استطاعت اليابان وكوريا الجنوبية أن تتوصلا إلى إتفاق نهائي حول قضية "نساء المتعة"، التي ساهمت بشكل كبير في توتير العلاقات بين البلدين، فيما نص الإتفاق على إعتذار قدمته اليابان، بالإضافة إلى إنشاء صندوق تعويضات تديره كوريا الجنوبية.
طوكيو: توصلت كوريا الجنوبية واليابان إلى اتفاق تاريخي لحل قضية "نساء المتعة"، وهو تعبير مجازي كان يطلق على النساء اللواتي أجبرن على العمل في بيوت الدعارة في اليابان في زمن الحرب، وقد قدمت اليابان اعتذارًا، وستدفع نحو مليار ين، أي ما يعادل 8.3 ملايين دولار، لصندوق يخصص لنساء المتعة السابقات المسنات، على أن تتولى كوريا الجنوبية مهمة تشكيله.
هذه القضية أدت إلى توتر العلاقات بين البلدين، وكانت كوريا الجنوبية تطالب باعتذار أقوى، وتعويضات للضحايا، فيما يُعد هذا أول اتفاق بشأن القضية منذ عام 1965، ويأتي في وقت اتفق فيه الجانبان على تسريع وتيرة المحادثات.
مسؤولية عميقة
وقال وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا، خلال مؤتمر صحفي بعد لقاء نظيره الكوري الجنوبي يون بيونج سيه، إن الحكومة اليابانية تشعر "بمسوؤلية عميقة" تجاه قضية نساء المتعة، وستساهم في صندوق مالي لمساعدة النساء، مشيرًا إلى أن رئيس وزراء اليابان شينزو آبي عبّر عن شعوره بالأسف العميق والندم لكل ما عانته نساء المتعة من جراح نفسية وجسدية.
وأفادت وكالة جيجي اليابانية للأنباء بأن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، ورئيسة كوريا الجنوبية باك جون هاي، سيجريان اتصالًا هاتفيا بعد أن توصل وزيرا خارجية البلدين لاتفاق لحل قضية "نساء المتعة".
يذكر أن قضية النساء الكوريات اللوتي جرى استغلالهن جنسيًا، بقيّت حجر عثرة في طريق العلاقات بين سيول وطوكيو، وتأجج العداء أكثر عقب تولي شينزو آبي رئاسة وزراء اليابان في 2012، فيما يشعر كوريون جنوبيون بالمرارة تجاه الاستعمار الياباني لشبه الجزيرة الكورية بين عامي 1910 و1945، مما جعلهم يحتجون في أكثر من مناسبة على كل مسعى لتحسين العلاقات مع اليابان.
صيغة تلطيفية
ومن المعروف أن نساء المتعة هي صيغة تلطيفية للنساء اللواتي عملن لصالح الجيش الياباني في الحرب العالمية الثانية في اليابان، كوريا، الصين، الفلبين وغيرها من البلدان الواقعة تحت الاحتلال الياباني.
ويقدر المؤرخون اعداد نساء المتعة بـ 200000 من النساء الشابات، حيث تم توظيفهم لخدمة رغبات الجيش الياباني، ويقول البرفسور هيروفومي هاياشي في جامعة كانتو قاكواين ان معظم نساء المتعة من اليابان، كوريا، الصين واخريات من الفلبين، تايوان، تايلند، فتنام، سنغافورة واندونيسيا.
وفي عام 1993، قدمت الحكومة اليابانية اعتذارًا عما يسمى بـ "نساء المتعة" وقت الحرب العالمية الثانية، ولكن، في الثاني من (مارس) عام 2007، رفض رئيس الوزراء اليابانية شينزو آبي ان تكون قوى العسكرية اليابانية قد أجبرت النساء على البغاء لهم في الحرب العالمية الثانية قائلا: "في الحقيقة، لا يوجد اي دليل يثبت الاجبار على البغاء"، لكنه تراجع عن موقفه لاحقًا.