ساهمت طفلة فلسطينية في تغيير وجهة نظر الألمان تجاه قضية اللجوء، لا سيما بعد نقاشها المؤثر مع المستشارة أنجيلا ميركل، التي تعرضت لانتقادات لاذعة على خلفية الكلام التي توجهت به إلى ريم.
إعداد ميسون أبو الحب: هي فتاة غيرت الطريقة التي ينظر بها الالمان الى اللاجئين، اسمها ريم سحويل، وظهرت في التلفزيون الالماني امام المستشارة انجيلا ميركل وسألتها إن كانت سترحلها بالفعل من المانيا فأجابت ميركل: لا يمكن لكل من يرغب في البقاء هنا ان يبقى.
بعد هذا الحوار القصير، تعرضت ميركل الى انتقادات لجوابها، ثم ما لبثت ان فتحت الباب امام ما يقارب من مليون لاجئ.
عندما فتحت المستشارة انجيلا ميركل ابواب المانيا امام اللاجئين، جرت اوروبا كلها معها، ولكن موقف ميركل لم يكن هو نفسه عندما ظهرت على شاشة التلفزيون في منتصف تموز (يوليو) الماضي، وبدت غير مبالية تمامًا بمشكلة اللجوء والترحيل.
ظهرت ميركل في برنامج للاجابة على اسئلة يطرحها طلاب، وكانت ريم سحويل (14 عاما)، وهي فلسطينية وصلت الى المانيا قبل اربعة اعوام قادمة من لبنان برفقة اسرتها، تجلس في الصف الامامي.
مترددة
تحدثت ريم موجهة الحديث للمستشارة الالمانية بلغة المانية ممتازة، وقالت: "اريد ان اذهب الى الجامعة، من الصعب ان انظر الى الاخرين يستمتعون بحياتهم وانا لا استطيع، لا اعرف ما يخبئه المستقبل لي"، وبعد اشهر قالت ريم، التي تقيم مع اهلها في ضواحي بلدة روستوك، إنها كانت مترددة في التحدث، واضافت: "ولكن صديقتي قالت إن علي ان اتحدث وأنا لم أكن متأكدة من ذلك، كنت مترددة تمامًا".
وكانت اسرة ريم على وشك ان يتم ترحيلها بعد انتظار سنوات للموافقة على طلبهم باللجوء عندما ظهرت ريم في البرنامج التلفزيوني وتحدثت امام المستشارة التي اجابت "افهم تماما ما تقولين، ولكن، السياسة صعبة احيانا، هناك ألاف مؤلفة في معسكرات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ممن يريدون المجئ الى هنا ولا يمكننا الموافقة على مجيئهم كلهم".
وفي تلك اللحظة، اجهشت ريم بالبكاء وحاولت ميركل تهدئة خواطرها، ولكن منتقدي المستشارة قالوا إنها بدت بلا قلب، فيما قالت ريم لاحقًا إنها تقدّر صراحة ميركل، واضافت: "إنها انسانة لطيفة".
انتقاد
وطبعا نشر شريط الفيديو، حيث تظهر ريم مع المسشتارة على الانترنت، واعتبر الكثيرون ان الموقف تجاه ريم غير صحيح، فهي تتحدث بلغة المانية ممتازة، وهي طالبة مجتهدة جدا وتريد بناء حياتها في المانيا، وبعد ريم تصدر موضوع الهجرة لائحة الاهتمامات في المانيا.
وتعرضت ميركل الى انتقادات شديدة في الصحافة، بعضها لم يكن منصفا تماما، حتى بعد ان استقبلت المانيا عدد لاجئين اكبر من اي دولة اوروبية اخرى.
ومع تدفق اللاجئين توقعت المانيا استقبال اقل من نصف مليون بحلول نهاية 2015، ولكن وبعد الحوار مع ريم بأيام قليلة، ابلغها وزير الخارجية توماس دو ميزيير ان العدد قد يصل الى 800 الف شخص، وعندها خرجت تظاهرات يمينية في هايدنو قرب درزدن بسبب قرار بإنشاء مخيم لاجئين في المنطقة، وفي 26 آب (اغسطس) تعرض لاجئان الى اعتداء.
القرار
وعندئذ اتخذت ميركل قرارا من شأنه ان يغير كل شئ، فأمام تدفق اللاجئين وضغط اليمينيين وانقسام اوروبا، علقت المانيا بكل هدوء ترحيل السوريين الى الدول الاوروبية الاخرى التي قدموا منها حسب اتفاق دبلن، واعتبارا من تلك اللحظة، انفتحت ابواب المانيا امام السوريين.
في هذه الأثناء، كانت اسرة ريم في حيرة من امرها ولم تعرف مصيرها تماما، ووعد عمدة روستوك، رولاند ميثلنغ اعادة النظر في قضية ريم باهتمام كبير، حسب قوله، فيما قالت ريم لصحيفة ذا ستار: "كانت فترة صعبة واستغرقت وقتا طويلا"، ثم ما لبثت الامور ان بدأت تتغير وسمح للاسرة بالبقاء.
وتقول اسرة ريم إنها تعتبر نفسها محظوظة لحصولها على الموافقة، وتقر بأن ريم كانت وراء تحقيق هذه النتيجة.