نفذ انتحاري من حركة طالبان الثلاثاء اعتداء امام مدخل ادارة حكومية في شمال غرب باكستان ما ادى الى مقتل 21 شخصا واصابة عشرات اخرين.
ويظهر هذا الهجوم في بلدة ماردان بشمال غرب باكستان ان حركة طالبان الباكستانية لا تزال قادرة على شن هجمات كبرى رغم الهجوم العسكري الواسع النطاق الجاري ضد معاقلها والذي اثر على قدرات التحرك لديها بحسب خبراء.
ودمر الانفجار البوابة الامامية للفرع الاقليمي ل"هيئة البيانات والتسجيل الوطنية" المسؤولة عن اصدار بطاقات الهوية.
وقال قائد شرطة منطقة ماردان فيصل شهزاد "لقد كان انتحاريا يستقل دراجة نارية".
واضاف ان عدد القتلى 21 مشيرا الى ان "الهدف على ما يبدو كان طابورا كان يقف فيه نحو 400 شخص".
واكد علي خان الطبيب في المستشفى الرئيسي الحكومي عدد القتلى وقال ان 56 شخصا اصيبوا، جروح 20 منهم حرجة.
واضاف ان "معظم الجرحى يعانون من اصابات بسبب شظايا".
وبث التلفزيون صورا تظهر انهيار الجدار الامامي للمبنى والانقاض الملقاة على الطريق في البلدة الواقعة في اقليم خيبر باختونخاوا.
وقال الشاهد ناصر خان (29 عاما) والذي اصيب بجروح في ساقه الايمن "كنت في المبنى لتجديد بطاقة هويتي حين سمعت شخصا يهتف +الله اكبر+ ثم سقطت على الارض".
وقال "الجو امتلا بالدخان والغبار، وبدا وكان احدهم ذبح الناس المصطفين، وتناثرت الدماء والاشلاء في الطابور الذي كان يقف فيه الناس".
واعلن احسان الله احسان المتحدث باسم فصيل "جماعة الاحرار" المتشدد في طالبان، مسؤولية الفصيل عن الهجوم.
وقال في رسالة بريد الكتروني ان الفصيل هاجم المكتب الحكومي "لانه مؤسسة مهمة لدولة باكستان الكافرة"، متوعدا بمزيد من الهجمات.
-- حملة قمع ضد التمرد --
وتشن باكستان حاليا هجوما ضد طالبان ومجموعات مسلحة اخرى في شمال غرب البلاد، على طول الحدود مع افغانستان، منذ 2004.
وتبنت حركة جماعة الاحرار عشرات الهجمات في باكستان وبينها هجومان انتحاريان ضد تجمع سياسي اوقع 16 قتيلا في اب/اغسطس واخر ضد كنيستين في لاهور في اذار/مارس.
ويواجه الجيش الباكستاني منذ اكثر من عقد مجموعات اسلامية مسلحة، وقد قتل اكثر من 27 الف شخص وعنصر من القوى الامنية خلال تلك الفترة.
لكن مستوى العنف تراجع ويمكن ان تعتبر سنة 2015 الاقل دموية منذ 2007 وهو العام الذي ظهرت فيه حركة طالبان الباكستانية.
وعزا خبراء هذا التراجع الى العمليات العسكرية التي يشنها الجيش منذ منتصف 2014 ضد طالبان وخصوصا في وزيرستان الشمالية وخيبر، وهما معقلا طالبان في المناطق القبلية المتمتعة بشبه حكم ذاتي في شمال غرب البلاد وكذلك في كراتشي، كبرى مدن الجنوب.
وردا على مجزرة ارتكبتها طالبان في كانون الاول/ديسمبر 2014 اثر هجومها على مدرسة تابعة للجيش في بيشاور، كثفت السلطات هجومها وتعمل ايضا على تجفيف مصادر تمويل متطرفين مسلحين وتوقيف مئات الاشخاص بتهمة التحريض على الحقد.
من ناحية اخرى وفي بلوشستان جنوب غرب البلاد، ارتطم صهريج ماء تابع للقوات شبه العسكرية بلغم في منطقة ماستونغ الثلاثاء ما ادى الى مقتل جندي واصابة اثنين اخرين، طبقا لمتحدث عسكري.
وقتل جندي ثالث واصيب رابع عندما انفجرت عبوة ناسفة مصنعة يدويا بعربتهم في بلدة توربات، بحسب المتحدث.
وشنت الشرطة وقوات الامن حملة تفتيش في توربات وقتلت ثلاثة متمردين.