نشرت هيئة الاذاعة الفنلندية اليوم ثلاثة مقالات مترجمة من الفنلندية للعربية حول وضع طالبي اللجوء.
ومن خلال ترجمة المقالات الى اللغة العربية تهدف هيئة الاذاعة الفنلندية إلى تقديم بعض المعلومات عن الاندماج لطالبي اللجوء، كما أنها تقصد إلى تسليط بعض الضوء على المناقشة في وسائل الاعلام الفنلندبة بشأن اندماج طالبي اللجوء في المجتمع الفنلندي.
وبدورنا نشكر الزملاء في هيئة الاذاعة الفنلندية على تزويدنا بالمقالات المترجمة الى العربية ، وخصوصا الزميلة Aisha Zidan أملين ان يستمر هذا التعاون في الاتجاهين ، اي ترجمة المقالات من الفنلندية الى العربية، وكذلك ترجمة افكار وهموم وطموحات اللاجئين من العربية الى الفنلندية لتصل الى المواطن الفنلندي ايضا، تحقيقا للاندماج الذي يسهل من حياة اللاجئين ويسرع انخراطهم في المجتمع.
وتقوم "يورو برس عربية" بإعادة نشر المقالات التي نشرتها هيئة الاذاعة الفنلندية تباعا.
توقيت وصول المهاجرين إلى سوق العمل الفنلندية توقيت سيء. الركود يبتلي الاقتصاد
تقول السيدة أنيكا فورساندر: الحصول على عمل يتوقف على الوضع الاقتصادي للبلاد عند وصول المهاجرين. بحيث أن وصول المهاجرين في فترة ركود اقتصادي يؤثر سلبا على تمكنهم من دخول سوق العمل. بل إن ذلك يؤثر أكثر من مهاراتهم ومعارفهم وخبراتهم
السيدة فورساندر هي رئيسة قسم التنمية في وزارة العمل والمعيشة، وكانت قبل ذلك تدير شؤون الهجرة في هلسنكي لفترة طويلة
أما إذا كانت حالة السوق الاقتصادية أفضل، فإن أرباب العمل يتعاملون بمرونة مع مسألة إتقان اللغة–
يبدأ المهاجر رحلة البحث عن العمل مع فارق في نقطة الانطلاق بالمقارنة مع الفنلنديين الذين يتمتعون بأفضلية إتقان اللغة، ولا يتأتّى له اللحاق بركبهم أبدا.
السيدة سينگني ياوهياينين، وهي باحثة بارزة في مركز أبحاث پيلّيرڤو للاقتصاد، أجرت دراسة حول تشغيل المهاجرين الذين جاؤوا إلى فنلندا من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب إفريقيا في السنوات الأولى من القرن الواحد والعشرين، والذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و64 سنة
وقد توصلت ياوهياينين في دراستها إلى أن معدل حصول المهاجرين على العمل لم يتجاوز الخمسين في المائة، في حين أنه يناهز السبعين في المائة بالنسبة للفنلنديين. ويتجلى الفرق الرئيسي في الاختلافات بين الرجال والنساء
وتقول ياوهياينين: قد يرتفع معدل توظيف الرجال إلى ما يقرب الستين في المائة، في حين أنه يقل بكثير عن الخمسين بالمائة بالنسبة للنساء. هذا، ولا تشكل الاختلافات بين الرجل والمرأة بالنسبة للفنلندين إلا فرقاً صغيرا
لا عمل بدون لغة
ما زال تعلم اللغة يشكل عاملا محوريا في الحصول على عمل
فغالبا ما يعمل المهاجرون في مجال التنظيف والمطاعم والتخزين أو النقل - لا سيما وأن هذه القطاعات لا تتطلب مستوى تعليميا عاليا ولا مهارة لغوية كبيرة
يقول مدير الموارد البشرية في شركة فنلندية كبيرة السيد أنتيرو ليڤانين: يمكن العمل في قطاع التنظيف بمهارات لغوية ضعيفة ما لم تكن خدمة العملاء جزءا من المهام المطلوبة. نحن نستوجب توفر الشخص على مهارات اللغة المناسبة في خدمة العملاء، وعدم وجود المهارات اللغوية قد يكون عقبة أمام تقلّد المناصب الإشرافية التي تتطلب من الموظف قراءة التقارير وتحريرها
وقد شغّلت الشركة أعدادا كبيرة من المهاجرين، وخاصة في المطاعم والمحلات التجارية. وبالإضافة إلى ذلك فإن أكثر من واحد من عشرة من موظفي سلسلة محلات أليپا هم من المهاجرين حسب ما صرح به السيد ليڤانين
ويقول ليڤانين: عمل المهاجرين في قطاع الخدمات أمر عادي في العاصمة وضواحيها، بل هو جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية هنا، ومسألة تشغيلهم هي مسألة تتوقف على معرفتهم باللغة. في حين أن توظيف المهاجرين في القرى والبوادي قد يكون أمرا لا يزال مطروحا للنقاش
ويقول ليڤانين إن الشركة، في الوقت الراهن، تدرس إمكانية تقديم دورات تدريبة هذا الخريف لفائدة الوافدين على فنلندا من طالبي اللجوء
خطر إهدار الكفاءات
لم تتم من قبل دراسة نسبة البطالة في صفوف المهاجرين الحاصلين على درجات تعليمية عالية على وجه التحديد
المستوى اللغوي المطلوب لممارسة مهن تقتضي درجات علمية عالية في الغالب أعلى عموما من المستوى اللغوي المطلوب لممارسة المهن الأخرى. لذلك، فإن من الصعب بالنسبة للأساتذة مثلا الحصول على عمل في مجالهم في فنلندا
في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني، تمت الموافقة في جامعة طامبيري على أول أطروحة دكتوراه تتطرق لهذا الموضوع صاحبتها هي السيدة كيرسي ليزا كوسكينين-سينيسالو الحاصلة على شهادة الدراسات العليا في علوم التربية. وقد أجرت كوسكينين-سينيسالو مقابلاتٍ مع أشخاص هاجروا إلى فنلندا وهم في سن الرشد. هذه المقابلات أجريت خلال متابعة هؤلاء المهاجرين لدراساتٍ تأهيلية
واتضح لها أن المستجْوَبين واجهوا صعوبة في تحقيق المستوى المطلوب في اللغة الفنلندية على الرغم من أن لديهم خلفية تعليمية جيدة، ورغم أن أكثرهم كانوا يعملون كمدرسين في أوطانهم
وتقول كوسكينين-سينيسالو: تشكِّل اللغة عقبة كبيرة جدا. والبعض يشعر بالإحباط لأن تحدث اللغة بلكنات مختلفة أمرٌ قد لا يجد صدرا رحبا حقا. بل وقد يصعب الحصول على العمل حتى بعد إتقان اللغة
حسب ما قالته كوسكينين-سينيسالو، يمكننا أن نتحدث عن إهدار الكفاءات إذا بقي المتعلمون على هامش سوق العمل
وتقول كوسكينين-سينيسالو:كثيرا ما يتم تقييم الناس حسب مهاراتهم اللغوية. وقد جرحت مشاعر أحد المستَجْوَبين حين اقترح عليه رب العمل اختيار وظيفة أخرى. لا ينبغي الخروج باستنتاجات مُبسطة عن قدرات الإنسان على أساس مهاراته اللغوية
ثاني أكبر فئة من المهاجرين المتعلمين هي فئة الأطباء
بالنسبة للأطباء القادمين من خارج الاتحاد الأوروبي ومن دول غير دول المنطقة الاقتصادية الأوروبية، فإن الاعتراف بمؤهلاتهم المهنية في فنلندا يستغرق سنوات عديدة. يُطلب من الأطباء المهاجرين ولوج امتحان التدريب الطبي الذي يستغرق نصف سنة، كما يطلب منهم كذلك إتقان اللغة، وولوج امتحانات التأهيل بعد ذلك. وتستغرق هذه المراحل نحو عامين حسب ڤالڤيرا، كما قد يبقى الطبيب على قائمة الانتظار الخاصة باجتياز أحد الامتحانات المذكورة أعلاها عاما كاملا
وقبل هذا، ينبغي على الطبيب تعلم اللغة بنفسه. وذلك قد يستغرق فترة تصل إلى عشر سنوات. في السنوات ما بين 2010 و2014، منحت ڤالڤيرا حق ممارسة الطب البشري أو طب الأسنان، لما مجموعه 228 شخصا من خريجي جامعات تقع في دول خارج الاتحاد الأوروبي وخارج دول المنطقة الاقتصادية الأوروبية
سيتم فحص مراكز الاستقبال بعناية أكبر من ذي قبل
وصل إلى فنلندا في خريف هذا العام أكثر من 30000 طالب لجوء. لم يُسألوا عن خلفياتهم المهنية والتعليمية، وذلك لأن المسألة المحورية هي استيفاء الشخص شروط اللجوء أولا.
وتقول السيدة كيرسي كانگاسپونتا من وزارة التعليم: معلوماتنا عن خلفيات طالبي اللجوء المهنية والتعليمية قليلة جدا
وكانت كانگاسپونتا قد أعدت خطة عمل جديدة تخص توطين اللاجئين أعلنت عنها الحكومة في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني
تحاول الحكومة تسريع التوطين
في العام المقبل، سيتم القيام بمسوحات في بعض مراكز الاستقبال من شأنها إعطاء فكرة عامة عن خلفيات طالبي اللجوء المهنية والتعليمية. بالإضافة إلى ذلك، فإن المسؤولين سيُعدّون استبيانا موحّدا يملأه طالب اللجوء عند وصوله إلى فنلندا. ومن جملة الأمور التي يُسأَل عنها اللاجئ في هذا الاستبيان نذكر الخلفية التعليمية والخبرات المهنية
والفكرة من هذا الاستبيان هي أن يُمَكّن طالبو اللجوء الذين سيبقون في البلاد من الالتحاق بالمقاعد الدراسية أو بأماكن التدريب المهني المناسبة لهم في أسرع وقت ممكن
وتقول كانگاسپونتا: نحن نحاول ايجاد وسيلة موحدة لطرح الأسئلة، حتى نتمكن من الحصول على معلومات موحدة قدر الإمكان. يجب أن نعرف بسرعة من يقرأ الأبجدية اللاتينية، ومن لا يقرأها على الإطلاق، ومن له تكوين جامعي، ثم نعمل على توجيههم كلا إلى ما يناسبه من تدريب
في الواقع، قد نكتشف أن المعلومات المتجمعة لدينا عبارة عن شذرات فلا نتمكن من الحصول على فكرة عامة عن الخلفية التعليمية والمهنية للقادمين من خلفية صعبة
نحاول تصميم مسار سريع يؤدي إلى العمل ويستغرق ثلاث سنوات
إذا مرت الأمور على أحسن ما يمكن، فإن المفترض ألا يستغرق توطين المهاجرين أكثر من ثلاث سنوات على أقصى تقدير
كثير من المهاجرين الشباب في هلسنكي يبدأون مسيرة التوطين في مدرسة إيرا الثانوية لتعليم الكبار. وتوفر المدرسة دروسا لغوية تحضيرية، كما توفّر كذلك دراسات ابتدائية فنلندية. ومن ثمة، يتابع الطلاب دراستهم في مكان آخر. في معظم الأحيان، يتابع الطلاب دراستهم في مجال الخدمات الاجتماعية والصحية، أو في مجال البناء والتشييد، أو في مجال الهندسة الميكانيكية والمعادن، أو في مجال الخدمات اللوجستية
وحسب ما صرحت به السيدة ساري ليسكي مساعدة المدير في مدرسة إيرا الثانوية لتعليم الكبار، فإن أعداد طالبي اللجوء الكبيرة قد فتحت أعين السلطات والسياسيين على أهمية التوطين
وقالت: في خريف هذا العام، انتشرت بسرعة البرق فكرة أن بهذه البلاد مهاجرون
وحسب ما صرحت به، فإن شروط إتقان اللغة التي كانت شروطا صارمة سابقا أصبحا أكثر ليونة اليوم
تقول السيدة ساري ليسكي: لقد تم التوصل إلى حلول إيجابية في الجانب المدرسي. إذ لم يعد الناس يعتقدون أن على الإنسان إتقان اللغة قبل أن يبدأ في دراسة مهنة ما، وإنما أصبحوا يدركون أن تعلم اللغة يستمر في المدرسة المهنية أو أثناء الحياة العملية
قسم كبير من الوافدين إلى فنلندا هذا الخريف هم من الشباب، أي من الفئة العمرية التي تدرس في مدرسة إيرا الثانوية لتعليم الكبار
فمن المهم في رأي السيدة ليسكي، أن نتمكن من توفير الدعم والتدريب المناسبين. لا ينبغي تضييع سنواتٍ سدى، ولكن وفي الوقت نفسه، لا ينبغي أن يُزجَّ بالشباب إلى مجالات ليس لهم اهتمام بها
تقول ليسكي: ما يقلقني هو أن نضع حلولا باستعجال شديد، ونستعجل إدخال الوافدين الجدد إلى المدارس أو إلى أماكن العمل دون أي تحضير. فذلك قد يؤدي إلى تجارب سيئة من شأنها إعطاء صورة نمطية يصعب تغييرها
ياني تويفونين, هيئة الاذاعة الفنلندية
Yle julkaisee vuoden lopuksi poikkeuksellisesti kolme turvapaikanhakijoihin liittyvää uutisartikkelia arabiaksi käännettynä. Arabiankielisten käännösten tarkoitus on välittää turvapaikanhakijoille hieman tietoa kotoutumisesta. Tarkoituksena on myös näyttää pieni vilaus siitä, millaista keskustelua suomalaismediassa käydään turvapaikanhakijoiden kotoutumisesta suomalaiseen yhteiskuntaan.
Linkki alkuperäiseen suomenkieliseen artikkeliin.
LUE MYÖS