جدد رئيس الوزراء العراقي عزم بلاده على ان يكون عام 2016 عام الانتصار النهائي على تنظيم داعش، قائلا " نحن قادمون لتحرير الموصل"، وانها ستكون الضربة القاصمة والنهائية لداعش، فيما جددت بعض الدول والحكومات موقفها الداعم للحكومة العراقية في مواجهة التنظيم وصولًا إلى سحقهبشكل نهائي.
محمد الغزي: قال رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، في كلمة له بمناسبة الانتصار الذي حققته القوات العراقية في الرمادي: "ها قد تحقق الوعد وانهزمت داعش في الرمادي، لقد عادت المدينة الى حضن العراق وستعود كل مدينة عراقية الى حضن الوطن الكبير"، لافتًا الى ان "ثمة متحالفين مع داعش واذناباً لها هزموا اليوم."
الإنتصار النهائي
وأضاف: "ابناءكم المقاتلين العراقيين الشجعان كتبوا بدمائهم بيان الانتصار واذاقوا داعش الهزيمة تلو الاخرى ولن يتوقفوا ابدا حتى تحقيق كامل الاهداف بتحرير كل مدينة وقرية وقصبة، ونؤكد لكم وللعالم اجمع اننا لولا الحرص على سلامة العوائل المحاصرة في الرمادي لأتممنا تحريرها قبل هذا الموعد وهذا التاريخ بوقت طويل"، مشيرًا الى ان داعش أقدم على تفخيخ المدارس والمساجد والمستشفيات والشوارع وكل شيء لمنع تقدم قواتنا.
وتابع: "اذا كان عام ٢٠١٥ عام التحرير فسيكون عام ٢٠١٦ عام الانتصار النهائي، وعام انهاء وجود داعش على ارض العراق وارض الرافدين، وعام الهزيمة الكبرى والنهائية لداعش"، وأضاف: "نحن نفتخر كعراقيين بأن جيشنا البطل يقاتل داعش ويهزمها ويطارد فلولها وينتصر".
العبادي أكد بأن "العراقيين، بمختلف انتماءاتهم واديانهم وقومياتهم وطوائفهم، بجيشهم وقواهم الامنية وحشدهم الشعبي وقواتهم الخاصة والبيشمركة، هم اصحاب هذه الانتصارات وصنّاعها، وان الشهداء المضحين بأرواحهم والجرحى هم تاج هذا النصر"، كما ودعا العالم الى ان "يتوحد وأن لا يتساهل لحظة واحدة مع الفكر المتطرف لأنه اساس الإرهاب"، وأضاف: "نقولها بثقة تامة نحن قادمون لتحرير الموصل، لتكون الضربة القاصمة والنهائية لداعش، بوحدة وعزيمة هذا الشعب العظيم وبسواعد ابنائه الشجعان ".
إلى الفلوجة
وقال رئيس لجنة الامن والدفاع النيابية حاكم الزاملي، اليوم الاثنين، ان القوات الامنية ستتوجه بعد تحرير مدينة الرمادي الى الفلوجة، مؤكداً ان "العمليات العسكرية الجارية في الرمادي تجري على ثلاثة محاور ومنها الشرقي الذي يضم منطقة الجراشي باتجاه مقر قيادة العمليات السابق الذي تم السيطرة عليه بالكامل".
وأضاف: "المحور الثاني الجنوبي، والذي يقوم بتطهيره جهاز مكافحة الارهاب وقد استطاع ان يسيطر على منطقة الحوز بالكامل الواقعة قرب المجمع الحكومي وهو في غاية الاهمية كون منطقة الحوز هي معقل الارهاب في تلك المنطقة".
وتابع: "اما المحور الثالث فهو الغربي حيث يسيطر عليه الجيش والشرطة الاتحادية والتدخل السريع، وتم رفع العبوات الناسفة من تلك الطرق والمناطق المحاذية له"، مشيرا الى ان "هناك بعض عناصر داعش لا يتجاوز عددهم اكثر من مائة شخص متحصنين في بيوت وسراديب في تلك المنطقة، وهم من قاموا بتفخيخ البيوت وزرع العبوات الناسفة في الطرق لمنع توغل القوات العسكرية في المنطقة".
واكد الزاملي أن "الايام المقبلة سوف تشهد تحرر كل مناطق الرمادي ويتم بعدها رفع العبوات الناسفة والالغام بشكل واسع ومن ثم العمل بإرجاع العوائل وعودتهم الى مناطق سكنهم وتأمين الطرق لهم"، مبينا أنه "بعد تحرير مدينة الرمادي ستتوجه القوات العسكرية الى تحرير مدينة الفلوجة، لان عناصر التنظيم الارهابي انهزموا من مناطق الرمادي الى الفلوجة بعد انكسار قياداتهم الكبيرة التي سرقت العملة الصعبة وممتلكات المواطنين".
ردود دولية
ووصفت السفارة الأمريكية في بغداد تمكن القوات العراقية من السيطرة على المجمع الحكومي في الرمادي بأنه ضربة قوية لـ "داعش"، فيما أكدت أن بلادها ملتزمة بمواصلة دعم الحكومة العراقية حتى هزيمة التنظيم، وقالت السفارة، التي أشادت بالقوات العراقية في بيان صحافي اطلعت "ايلاف" على نسخة منه، إن "الولايات المتحدة تفتخر بقيادتها للتحالف الدولي الذي يقدم المساعدة للقوات العراقية"، مؤكدة "التزامها الراسخ نحو مواصلة دعم الحكومة العراقية حتى يتم هزيمة داعش".
وكان المتحدث باسم العمليات المشتركة العميد يحيى الزبيدي أشار الى ان قوات التحالف نفذت خلال عمليات تحرير الرمادي اكثر من 630 ضربة جوية منذ 13 من شهر تموز الماضي، فضلا عن تدريبها وتجهيزها لثلاثة ألوية من الجيش العراقي شاركت في معركة الرمادي.
بدوره، قال رئيس بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) إن "تحرير الرمادي على يد القوات العراقية من قبضة تنظيم داعش يدل على ان الإرهاب لا يستمر وسوف يهزم"، وقد أشاد بتحرير الرمادي، وقال إن هذا النصر ما كان له ان يتحقق لولا جهود وتضحيات قوات الامن العراقية والحشد الشعبي والبيشمركة والمقاتلين من أبناء العشائر.
إلى ذلك، هنأ الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، الاثنين، رئيس الوزراء حيدر العبادي بتحرير الرمادي، مؤكداً وقوف بلاده الى جانب العراق، فيما أشار العبادي الى أن الانتصارات ستمهد الطريق لتحرير كل شبر من ارض العراق.
كما هنأت الحكومة الألمانية نظيرتها العراقية اليوم الاثنين بتحرير مدينة الرمادي، معتبرة انه "انجاز عسكري مهم"، وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في بيان: "تحرير الرمادي يعني أن التنظيم الارهابي يمكن دحره ليس فقط من الاراضي العراقية بل من الاراضي السورية أيضا"، كما واشاد بالجهود المشتركة والتعاون بين الجيش العراقي مع قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة للقضاء على التنظيم "الارهابي" وتحرير بقية المدن العراقية من سيطرته، متعهدًا بتقديم الدعم اللازم لإعادة اعمار العراق وبالمساعدة على عودة النازحين واللاجئين الى مدينتهم.
هذا وهنأت ايران بتحرير مدينة الرمادي، واعتبرته "انتصاراً كبيراً" للسنة والشيعة، وقال رئيس الاركان العامة للقوات المسلحة الايرانية اللواء حسن فيروز ابادي في تصريحات نقلتها وكالة "فارس" الإيرانية إن "هذا الانتصار الكبير للجيش العراقي والحشد الشعبي سواء السنة والشيعة في مدينة الرمادي في اسبوع وحدة الامة الاسلامية يبشر بنجاحات اكبر في المستقبل"، مشيرًا الى ان "الفلوجة محاصرة بشكل كامل وأن قادة داعش المرتبطين بالاجانب قد فروا من هذه المدينة"، مؤكداً أنه "لا جدوى من مقاومة المسلحين في الفلوجة".