كيف اجتاحت المصاعد الكهربائية يوميات الناس؟ -

آخر تحديث 2015-12-29 00:00:00 - المصدر: ايلاف

 دخل المصعد الكهربائي إلى حياة الناس ويومياتهم نتيجة الحاجة المتزايدة إليه، لا سيما في الطوابق المرتفعة، وقد شكّل هذا الإختراع ثورة باتت تجتاح جُل الأبنية في العالم.

إعداد ميسون أبو الحب: كانت المصاعد عام 1869 ببداياتها في باريس، إذ لم تكن معروفة في السابق بالطريقة التي عرفت بها فيما بعد، ففي ذلك الوقت كانت هذه الصناديق المتحركة التي ترتفع وتنخفض حاملة اشخاصا داخلها مثل اعجوبة في نظر ابناء ذلك الزمان. 

وشيئًا فشيئًا بدأ هذا الاختراع الجديد يكتسح المباني، لا سيما الجديدة منها، ويغيّر عادات سكانها، ولكن لا يمكن القول إن الجميع كانوا ينظرون بعين الرضا الى المصاعد، ففي الثاني عشر من آذار عام 1869 نشرت صحيفة لوفيغارو مقالا جاء فيه: "نجحت المصاعد في جذب اهتمام الناس في المعرض العالمي، واصبحت الناس تعتقد أنها إن لم تستخدم المصعد فتكون قد أضاعت نهارها في صعود السلالم وهبوطها".

وسيلة للربح

لكن اهم ما يقال عن هذه المصاعد، حسب رأي الصحيفة قبل حوالى 150 عامًا، هو انها اصبحت وسيلة كي "يصعّد" اصحاب المباني اسعار شققهم التي يؤجرونها للناس، ويقول الكاتب: "سيستخدم اصحاب المباني حجة توفر المصاعد كي يرفعوا سعر ايجار الشقق التي تقع في الطوابق العليا، مثل الرابع والخامس، والتي كانت ارخص ثمنًا من الشقق التي تقع في الطوابق السفلى".

وطبعا لم يخطئ الكاتب في قوله هذا، اذ سرعان ما شهدت الاسعار ارتفاعًا كبيرًا، حيث كانت تُلاحظ اعلانات كُتب فيها مثلًا: "شقة للايجار في الطابق الرابع مع مصعد"، ولا تتوقف المسألة عند هذا الحد، حيث اضطر الكثيرون الى تغيير جغرافية مبانيهم قدر المستطاع كي يضعوا مصعدًا، لا سيما بعد ان بدأ ساكنوها يتذمرون من عدم وجود هذه الماكنة الممتازة التي تسهل عليهم نقل كل شئ بلمح البصر الى أبواب شققهم تقريبًا. 

وكانت المساحة المتوفرة للمصعد صغيرة جدًا في بعض المباني، بحيث ان اصحابها اضطروا الى بناء مصعد خارجي في الواجهة الخلفية من المبنى في اغلب الاحيان، ومع ذلك، حافظ بعض اصحاب العمارات والمباني على موقفهم الرافض لهذا الاختراع، وأبوا استخدامه او تشويه شكل ممتلكاتهم. 

أول مصعد

مخترع المصعد اميركي اسمه اليشا اوتيس المولود في عام 1811، وبدأت فكرة المصاعد تراوده خلال عمله في معمل كان يحتاج العمال فيه الى نقل اغراض ثقيلة الى الطابق العلوي، وفي عام 1853 أنشأ اوتيس اول معمل للمصاعد وعرض انتاجه بمبلغ 300 دولار، غير انه لم يلق اقبالا من احد، واضطر الى الانتظار حتى عام 1854 عندما عرض مصعده في المعرض العالمي في نيويورك وبهر الجميع به. 

ومع ذلك تذكر الروايات أن مصاعد بسيطة كانت موجودة في قصر الملك لويس الخامس عشر في عام 1743، وكانت تسمى "الكراسي الطائرة"، وكان الملك يستخدمها للانتقال من الطوابق السفلى في قصوره الى الطوابق العليا، حيث كان يدخلها من الشرفات. 

وتذكر انباء ايضًا ان المصاعد كانت مستخدمة في المناجم، ولكن بشكلها البسيط فقط، ولم تتحول الى صناعة حديثة إلا على يد اوتيس، الذي نجح في تزويدها بجهاز أمان يمنعها من التهاوي في حال انقطعت الحبال.