رأى مراقب يتابع الشأن الإيراني أن القيادة في طهران تصرف وكأنها تخوض حرباً عالمية ضد أعداء "موهومين" لا يعيشون إلا في مخيلتها، ولاحظ المراقب "تصاعد الهوس الإيراني" في حروب الصواريخ طويلة المدى.
وفي توجيهات غير مسبوقة، اوعز الرئيس الايراني حسن روحاني لوزير الدفاع حسين دهقان بمواصلة برنامج انتاج انواع الصواريخ اللازمة للقوات المسلحة بسرعة وجدية اكبر وذلك ردا على ما قال إنه"مواصلة السياسات العدائية الاميركية وتدخلاتها اللامشروعة وغير القانونية".
كما أكد روحاني انه في حال تكرار مثل هذه الاجراءات الخاطئة والتدخلية من قبل اميركا فانه يتعين على وزارة الدفاع ومن خلال الاستفادة من كافة الامكانيات المتاحة العمل على توسيع قدرات البلاد الصاروخية.
وشدد الرئيس الإيراني على ان القدرات الدفاعية للجمهورية الاسلامية الايرانية هي عنصر استقرار وامن للمنطقة ولا تشكل تهديدا للاخرين بل مكرسة للدفاع عن سيادة واستقلال ووحدة التراب الايراني والتصدي لظاهرة الارهاب والتطرف المشؤومة وخدمة للمصالح الاقليمية والدولية المشتركة.
مئات الصواريخ
وفور نشر إيعاز روحاني لوزير الدفاع، تنادى قادة إيرانيون للحديث عن المنجزات الصاروخية، فقد أكد نائب القائد العام للحرس الثوري العميد حسين سلامي أن ايران تمتلك مخازن صواريخ ومئات الأنفاق الطويلة مليئة بالصواريخ و جميعها مستعدة للاطلاق دفاعا عن عزة واستقلال وحرية الشعب الايراني والمسلمين في العالم.
وفي كلمته قبيل خطبة صلاة الجمعة في العاصمة طهران، أشار سلامي الى أن ايران تمتلك مخازن صواريخ ومئات الأنفاق الطويلة مليئة بالصواريخ و جميعها مستعدة للاطلاق دفاعا عن عزة واستقلال وحرية الشعب الايراني والمسلمين في العالم.
وأوضح نائب قائد الحرس الثوري: لقد تعلمنا من التاريخ ان اي دولة اسلامية ضعيفة ستكون عرضة للهجوم والاحتلال والعدوان او الاذلال من قبل اميركا وبريطانيا والاستكبار ونحن نريد ان نبقى اعزاء ونضمن العزة والشموخ للشعب الايراني العملاق وجميع مسلمي العالم.
رضائي على الخط
ودخل القائد السابق للحرس الثوري وأمين مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي على خط "حكاية الصواريخ" فبعث برسالة الى الرئيس حسن روحاني أعرب فيها عن أمله بأن يبلغ مدى الصواريخ الايرانية أكثر من 5000 كلم قريباً.
واشاد رضائي في رسالته بموقف الرئيس الايراني في دعوته الى ضرورة تطوير وتعزيز القدرات الصاروخية للبلاد وقال ان السبيل الوحيد للتواجد المقتدر على صعيد العلاقات الدولية هو النهج الذي رسمه الامام الراحل الخميني في السياسة الخارجية وواصل قائد الثورة السيد علي الخامنئي السير عليه بقوة.
واعرب اللواء رضائي عن شكره وشكر رواد الدفاع المقدس للرئيس روحاني لاهتمامه بتطوير وتعزيز القدرات الصاروخية للقوات المسلحة ورده على الخطوات الاميركية الجديدة الرامية الى فرض حظر جديد على ايران.
واكد رضائي ان الدفاع عن المصالح الوطنية للبلاد ازاء النوازع التدخلية لاميركا لن يتم الا بالرد عليها الا بتوجيه صفعة قوية، وقال: ويبدو ان ساسة اميركا وبعد مضي اكثر من ثلاثة عقود على انتصار الثورة الاسلامية في ايران لايريدون الاعتراف رسميا باستقلال واقتدار ايران ويسعون الى التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد كما كانوا يفعلون ابان العهدين البهلوي والقاجاري.
مدى الصواريخ
وقال رضائي في رسالته انه وكما دفع عشرين الف جهاز للطرد المركزي الاميركان الى الجلوس عند طاولة المفاوضات ومهد مستلزمات الاعتراف رسميا بحق ايران في تخصيب اليورانيوم ، نامل ان يساهم دعم سيادتكم قريبا في رفع مديات الصواريخ الايرانية الى اكثر من خمسة الاف كيلومتر.
واوضح أمين مصلحة النظام بانه عقب رفع مديات صواريخنا الدفاعية الى خمسة الاف كيلومتر لتكون قادرة على ان تطال اهدافا منها القاعدة الجوية الاميركية في جزيرة دييغوغارسيا والتي انطلقت منها الهجمة الاميركية على طبس في ايران، فان اميركا ستندم على فعلتها وستعلم حينها انه لاجدوى من مثل هذه الاجراءات.
تخبط أميركي
وتابع : يبدوا ان اميركا تعيش حالة من التخبط في مواجهة الجمهورية الاسلامية الايرانية فهم كانوا يتصورن ان تنفيذ الاتفاق النووي سيمكنها ومن خلال الاعتماد على المتاثرين بالليبرالية من التغلغل الى داخل ايران عبر بوابة الاقتصاد ولكن يقظة قائد الثورة وانصاره وابنائه الواعين ومواكبة حكومتكم ومجلس الشورى الاسلامي احبط هذه المؤامرة الاميركية الجديدة في مهدها.
وختم رضائي رسالته لروحاني بالقول: ان اميركا المهزومة اليوم قد لجات الى خدعة جديدة بعض دعائمها فرض حظر جديد على ايران والابقاء على اسعار النفط منخفضة عبر الاعتماد على عملائها في المنطقة، مؤكدا اننا ننتظر من سيادتكم ان تبادروا الى تنفيذ برامج الاقتصاد المقاوم لكي يثبت لاميركا من جديد ان ايران قادرة على بناء اقتصاد نامي رغم الحظر المجحف المفروض عليه.