تعرض موكب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي والمروحيات التي أقلته إلى الرمادي مركز محافظة الأنبار غربي البلاد الثلاثاء لهجمات بالرصاص والقذائف من قبل تنظيم الدولة الإسلامية، بحسب مصادر أمنية.
وما زال للتنظيم جيوب في المدينة التي أعلن الجيش العراقي “تحريرها” بعد معارك دمرت 80% منها وحولتها إلى أطلال وخراب مع استمرار عمليات تفجير أوقعت خسائر جديدة بصفوف القوات الحكومية وتشكيك أميركي في السيطرة التامة.
وقالت مصادر أمنية عراقية إن تنظيم الدولة أطلق رصاصا على مروحيات كانت تقل العبادي إلى الرمادي، كما قصف التنظيم الموقع الذي هبطت فيه المروحيات قرب جسر القاسم جنوب غرب الرمادي، لكن المصادر أكدت أن العبادي والوفد المرافق له لم يتعرضوا لأي إصابات.
وقد نقلت قناة روداو الكردية عن مصدر في الجيش العراقي أن موكب العبادي تعرض لدى وجوده في منطقة جسر القاسم وسط الرمادي لقصف صاروخي، فانسحب من المنطقة.
وأفادت مصادر أمنية لوكالة رويترز بأن ثلاث قذائف هاون سقطت على بعد نحو 500 متر من مكان العبادي خلال الزيارة، وأوضحت المصادر أن رئيس الوزراء العراقي لم يكن في خطر لكنه اضطر لمغادرة المنطقة.
رسالة العبادي
وأفاد بيان صادر عن الحكومة العراقية بأن العبادي تجول في “مدينة الرمادي المحررة والمجمع الحكومي والجسر العائم واطلع على الأوضاع”. وأبلغ العبادي بحسب البيان، القوات العراقية أن “عودة الرمادي وتحريرها رسالة بأننا قادمون لتحرير الموصل” من تنظيم الدولة.
وقالت مصادر أمنية إن العبادي وصل الرمادي في مروحية وتجول في المدينة مع محافظ الأنبار وكبار مسؤولي الأمن في قافلة من عربات الهمفي، وعبر جسرا عائما استخدمته القوات العراقية لاستعادة السيطرة على وسط المدينة.
ونقلت وكالة الأناضول عن قائد العمليات الخاصة الثالثة التابع لجهاز مكافحة الإرهاب في وزارة الدفاع العراقية اللواء سامي كاظم العارضي أن العبادي تفقد “المناطق المحررة” بمركز الرمادي والمجمع الحكومي وسطها بعد رفعه العلم العراقي خارج المبنى.
وأشار إلى أن عددا من كبار قادة القوات العراقية والمسؤولين في وزارة الدفاع والشرطة رافقوا رئيس الحكومة في زيارته للاطلاع على سير العمليات والسيطرة على الأرض وانتشار القوات العراقية من جهاز مكافحة الإرهاب وشرطة الأنبار في مركز المدينة.
من جانبه كشف وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي أن 80% من مدينة الرمادي دمرت بفعل المعارك بين القوات الأمنية وعناصر تنظيم الدولة، مشيرا إلى مقتل أكثر من 800 عنصر من التنظيم وتفجير 56 عربة مفخخة خلال عمليات استعادة السيطرة على المدينة.
ونقل عن العبيدي خلال جلسة لمجلس الوزراء العراقي الثلاثاء، أن “مدينة الرمادي تبدو مدينة أشباح بسبب الدمار والخراب وعمليات التلغيم” من قبل تنظيم الدولة.
خطر وتعزيزات
في غضون ذلك قال المتحدث باسم قوات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة العقيد ستيفن وارن إن سيطرة القوات العراقية على وسط مدينة الرمادي لا تتعدى ثلث مساحته، وتنظيم الدولة لا يزال يشكل خطرا عليها.
من جانبها قالت مصادر عسكرية عراقية إن تعزيزات عسكرية تحركت باتجاه مناطق في شرق الرمادي تخضع لسيطرة تنظيم الدولة. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن قائد عمليات الأنبار اللواء الركن سعيد المحلاوي أن 500 مقاتل من أبناء العشائر المنضوية في الحشد الشعبي وصلوا قاطع شمال الرمادي للمشاركة في عمليات عسكرية لاستعادة جزيرة الرمادي “والإمساك بالمناطق المحررة هناك”.
ونفى المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب في العراق صباح النعماني في اتصال مع الجزيرة في وقت سابق سيطرة تنظيم الدولة سيطرة فعلية على أي حي من الرمادي وضواحيها، لكنه اعترف بوجود جيوب لأفراد التنظيم في مناطق داخلها، وأكد أنهم محاصرون ومكشوفون للأجهزة الأمنية وأنه سيتم القضاء عليهم قريبا.
وحسب تصريحات المسؤولين الأمنيين بشأن سيطرة القوات العراقية، فإن “جيوب” تنظيم الدولة منتشرة في أغلبية مناطق الرمادي وبما يعادل نحو 90% من المدينة، لكن السيطرة على المجمع الحكومي منحت القوات الحكومية دفعة معنوية مهمة.
من جانبه، رفض قائد جهاز مكافحة الإرهاب في العراق عبد الغني الأسدي تحديد سقف زمني لانتهاء المعارك داخل مدينة الرمادي، على الرغم من سيطرة القوات العراقية على المجمع الحكومي يوم الاثنين.
في غضون ذلك، أفادت مصادر للجزيرة بمقتل 11 جنديا “بهجوم انتحاري” نفذه تنظيم الدولة الثلاثاء في البوعيثة شمال الرمادي، في وقت أخلت فيه قوات جهاز مكافحة الإرهاب بالتعاون مع شرطة الأنبار 350 مدنيا كانوا محاصرين وسط المدينة.
كما أشارت المصادر إلى مقتل سبعة من قوات الطوارئ بتفجير منزل ملغم في حي الضباط جنوب غرب الرمادي. وأوضحت أنه تم تفجيره عن بعد من قبل تنظيم الدولة.
المصدر : الجزيرة + وكالات