أفادت هيئة الإذاعة الفنلدية أن الشرطة قلقة بشأن حالات التحرش الجنسي التي ارتكبها طالبو اللجوء. ويرى العاملون مع طالبي اللجوء أن أفضل وسيلة لتجنب مثل هذه المواقف هي زيادة التوعية. وتعتقد الشرطة أن حالات التحرش الجنسي غالبا ما تكون مسألة اختلاف ثقافي إذ من الممكن أن يُساء تفسير كلام المرأة أو سلوكها على سبيل المثال
وقد نظم ممثلو رابطة السكان في خريف هذا العام دورات تدريبية لطالبي اللجوء قدموا لهم فيها معلومات عن العلاقات الإنسانية في فنلندا، وعن العلاقات الجنسية، وكذا عن القوانين الفنلندية. ومع ارتفاع عدد طالبي اللجوء بوتيرة سريعة خريفَ هذا العام، ازدادت الحاجة إلى التوعية
تدفّق على فنلندا الكثير من طالبي اللجوء من العراق ومن أفغانستان مثلا، وهي بلدان يقل فيها التعامل بين المرأة والرجل بالمقارنة مع فنلندا. ويجدر الذكر أن طُرُق إظهار الاهتمام أو التودّد في بعض دول الشرق الأوسط قد تختلف عن فنلندا. فقد يفسر الوافد من العراق على سبيل المثال حديث المرأة معه دون حرج بأنه اهتمام واضح منها
وتشرح خبيرة التعددية الثقافية في رابطة السكان السيدة مينا زندكريمي بعض حالات سوء الفهم المحتملة قائلة
تقول السيدة زندكريمي: في الشرق الأوسط،قد يتبع الرجل المرأة إذا أعجب بها لمعرفة أين تسكن أو أين تدرس. وهذا بالنسبة له دليل على الاهتمام، ولكن هذا يعتبر تهديدا بطبيعة الحال هنا في فنلندا
وقد أفادت السيدة مينا زندكريمي أن دورات التدريب تحاول شرح طرق التعامل بين الرجال والنساء في فنلندا بلغة مبسطة
تقول السيدة زندكريم: الناس في فنلندا يحذرون الكلام عن بعض الأمور أكثر من اللازم أحيانا. غير أننا عندما وضّحنا هذه الأمور، لم يشعر أحد بالضيق أو الحرج. بل على العكس من ذلك، أراد المشاركون أن يعرفوا كيف ينبغي التعامل هنا في فنلندا
-يرحّب الملتقى الثقافي العراقي في فنلندا بالمزيد من التوعية
عبّر رئيس الملتقى الثقافي العراقي في فنلندا السيد حيدر الحلو بدوره عن قلقه بشأن احتمالات التحرش وسوء الفهم. وقد نظم المنتدى على مدار الخريف أنشطة حاول من خلالها مساعدة طالبي اللجوء على التأقلم في فنلندا. وبالإضافة إلى ذلك، فإن المنتدى يحاول التوعية بشأن طبيعة العلاقات الإنسانية في فنلندا أيضا. وقد أفاد الحلو أن أفراد المنتدى انخرطوا في مثل هذه المحادثات مع طالبي اللجوء بشكل يومي تقريبا"
يقول السيد حيدر الحلو: قد يسألني أحدهم مثلا هل يمكنه التقدم لخطبة المرأة الفنلندية من والدها. عندئذ، نشرح للسائل بطبيعة الحال أن الأمور في فنلندا تسير بشكل مختلف
ويضيف الحلو على سبيل المثال أن الابتسامة أو الدردشة مع الجنس الآخر يمكن أن تفسر في الثقافة العراقية على أنها علامة على الاهتمام. ويؤكّد الحلو أن توفير المعلومات أهم طريقة للحد من التحرش
يقول السيد حيدر الحلو: سبب سوء الفهم في الكثير من الأحيان ناتج عن عدم احتكاك هؤلاء الشباب بأي ثقافات أخرى من قبل. لهذا، فمن الأهمية بمكان توعية الشباب الفنلندي وطالبي اللجوء على حد سواء بالاختلافات الثقافية. من الضروري أن نتحدث عن الثقافة الفنلندية، وعن مكانة المرأة فيها
طالبو اللجوء هم بطبيعة الحال مجموعة متنوعة. فتجد أن للوافدين من البلد نفسه تصورات مختلفة عن الحياة الجنسية. وتتفاوت درجة الاختلاف كثيرا حسب المنطقة التي ينحدرون منها، وحسب درجة التدين، ومستوى التعليم على سبيل المثال
يقول الحلو: عندما نفسر مثلا دور المرأة في المجتمع الفنلندي نجد أن البعض يفهم الأمر بشكل أفضل، وقد يكون ذلك أمرا بديهيا بالنسبة للبعض، فيما يتفاجأ البعض الآخر بما يسمعه
الاغتصاب هو جريمة عنف، وليس سوء فهم
رئيسة قسم التعدد الثقافي في رابطة السكان السيدة مينا ساڤالا تقول إن طالبي اللجوء يطرحون أحيانا أسئلة مُلِحّة حول طرق التعامل في فنلندا. فقد سأل البعض مثلا عن الطريقة المناسبة للتعبير عن الإعجاب
وفي مقابلة أجرتها هيئة الإذاعة الفنلندية مع أحد رجال الشرطة، قال هذا الأخير إن حالات التحرش سجلت في المطاعم وفي الأماكن المجاورة لها. كما قالت مينا ساڤالا كذلك إن فهم ثقافة الحانات في فنلندا قد يصعب على الوافدين من بلدان أخرى
يتقول السيدة مينا ساڤالا: قد تجلس الفتاة على ركبتي الرجل دون أن يعني ذلك بالضرورة أنها تريد أي شيء آخر. وهذا قد يكون أمرا مربكا، تضيف مينا ساڤالا
وتؤكد مينا ساڤالا أيضا أن حالات الاغتصاب، كالتي حدثت في كيمبيلي، وما يشابهها من أفعال هي جرائم عنف. ولا ينبغي الخلط بينها وبين سوء الفهم الثقافي
وأضافت قائلة: تلك جرائم، وغالبية الناس لا تقدم عليها
مراكز استقبال اللاجئين تقوم بالعمل التوعوي بالفعل – يتم إعداد المزيد من المواد التوعوية
مراكز استقبال اللاجئين تمارس بالفعل العمل التوعوي بشأن الثقافة الفنلندية. فحسب دائرة الهجرة الفنلندية، توفّر مراكز استقبال اللاجئين مواد توعوية تُعرّف بخصائص الثقافة الفنلندية من جملة أمور أخرى. وتتطرق هذه المواد التوعوية كذلك للعلاقات الزوجية وعلاقات المساكنة والعلاقات الجنسية
ويقول منسق الاتصالات بدائرة الهجرة السيد ميكّو هاتينين: العمل التوعوي بشأن الثقافة والقوانين الفنلنديين جزء لا يتجزء من الحياة اليومية في مراكز استقبال اللاجئين. ومن بين القائمين على العمل التوعوي نذكر المؤطّرين، ورجال الشرطة الذين يزورون مراكز استقبال اللاجئين للحديث عن القوانين الفنلندية
وصل إلى فنلندا هذا العام عدد كبير جدا من طالبي اللجوء الأمر الذي شكّل تحديات خاصة للعمل التوعوي
دائرة الهجرة بصدد إعداد أفلام من شأنها إيصال المعلومات بشكل أسهل لأكبر عدد ممكن من الناس
ويضيف هاتينين: تم بالفعل تحضير مواد توعوية لهذا الغرض. أقصد أن ثمة حاجة لمثل هذه المواد
عائشة زيدان, هيئة الإذاعة الفنلدية