من أحمد رشيد وستيفن كالين
بغداد (رويترز) – رفع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي العلم الوطني في مدينة الرمادي يوم الثلاثاء بعد أن استعاد الجيش السيطرة على وسط المدينة من تنظيم الدولة الإسلامية يوم الاثنين في انتصار قد يساعد على دعم استراتيجيته لإعادة بناء الجيش بعد هزائم منكرة على مدى الأشهر الثمانية عشر الماضية.
وإذا أمكن تأمين المدينة وهي عاصمة محافظة الأنبار بشكل كامل وإعادة تأهيلها فسيكون هذا أول نجاح كبير تحققه القوات التي دربتها الولايات المتحدة وانهارت أمام تقدم متشددي التنظيم في شمال وغرب العراق في يونيو حزيران 2014.
ولا يزال يتعين على قوات الأمن أن تزيل متفجرات زرعت في الشوارع والمباني وطرد المقاتلين من بعض المناطق كما ينبغي إعادة بناء معظم البنية التحتية.
وقالت ثلاثة مصادر أمنية إن ثلاث قذائف مورتر سقطت على بعد نحو 500 متر من مكان العبادي خلال الزيارة. وأضافت المصادر أن رئيس الوزراء لم يكن في خطر لكنه اضطر لمغادرة المنطقة.
وقالت مصادر أمنية إن العبادي وصل إلى الرمادي في طائرة هليكوبتر وتجول في المدينة مع محافظ الأنبار وكبار مسؤولي الأمن في قافلة من عربات الهمفي وعبر جسرا عائما استخدمته القوات المسلحة لاستعادة السيطرة على وسط المدينة.
واجتمع مع جنود في المجمع الحكومي الرئيسي الذي سيطرت عليه قوات مكافحة الإرهاب يوم الاثنين وزرع العلم خارج المبنى.
وأعلن العبادي عن الزيارة بنفسه على تويتر وأعلن بشكل منفصل يوم الخميس عطلة وطنية للاحتفال.
وتمثل استعادة السيطرة على الرمادي في وادي نهر الفرات غربي بغداد أهمية كبيرة للقوات التي انهارت عندما سيطر المقاتلون المتشددون على ثلث العراق في يونيو حزيران 2014.
ويخوض الجيش العراقي معارك منذ ذلك الحين وكان يقدم الدعم لفصائل شيعية مسلحة تدعمها إيران.
وقال هشام الهاشمي وهو محلل مقيم في بغداد وكان يعمل مع الحكومة العراقية إن استعادة السيطرة على الرمادي تشير إلى أن استراتيجية العبادي بالاعتماد على الضربات الجوية الأمريكية المكثفة مع تهميش الفصائل الشيعية قد تكون فعالة. وتصدت الفصائل الشيعية للدولة الإسلامية لكن وجودها قوبل باعتراض من واشنطن.
وقال الهاشمي إن معركة الرمادي نموذج يرغب الجيش النظامي في ترويجه لمعارك التحرير المقبلة.
*السعادة بالنصر
والرمادي هي المدينة الوحيدة التي وقعت تحت سيطرة الدولة الإسلامية منذ تولى العبادي السلطة في سبتمبر أيلول 2014 بعد تقدم المتشددين الخاطف عبر شمال وغرب البلاد.
وقال الهاشمي إن العبادي يشعر بالسعادة لهذا الانتصار لأنه استطاع أن يزيل هذه الوصمة من ملفه كقائد للقوات بالمسلحة.
وعلى مدى شهور كانت حكومة العبادي تقول إنها ستثبت أن الجيش استعاد قدرته بتقويض مكاسب المتشددين في الأنبار وهي محافظة صحراوية يغلب على سكانها السنة وتمتد من مشارف بغداد إلى حدود سوريا والسعودية والأردن.
وفي إطار إصلاحات أمنية ألغى العبادي العام الماضي مناصب 50 ألف “جندي وهمي” وهم جنود غير موجودين فعليا لكن رواتبهم تُحصل وعزل كبار القادة الأمنيين في محاولة لتحسين الأداء.
وأبطأت العبوات الناسفة التي زرعت في الشوارع والمباني الملغومة تقدم القوات العراقية المدعومة بغارات للتحالف بقيادة الولايات المتحدة في الرمادي. وقال مسؤولون أمنيون إنهم مازالوا بحاجة إلى التخلص من جيوب لمقاتلين يتحصنون في المدينة وعلى مشارفها.
وقال الكولونيل ستيف وارين المتحدث باسم التحالف الدولي الذي يدعم بغداد إن الخسائر في صفوف القوات العراقية خلال المعركة تقدر ببضع عشرات. بينما قدر هو ومسؤولون عراقيون خسائر الدولة الإسلامية بالمئات.
ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من هذه التقديرات.
وقالت الحكومة إن مقاتلي العشائر السنية المحلية سيشكلون النواة الرئيسية للقوة المرابطة في الرمادي وهو الدور الذي تلعبه جماعات مسلحة شيعية في أغلبها في مناطق أخرى انتزعت من الدولة الإسلامية.
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)