناشيونال إنترست” حول موضوع عمر هذه القاذفة الروسية وارتفاع مستوى “الضجيج” فيها، إلا أنه ذكر فيما بعد أنها مجهزة بأحدث الأسلحة والصواريخ.
ويقول خودوريونك إن هيوارد يضيف في مقالته إن “”تو-95 إم” المعدلة قادرة على حمل 16 صاروخا مجنحا من طراز Х-55 بقوة 200 كيلوطن”، وبعد قليل يلاحظ هيوارد أن حشوة الصاروخ الواحد تحتوي قوة تعادل 10 قنابل ذرية من تلك التي ألقيت من قبل الولايات المتحدة على ناكازاكي اليابانية.
وفي غضون ذلك كله فإن استخدام هذه الصواريخ المجنحة، مجهزة برؤوس نووية، يعتبر أحد إمكانيات نظام عمل “الدب” وليس الوحيد.
المصدر: tvzvezda.ru