قد يشعر الإيرانيون بحنين الماضي إلى رئاسة باراك أوباما بغض النظر عمن يخلفه في عام 2017.
بينما يدعم المرشحون الديمقراطيون في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة الاتفاق النووي مع إيران، والذي تم التفاوض بشأنه من جانب إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، فقد وضعت هيلاري كلينتون، المرشح الرئيسي -ووزيرة الخارجية الأمريكية السابقة- “استمرار العدوان الإيراني” بوصفه الاتجاه الثاني الأكثر إثارة للقلق في الشرق الأوسط.
أما الجمهوريون، فقد اتخذوا مواقف أكثر سلبية. السناتور الأمريكي، حاكم ولاية تكساس، تيد كروز، الأوفر حظًا للانتخابات الآن، يهدد بالتخلي عن خطة العمل الشاملة المشتركة للاتفاق النووي الإيراني في أول يوم له في منصبه إذا انتخب رئيسًا للولايات المتحدة.
فيما يلي مواقف سبعة من المرشحين الرئيسيين في الانتخابات الأمريكية إزاء الاتفاق النووي الإيراني:
1-دونالد ترامب
خلال المناظرة الأخيرة في عام 2015 لمرشحي الحزب الجمهوري للانتخابات الأمريكية، قال دونالد ترامب، الذي يقود الجمهوريين في الاستفتاءات العامة، قال إنه “بالتأكيد لن يمضي قدمًا في هذا الاتفاق الفظيع، والمثير للاشمئزاز، وغير الكفء على الإطلاق، والذي يمكن طهران من الحصول على 150 مليار دولار. إنهم أمة إرهابية”.
وفي مناظرة سابقة جرت في السادس عشر من سبتمبر الماضي، وصف قطب العقارات في نيويورك الاتفاق بأنه ” أحد أسوأ الاتفاقات التي رأيتها في حياتي”.
ولكن، على النقيض من كروز، لم يهدد ترامب بعدم تنفيذ الاتفاق. وقال في برنامج “واجه الصحافة” في قناة “إن بي سي” الأمريكية يوم 16 أغسطس، “حسنًا، لقد سمعت الكثير من الناس يقولون: إننا ذاهبون إلى تمزيق الصفقة”.
وأضاف: “سأدير هذا الاتفاق بشكل صارم لن يمنحهم أي فرصة”، في إشارة إلى الإيرانيين.
وتابع ترامب، “سيكون من الصعب جدًا القول بأننا سنمزّق الاتفاق”.
2-تيد كروز
خلال المناظرة التي جرت بين مرشحي الحزب الجمهوري في منتصف سبتمبر 2015، قال السناتور الجمهوري وحاكم ولاية تكساس، تيد كروز، إن اتفاق إيران “يتخلى عن أربعة من الرهائن الأمريكيين في إيران، وهذه الصفقة من شأنها فقط تسريع الحصول على الأسلحة النووية الإيرانية. ولك أن تعتقد ذلك. إذا ما انتخبت رئيسًا، فإنني سوف أقوم بتمزيق هذا الاتفاق النووي الإيراني الكارثي في اليوم الأول من مهام منصبي”.
وفي مظاهرة احتجاحية ضد الاتفاق، جرت في التاسع من سبتمبر 2015، قال كروز إن منع إيران من الحصول على السلاح النووي كان “أكبر تهديد للأمن القومي يواجه أمريكا”.
وأكد كروز أيضًا أنه بمجرد ما ستكون الاتفاقية سارية “فإن إدارة أوباما ستصبح، تمامًا وحرفيًا، الممول الرائد في العالم للإرهاب الإسلامي المتطرف”.
وفي المناظرة التي جرت في منتصف ديسمبر 2015، تراجعت قضية إيران وهيمن التهديد الإرهابي لتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) على المناظرة. ومع ذلك، وبينما لم يتعهد بعدم إرسال القوات الأمريكية إلى الخارج للإطاحة بالحكام العلمانيين، قال كروز: “النظام الذي يتعين علينا أن نقوم بتغييره هو النظام الإيراني… لأن إيران أعلنت الحرب علينا”.
3-بن كارسون
في مقابلة إذاعية أجراها مع المذيع الأمريكي المحافظ، هيو هيويت، في الحادي عشر من سبتمبر 2015، قال جراح الأعصاب المتقاعد، بن كارسون، “مشكلتي الكبرى مع الوضع الإيراني كله هو أني أعتقد أنه كان يتعين على الكونجرس ألا يوافق على أي شيء خارج هذه المعاهدة”.
وقال كارسون أنه في حال انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة، “أعتقد أننا سنمنح الفرصة للإيرانيين ليعرفوا أن هناك رئيسا جديدا للبلاد، وسنبدأ في استخدام كل السلطات التي لدينا لإبطاء تطبيق الاتفاق النووي. ولكن كما تعلمون، هذه مشكلة على المدى الطويل، لأن حلفاءنا في الوقت الراهن لا يظهرون الاحترام الكافي لنا”.
وتابع:”سيتعين علينا الوصول بسرعة كبيرة مرة أخرى إلى النقطة التي يعتقد فيها الناس فعلًا فيما نقوله، وكذلك إلى النقطة التي يدرك فيها أصدقاؤنا أننا أصدقاؤهم ويدرك فيها أعداؤنا أننا أعداؤهم. ويجب أن تكون هناك عواقب لكون أحدهم عدوًا للولايات المتحدة”.
4-ماركو روبيو
في المناظرة التي جرت في 16 سبتمبر 2015، لم يحدد عضو مجلس الشيوخ الجمهوري، ماركو روبيو، بالضبط ما سيفعله بشأن خطة العمل المشتركة للاتفاق النووي الإيراني في حال تم انتخابه رئيسًا للبلاد، ولكنه أعرب عن تشككه في أن إيران ستلتزم بالاتفاق.
وقال روبيو: “كل شخص يلتفت إلى ما يقوله المرشد الأعلى آية الله علي خامئني، يعرف أن إيران لن تلتزم بالاتفاق النووي”.
وتابع: “في منتصف التفاوض على هذه المعاهدة، قاد خامنئي هتافات الجماهير التي كانت تنادي: الموت لأمريكا. إننا بحاجة إلى قائد يحمي هذا البلد. وأنا اقول لكم، إذا تم التصويت لهيلاري كلينتون، فأنتم تصوتون لآية الله خامنئي لامتلاك سلاح نووي. وإذا قمتم باختياري رئيسًا للبلاد، فإنه لن يسمح تحت أي ظرف من الظروف لآية الله الثيوقراطي الذي يهتف: الموت لأمريكا، بامتلاك سلاح نووي “.
5-جيب بوش
على غرار ترامب وروبيو، لم يهدد حاكم فلوريدا السابق، جيب بوش، بالتخلي فورًا عن الاتفاق النووي، بينما في الوقت نفسه لم يعرب عن تأييده للاتفاق.
وقال بوش في مناظرة 16 سبتمبر 2015: “انها ليست إستراتيجية لتمزيق الاتفاق. من شأن الإستراتيجية أن تكون حول كيف يمكننا مواجهة إيران؟ وأول ما يتعين علينا القيام به هو الالتزام بتعهداتنا لإسرائيل، والتي تم تعديلها من قبل هذه الإدارة. والتأكد من أن لديهم أسلحة أكثر تطورًا لإرسال إشارة إلى إيران بأننا ندعم إسرائيل. إذا فعلنا ذلك، فإننا سنخلق تأثيرا رادعا”.
6-هيلاري كلينتون
أعربت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، والتي بدأت محادثات سرية مع إيران بينما كانت في منصبها، عن دعم الاتفاق في حين عارضت بشدة السياسات الإيرانية الأخرى.
في منتدى أقيم في معهد بروكينغز يوم 4 ديسمبر 2015، أدرجت كلينتون ثلاثة اتجاهات مثيرة للقلق في الشرق الأوسط. تمثل الأول منها في”تصاعد موجة التطرف” والثاني في “استمرار العدوان الايراني” بينما كان الثالث وصفته بـ”جهود متزايدة لنزع الشرعية عن إسرائيل على الساحة الدولية”.
7-بيرني ساندرز
اتفق بيرني ساندرز، عضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية فيرمونت، مع وزيرة الخارجية السابقة في أن الاتفاق النووي ليس مثاليا، ولكنه قال إنه سينفذه.
وقال ساندرز: “هل يحقق الاتفاق كل شيء أريده؟ لا، لا. ولكن في رأيي، هو أفضل بكثير من المسار الذي كنا نسلكه”، في إشارة إلى قيام ايران بتطوير قدراتها النووية وتزايد احتمالية التدخل العسكري من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل يومًا بعد يوم.
كما ردد الديمقراطي الاشتراكي كما يصف نفسه موقف كلينتون قائلًا: “دعونا لا ننسى أنه إذا لم تلتزم إيران بالاتفاق، فقد يعاد فرض العقوبات. إذا تحركت إيران نحو السلاح النووي، تظل جميع الخيارات المتاحة على الطاولة. وأعتقد أنه يتعين علينا، مع ذلك، إعطاء الاتفاق التفاوضي فرصة للنجاح، ولهذه الأسباب، سوف أدعم الاتفاق”.
هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».