سورنة القرار أهم تحديات المعارضة -

آخر تحديث 2015-12-30 00:00:00 - المصدر: ايلاف

علي الابراهيم – ليال بشارة – محمد الحسن – صبري عبد الحفيظ – طلال الجاسر – بهية مارديني - حسن حاميدوي- جواد الصايغ

يبدو أن آفة الثورة السورية قادتها السياسيون، أو من تسلقوا سلم قيادتها، إذ فقدوا ثقة السوريين الذين لا طريق لهم إلا الاستمرار في التضحية حتى الخلاص من نظام قتل شعبه.

خاص – إيلاف: أقفلت سوريا عام 2015 على تطور شكل منعطفًا تاريخيًا في مسار أزمتها التي تبدو – بكل المقاييس – مستعصية. كان التدخل الروسي المباشر، على رؤوس الأشهاد، قمة التورط الخارجي الرسمي في الحرب "الأهلية" السورية المستمرة منذ خمسة اعوام، أتى لينقذ رئيس النظام السوري المتهالك بشار الأسد من خطر ما، تراوح بين خطر السقوط المدوي على حدود اللاذقية، بعد معارك إدلب والتقدم الكبير الذي أحرزه جيش الفتح، متعقبًا ضباط وجنود الأسد الهاربين، وبين خطر السقوط العلوي في فخ التشيع الأيديولوجي الذي تفرضه إيران أينما حلت، خصوصًا أن لا إيراني في سوريا اليوم يتوقف عن تعيير نظام الأسد بـ "لولا إيران وحزب الله لكنت سقطت في 2013".

إيران سبقت الروس إلى التدخل، إن مباشرةً بعسكرها وحراس ثورتها، أو مواربةً بشباب لبناني اقتاده حزب الله ذبائح على مذبح الأسد، ومذبح محور أثبتت مماعنته أن لا تجارة أربح من التجارة بالقضية... حتى تفتق الذهن عن التجارة بالدين.

أزمة قرار

كان 2015 قاسيًا جدًا على سوريا والسوريين، في حوضي النظام والمعارضة على حد سواء. ويبدو أن 2016 لن يكون أخف وطأة، خصوصًا أن القرار السوري ما كان بيد السوريين – فلتصمت يا سيرغي لافروف – ولن يكون. يقول المحلل والمعارض السوري فواز تللو لـ "إيلاف" إن الأميركي والروسي والإيراني يمسكون بالقرار السوري، "والباقون كومبارس كما الأوروبيين، أو متآمرون مع حلفاء النظام كما بعض العرب، أو عاجزون كما هم حلفاء الثورة السورية الذين يمسكون بقرار المعارضة السياسية من ائتلاف وتوابعه ويظنون انهم يمسكون بالثورة، بينما يقبضون على الريح"، بينما يعود المعارض كمال اللبواني إلى ما قبل الثورة، قال: "لم يشعر الشعب السوري أنه أنتج سلطة تمثله، وهذا أحد أسباب ثورته التي ستستمر طالما استمرت الوصاية والاستبداد، والنظام صنيعة استعمارية غربية تخلى عنه اسياده، فارتهن للإيرانيين والروس. أما ما يطلق عليهم تسمية المعارضة فهم مجموعة متدخلين لم يتم انتاجهم كقيادات وفق طرق انتاج القيادة المعروفة، التي ما تزال مغيبة رغبة في الهيمنة على القرار".

ولا يخالفهم ملهم الدروبي، القيادي الاخواني السوري، في ذلك، فيقول لـ"إيلاف": "لم تستطع جهة سورية أو دولية أن تمسك بالقرار السوري في الماضي، ويبقى الصراع المحلي والتجاذبات الإقليمية والدولية حول سورية قائمة، تشتد حينًا وتتقارب حينًا آخر، يبدو لي أن القوى الدولية ربما اقتربت من توافق ما حول سورية".  

وتقول ريما فليحان، الكاتبة السورية المعارضة والناشطة في حقوق الانسان وحقوق المرأة، لـ"إيلاف" إن استعادة السوريين قرارهم يكون بالبدء في المرحلة الانتقالية، "فطبيعة المرحلة الحالية لا يمكنها أن تتيح المجال للقرار الوطني ليأخذ مكانًا حقيقًا بالتاثير، باستثناء صمود السوريين الاسطوري، فهناك قوى أجنبية على الارض، وهناك فوضى سلاح، وقوى متطرفة وهناك قوى عسكرية عديدة متصارعه كل الفصائل المسلحة لم تصل إلى مرحلة الانسجام والتبعية لقيادة واحدة من جهة، ومن جهة أخرى حتى النظام السوري بات واحدًا من الميليشيات على الارض لا أكثر، وكل هذه تحديات تقف بوجه القرار الوطني، والحل هو بالانتقال من هذه المرحلة إلى مرحلة المرحلة الانتقالية، فتخرج القوى الاجنبية وتكون هناك قيادة واحدة للجيش فيتوحد الجميع ضد التطرف بموجب رؤية  بيان جنيف-1".

ويتحدث اللبواني عن كذبة كبيرة تخفيها كلمة معارضة، وخديعة يراد بها سرقة قرار الشعب السوري، الذي بقي بيد الدول الغربية التي تحرك الدول العربية الوكيلة لها في الملف السوري. ويرى تللو أن الفصائل العسكرية، بمختلف تصنيفاتها بين إسلاميين وجيش سوري حر، ستقبض على القرار السوري، "وإن كنت أرى إضعافًا حقيقيًا لداعش والنصرة، وربما نرى بروز مجلس قيادة ثورة حقيقي".

أي سوريين؟

يعلق عمر كوش، الكاتب والمحلل السياسي السوري، على كلام لافروف متسائلًا: "عن أي سوريين يتحدث؟ أهم السوريون بمن فيهم نصفهم الذين جعله إرهاب الأسد شهيدًا أو نازحًا أو لاجئًا أو مشوه حرب أو معوقًا، أم النصف الآخر الذي ينام ويصحو على صوت آلة القتل الأسدية، والموزع بين مؤيد للنظام، وبين رافض له، لكنه مُكره على البقاء في مناطق سيطرة النظام، ومحكوم بالقوة والترهيب؟"

أضاف لـ "إيلاف": "لا شك في أن لافروف يتحدث عن سوريين على قياس نظام الإجرام الأسدي الذي لا يختلف كثيرًا عن النظامين الروسي والإيراني، فهذه الأنظمة هي أنظمة إرهابية، تمارس ترهيب المدنيين السوريين في صور مختلفة، باسم مكافحة الإرهاب والتكفيريين، بينما هي في حقيقة الأمر داعمة  لهم أو متواطئة معهم، فللإرهاب الذي تمارسه هذه الأنظمة صوره متعددة، يجسدها قتل المدنيين السوريين من خلال المجازر الممنهجة التي مارسها النظام، واليوم تتولى هذه المهمة المقاتلات الروسية".

صفوف أمامية وخلفية

ويرى الخبير الاستراتيجي السعودي الدكتور على التواتي إن الإيرانيين أصبحوا الآن في الصفوف الخلفية في ما يخص القرار السوري، "وظهرت صراعات إقليمية كبيرة واستقطابات هائلة، دخلت فيها تحالفات إسلامية وعربية وغربية، وتحالفات سرية، واختلطت الأهداف وتقاطعت المصالح، فروسيا الآن لا تقف مع  النظام السوري  بقدر ما تقف مع نفسها، ومع آخر موطئ قدم لها في الشرق الأوسط بعدما فقدت العراق ومصر وليبيا وعدن التي كانت لها فيها قاعدة بحرية كبيرة، لذاك تعتبر ميناء طرطوس والقاعدة البحرية الروسية – خصوصًا بعد ضمها القرم -  منفذها الوحيد  إلى المياه الحارة، وبالتالي المسألة بالنسبة إلى روسيا صارت مسألة حياة أو موت، ولن تسمح موسكو لأحد أن يقعد على كرسي الرئاسة في دمشق ما لم يوقع أولًا على بقاء هذه القاعدة البحرية، فروسيا ليست هنا من أجل بشار، بل من أجل مصلحتها الإستراتيجية".

أما المعارضة السورية فرح الأتاسي فقالت لـ"إيلاف": "ما يجري من الآن مفصلي في تاريخ الثورة السورية، فكل السوريين يعلمون أن التوافق الدولي هو مفتاح الحل الطويل في سوريا، ويقولون إن الشعب السوري هو من يقرر مصير سوريا!! ويتحدثون أن الحل السياسي بيد السوريين الغائبين، سلطة ومعارضة وشعب، عن كافة دوائر صناعة القرار والتأثير!!"

تضيف: "نعم... اليوم كل العالم اصبح وكيلاً ومتحدثاً باسمنا نحن السوريين ونسمع اخبارنا على الشاشات او مجزءاً من مصادرنا ومن غيرنا".

المطلوب سورنة 

إن سورنة القرار الضائع أمر مطلوب، وبقوة، ويراه تلو قابلًا للتحقق من خلال إنشاء مجلس قيادة حقيقي للثورة السورية، يتألف من القوى العسكرية الكبيرة والمتوسطة باستثناء تنظيمات القاعدة، ويضم شخصيات اجتماعية مؤثرة من بعض رجال الدين وبعض الناشطين البارزين الإعلاميين وبعض الشخصيات المؤثرة وقلة من السياسيين الشرفاء ممن لم يكونوا جزءًا من هيئات سابقة فاشلة، يضعون جميعًا رؤية واستراتيجيا للحسم العسكري وشروطه، وطبيعة الحل السياسي المطلوب، يشكلون مكتب تنفيذي يخاطبون العالم من خلاله، وما على حلفاء الثورة إلا دعم هؤلاء ورفع الغطاء السياسي والمالي عن ما عداه.

ويتحمس الدروبي لهذا التساؤل، فيقول: "منذ أن باع حافظ  الأسد الجولان ليتسلم حكم سورية مقابل خيانته، ضاع القرار الوطني، وكان لدى بشار الأسد فرصة تاريخية بعد انطلاقة الثورة في آذار (مارس) ٢٠١١ حين عرضنا عليه في مؤتمر إسطنبول الاول في ٢٦ نيسان (أبريل) ٢٠١١ خطة إصلاح من تسع نقاط ليصلح الخلل المتفاقم ويحمي الوطن من السقوط في مهاوي الصراع، لكنه باع سورية لإيران مقابل حمايته من الثورة، ففشلت ايران وعصاباتها الطائفية  عابرة الحدود في حمايته، فباع الوطن ثانية للروس، ويظن بوتين أنه يستطيع كسر شوكة الثورة، يبدو لي أنه ربما بدأ يكتشف أنه كان واهمًا وأن ثمن التدخل في سورية أبهظ من أن تتحمله موسكو منفردة، وبذلك سيعود القرار قريبًا ليكون سوريًا بيد الثوار".

ديمقراطية وراية واحدة

يبدو اللبواني نظريًا أكثر، فيرى أن "لن يصبح القرار سوريًا إلا بممارسة ديمقراطية نزيهة محصنة ضد تدخلات المال والاعلام، تعطي للشعب فرصة حقيقية لتشكيل تياراته السياسية، وخوض غمار انتخابات نزيهة في مناخ من الأمن واحترام الحقوق، وهذا غير متوافر في ظروف الحرب، لذلك تمثيل الشعب بطريقة شرعية أمر صعب، والتمثيل الممكن هو للفصائل العاملة بانتظار عودة الأمن والحياة السياسية".

ويقول القيادي العسكري في جيش الفتح محمد معراتي لـ "إيلاف" إن السبيل الوحيد ليكون القرار بيد السوريين هو التوحد والعمل تحت راية واحدة، إضافة إلى ايجاد جسم سياسي يلبي مطالب السوريين ويكون إلى جانبهم في الداخل السوري، "فلسنوات عدة، بقيت الفجوة كبيرة بيننا كعسكريين وبين السياسيين في الخارج، لبعدهم وعدم معرفتهم الكاملة بمطالب الشعب في الخلاص من الأسد وبناء دولة العدالة والكرامة، اليوم نحن أوج ما نكون اليه هو التواجد لجانبنا والتعامل مع مطالبنا بشكل جدي".

أخطأوا وأصابوا

لا يمكن إنكار سوء حال الائتلاف الوطني السوري المعارض، ولا الأزمات المبدئية والمرحلية التي هزت الثقة السورية والاقليمية والدولية فيه، خصوصًا أن الأخطاء التي ارتكبها بعض أعضائه أثرت في مسار الثورة السورية نفسها. يعلق اللبواني على هذا الكلام: "السؤال يجب أن يكون أين أصاب الائتلاف لا أين أخطأ... هل تستطيعون أن تعطوني انجازًا واحدًا؟ مؤسسة واحدة نزيهة وغير فاسدة وغير فاشلة؟ الائتلاف كان كارثة على الثورة وعالة على الشعب وبوابة للهدر والتفريط، وما زال أداة منع قيام قيادة حقيقية للثورة".

أما تللو فيرى أن هذه الأخطاء تكمن في افتقاد الائتلاف أي رؤية واستراتيجيا، "وتركيز أعضائه على مصالحهم الشخصية، وبيع الوهم والكذب للسوريين مقابل تبني أهداف الآخرين الفاعلين من حلفاء للثورة او أعضاء مجموعة ’أصدقاء سوريا‘ لإرضائهم، بدلًا من تبني أهداف الثورة، في الحقيقة لا يوجد نجاح واحد ينسب لهم، فحتى في موضوح حكومة الخدمات فشلوا بعد أن غرقت في المحاصصة الشخصية والفساد، ويكفي لكي ننظر إلى فشلهم الإعلامي أمام النظام عالميًا، لنرى كيف يمثلون أسوأ محام لأعدل قضية".

من جانبه، يرى الدروبي أن المؤتلفين أخطأوا عندما توهموا أنهم وحدهم يمثلون الثورة واعتمدوا الباب المغلق، "وحين لم يترفعوا عن مصالحهم الخاصة إلى مستوى المصلحة الوطنية، وعندما علم بعضهم بوجود حصان طروادة بينهم وسكتوا عليهم، كما أصابوا في تداول السلطة من خلال انتخابات حقيقية".

أما الكاتب والمحلل التركي حمزة تكين فينصح – في تصريح خاص لـ "إيلاف" - الائتلاف السوري بأن يكون أقرب إلى الشعب السوري وأكثر إحساسًا بمعاناته، "وأن ينزل من قصره العاجي ليكون إلى جانب شعبه المظلوم، وإلا فلن يكون محل ثقة في أي مفاوضات قادمة".

عجِزنا

تقول فليحان: "أخطأ الائتلاف حين ترك بعض مكوناته تتصارع وتتجاذب القرارات متأثرة  بالصراعات الأكبر على مستوى دول اقليمية، وأخطأ حين فشل في الوصول إلى حالة المأسسة الحقيقة، حين كانت المكونات تتصارع وتقدم المصلحة الضيقة للمكونات وتوجهاتها على حساب المصلحة العامه، واستثني العديد من الشخصيات والوطنية والقامات السياسية التي حاولت وما زالت تحاول ان تصلح هذا الجسم، لكنه أصاب حين قبل بالدخول في المفاوضات، وحين مد يده للقوى السياسية والعسكرية لتوحيد الموقف".

المعارض السوري والرئيس السابق للائتلاف، عبد الباسط سيدا، قال لـ"ايلاف": "لم نول الاهتمام الكافي لأمور تنظيمية عدة، كانت ستشكّل أوراق قوتنا. فعسكريُا، وبعدما فُرضت العسكرة على الثورة، لم نتمكّن من بناء الجسم العسكري المنظّم، الملتزم سياسات المجلس الوطني ومن ثم الائتلاف، وإنما ظلّت العلاقة بيننا وبين القوى الميدانية مجاملاتية يشوبها العتب وعدم الرضا أحيانًا، وتتحدد غالباً ملامحها الفعلية استنادًا إلى حسابات الجهات الداعمة. وأفسح هذا الأمر في المجال لمجموعة من الذين استغلوا الفوضى الميدانية لتسويق أنفسهم والحصول على مواقع قيادية، ما أضعف الأداء غير المقبول أصلاً، وأدّى إلى ارتكاب المزيد من الأخطاء".

أضاف في نقد ذاتي: "داخليًا وإداريًا لم ننجز المطلوب، سواء في المجلس أو الائتلاف، ولم ننظّم الأمور كما كان يجب. وفي الكثير من الزيارات إلى الداخل كنا نواجه واقعًا لا بد من أن يعالج. فالمناطق المحررة كانت يحاجة إلى إدارة فعلية تحت مظلة المؤسسة المعترف بها شعبيًا ودوليًا، لكننا تقاعسنا لقصور ذاتي أولًا، ولنقص في الموارد المالية ثانيًا، مفسحين في المجال لمجالس إدارة محلية وهمية تحصل على إمكانات مادية لافتة من دون ضوابط تضمن النزاهة والجدية. وهكذا غدت مرتعًا للطفيليين ومقتنصي فرص الأزمات".

ويقول كوش لـ"إيلاف": "تشكيلات المعارضة السياسية لم تكن على قدر المسؤولية التي تتطلبها الثورة السورية، والائتلاف مجموعة شخصيات تنطعت للسياسة، وتفتقر أغلبيتها إلى أي فكرة عن السياسة وممارستها، فضلاً عن أن قسمًا كبيرًا من شخصيات المعارضة السورية جهلة لا يقرأون، ركبوا الثورة ولهثوا وراء المال السياسي".

فشل ففشل!

ينعي تللو الائتلاف، ويقول لـ "إيلاف" إنه انتهى بعد مؤتمر الرياض وظهور الجسم الجديد، "وبات مجرد هيئة يستنفع ويتعيش عليها أعضاؤه وتوابعه من هيئات، كما المجلس الوطني سيء الذكر، وأفضل ما يقدمه هو إعلان حله مع مؤسساته وتقديم جردة حساب سياسية شفافة، لكني لا أعتقد أنه يمكن انتظار مثل هذه الخطوة من هؤلاء، ولنتذكر أن لا احد منهم - سواء ممن خرجوا منه أو بقوا فيه - خرج يومًا علينا بموقف صريح واحد عما كان يدور في كواليس الاجتماعات الدولية المغلقة التي شاركوا فيها".

ويؤكد الدروبي أن الائتلاف لن يكون - فعليًا لا قولًا - الممثل الشرعي والوحيد للسوريين الذين يقاتلون الأسد، كما يقول اللبواني لـ "إيلاف": "سبق أن طالبنا بوضع آلية لانتاج جسد تمثيلي حقيقي منتخب بدل النادي المعين من مخابرات الدول، إن كان تحت مسمى المجلس الوطني، أو مسمى الائتلاف أو مؤتمر الرياض... لا فرق".

يضيف: "اقترحنا ذلك على الحكومة الموقتة ، لكن هذا القرار لم ولن يتخذ نتيجة تمسك كل عضو بكرسيه، وعدم رغبته في خدمة قضية الشعب، وعدم ايمانه بحق هذا الشعب وعدم وثوقه في أن أي اختيار حر سيبقيه في كرسيه، مع أنه من الطبيعي أن يكون هناك آلية اختيار وتجديد ومحاسبة ومراقبة لمن يمثلون ومن يفاوضون، لكن كل ذلك مغيب لأسباب أنانية استبدادية، وبدعم من الدول الراغبة في القبض على القرار الوطني".

يرى اللبواني الحل في أن يكون الائتلاف لجنة تحضيرية لتعتمد أفضل طرق تمثيل الثورة والشعب، ثم يستقيل افساحًا بالمجال لخروج ممثلين منتجين من الثورة.

ويرد احمد رمضان، عضو الائتلاف، في حديث إلى "إيلاف"، قائلًا إن الإتلاف يملك عنصر قوة: "التمثيل الشرعي للشعب السوري، وهذا أمر يجب ألا نضحي به لأنه مهم في الصراع، لكن الإتلاف لم يتمتع بالقدرة على العمل المؤسسي المحترف الذي يستفيد من قدرات السوريين كافة، ولا بالمرونة في تحددي الرؤيا المستقبلية السياسية، ليستطيع أن يتعامل مع كل المعطيات قبل حدوثها، وليس بعد حدوثها".