هذه هي المقالة الأخيرة التي اكتبها في عام 2015.. هذا العام الذي لم يكن مثل العام السابق، فالأزمات ما زالت مستمرة منذ السنة الماضية، واضيفت عليها ازمات جديدة، مثل احداث 23 حزيران، وهبوط اسعار النفط، وبقاء تنظيم داعش لحد الآن، ويتوقع المراقبون بأن السنة القادمة لن تكون الامور فيها افضل من هذا العام، لكن كيف نستطيع مواجهة هذا الظرف؟
ان اكثرية المواطنين في كوردستان يودعون 2015 وهم غير متفائلين لأن هناك امور لم تفارقهم، فما زالت صور النساء الكورديات وهن يتعرضن للإهانات من قبل عناصر تنظيم داعش في 2014، أو مشهد السادة النواب وهم يجوبون في اروقة البرلمان وبدون اي نتيجة تذكر، أو عدم توزيع الرواتب المتأخرة للموظفين، ما زالت تعيش معهم.
وشهدنا هذه السنة مشاهد صادمة أخرى، مثل العثور على جثة الطفل آلان الكوردي الذي غرق قرب السواحل التركية في شهر ايلول الماضي، وايضا لا يمكن ان ننسى مشهد آباء وامهات اسرى قوات البيشمركة وهم يدعون من الله ان يفك اسر ابناءهم وان يرجعوا سالمين، هؤلاء الأبطال اللذين قام داعش بأسرهم وهم يقومون بالدفاع عن ارضهم وعرضهم في قوات البيشمركة الباسلة، او ننسى مشهد المحامي الكوردي في آمد والذي اغتيل لأنه كان يريد السلام.
ان هذه المشاهد لم تؤثر على الكوردستانيين فحسب، بل انها اثرت على جميع الشعوب في العالم، مع ذلك لم ننسى ما تعرضت له باريس من هجمة وحشية على يد عناصر داعش، والذي اسفر عن مقتل العديد من الأبرياء.
لا نستطيع ان نتوقع بأن لا تتكرر هذه المشاهد في خلال العام القادم، فمن المؤكد بأنه سوف يكون هناك "آلان" ثان ليغرق في احدى البحار، وسيكون هناك مقاتلون من البيشمركة قد يقعون في الاسر ويدعوا لهم اباؤهم وامهاتهم بالعودة سالمين، ومن الممكن ان يتعرض محامي كوردي اخر للإغتيال وهو يطالب بالسلام في كوردستان تركيا، ولكن هذا لا يعني ان لا نتمنى الخير، وان لا نحلم بأحلام سعيدة.
فبالنسبة لي، احلم بأن يجمتع رئيس اقليم كوردستان مسعود البارزاني مع رئيس حركة التغيير نوشيروان مصطفى، مثلما حصل في 23 من شهر حزيران وان تعود الامور لمجراها الطبيعي، واتمنى ايضا، ليس من الحكومة فحسب بل من المواطنين ايضا، ان يضعوا لأنفسهم خطة معينة امام التحديات الاقتصادية التي تواجهنا، واتمنى ايضا في هذا العام ان يتم الافراج عن المعارض الكوردي وزعيم حزب العمال الكوردستاني عبدالله اوجلان، وان يكون من ضمن الضيوف الذين يشاركون في مراسيم استقلال كوردستان.
في السنة القادمة، سوف اذكركم عن الاحلام التي تحققت وعن الاحلام التي لم تتحقق لي.
هذا المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب وليس له علاقة بوجهة نظر شبكة رووداو الاعلامية