محمد الشهريFollow @mshehri
من الجميل أن تعيش سعيدا لكن لا تعتمد على تلك السعادة لزيادة بضعة سنوات في عمرك فقد وُجِد في دراسة حديثة أن مستوى سعادتك لا يؤثر بالضرورة على خطورة احتمال وفاتك في عمر مبكر.
تقول الدراسة أن انعدام السعادة ارتبط سابقا باحتمالات الوفاة المبكرة لكن وُجِد لاحقا أن هذا الربط كان سببه هو أن الأشخاص المرضى يميلون إلى عدم السعادة أي أن سوء الصحة (وليس انعدام السعادة) كان السبب الحقيقي للوفاة المبكرة حسب الدراسة.
يقول الباحث Bette Liu من جامعة ساوث ويلز في أستراليا: “يجعلك المرض غير سعيد لكن انعدام السعادة بذاته لا يجعلك مريضا”. “لم نجد أي تأثير مباشر لانعدام السعادة أو الإجهاد على معدل الوفيات”. (عنوان الدراسة: 7 أشياء ستجعلك سعيدا).
قام الباحثون خلال هذه الدراسة بتحليل معلومات أكثر من 700 ألف امرأة بريطانية كان متوسط أعمارهنَّ 59 سنة. طَلب منهنَّ هؤلاء الباحثون أن يُقيِّموا مستوى سعادتهنَّ ومن ثم قاموا بمتابعتهنَّ لمدة عشر سنوات.
وجد الباحثون أن 39% من النساء قالوا أنهن سعداء في معظم الأوقات و44% قالوا أنهن عادة سعداء و17% قالوا أنهن عادة غير سُعداء. اللواتي لم يَكُنَّ سعداء كانوا أكثر قابلية للوفاة خلال العشر سنوات اللاحقة بنسبة 29% مقارنة باللواتي كُنَّ سُعداء معظم الأوقات.
رغم ذلك كانت الصحة السيئة في بداية البحث مرتبطة بقوة بانعدام السعادة واستنتج الباحثون بعد أن وضعوا عامل صحة النساء ضمن حساباتهم، أن الرابطة بين انعدام السعادة والوفاة المبكرة قد تحطمت.
تقول الدراسة أيضا أن بعض العادات غير الصحية مثل التدخين مرتبطة بانعدام السعادة والتي قد تُفسِّر جزئيا الرابطة بين انعدام السعادة والوفاة المبكرة.
يقول Richard Peto (أحد الباحثين المشاركين في هذه الدراسة وبروفيسور في الإحصاءات الطبية وعلوم الأوبئة في جامعة أوكسفورد): ” لا يزال يؤمن الكثيرون بأن الإجهاد أو انعدام السعادة أسباب مُباشِرة للأمراض لكنهم ببساطة يخلطون بين السبب والتأثير”. يقول أيضا أنه وُجِد في هذه الدراسة “أن السعادة وانعدامها بذاتيهما لا يرتبطان مباشرة بمعدلات الوفيات”.
ليس واضحا ما إذا كانت النتائج تنطبق على الرجال أيضا لأنها كانت مقصورة على النساء فقط. وُجِد في دراسات سابقة أن الرجال والنساء قد يُعرِّفون السعادة بطرق مختلفة ومن المعقول أن السعادة قد تكون مرتبطة بقوة مع الوفاة المبكرة لدى الرجال، كتب ذلك كل من Philipe de Souto Barreto و Yves Rolland (يعملان في معهد الشيخوخة التابع للمستشفى الجامعي في Toulouse بفرنسا) في افتتاحية تلك الدراسة في إحدى المجلات، وكتبا أيضا أن هناك حاجة إلى المزيد من البحوث لدى الرجال والنساء ولدى الأطفال وكبار السن أيضا لاختبار العلاقة بين السعادة والصحة.
هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».