قال تنظيم الدولة إن عناصره تمكّنوا خلال يوم الجمعة فقط، السيطرة على أكثر من ثلاثين نقطة عسكرية في الرمادي، ومحيطها.
وفي التفاصيل، أعلن النظيم عن سيطرته على أكثر من عشر ثكنات للقوات العراقية قرب منطقة البوعيثة شمالي الرمادي، وذلك بعد تفجير اثنين من عناصره نفسيهما على المداخل المؤدية لتلك الثكنات، في كتيبة المدفعية.
كما أعلن التنظيم فرض سيطرته على جسر البوريشة شمالي غرب الرمادي، بعد اشتباكات عنيفة مع القوات العراقية، مشيرا إلى أن عناصره تمكّنوا من تدمير دبابة من نوع “أبرامز”، إثر استهدافها بصاروخ موجه من فوق الجسر.
وفي شمال الرمادي أيضا، قال التنظيم إنه سيطر على إحدى عشرة ثكنة للجيش بمنطقة الطراح، وذلك بعد تمكن عناصره من اقتحامها، وقتل جل من كان فيها، بالإضافة إلى إحراق أكثر من 100 آلية تابعة للجيش في المنطقة ذاتها.
وبالانتقال إلى شرق الرمادي، قال تنظيم الدولة إن عناصره سيطروا على خمس ثكنات للجيش في منطقة المضيق، حيث تم قتل عدد من جنود الجيش العراقي، واغتنام أسلحتهم.
أما في الجنوب، فقد أعلن التنظيم عن إبادته رتلا كاملا للجيش العراقي قرب منطقة الحميرة، إثر كمين محكم استُخدمت فيه مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، والمتوسطة، وفقا للتنظيم.
وأوضح التنظيم أن عناصره تمكّنوا خلال الكمين من تدمير جميع آليات الرتل، بالإضافة إلى تدمير دبابة “أبرامز”، وثلاث عجلات من نوع “همر”، عدا عن قتله العشرات من الجنود، والضباط، وفقا للرواية الرسمية لتنظيم الدولة.
وفي جنوب الرمادي أيضا، قال التنظيم إنه سيطر على ست ثكنات للجيش العراقي قرب نفس البو عبد الرزاق، حيث تم قتل عدد من الجنود، فيما تمكّن البقية من الفرار، وفقا لرواية التنظيم.
وبالعودة إلى شمال المدينة، فقد أعلن تنظيم الدولة قصفه تجمعات أخرى للجيش العراقي قرب جسر البوعثية، موثقا إعلانه ببث صور تظهر لحظة القصف.
وفي وقت لاحق من مساء الجمعة، بثّت وكالة “أعماق” التابعة لتنظيم الدولة مقطعا مصورا، يظهر تقدم مقاتلي التنظيم في محيط المجمع الحكومي وسط الرمادي.
وأظهر التسجيل جانبا من الدمار الهائل الذي لحق بمباني المدينة، في حين لا تزال الاشتباكات جارية بين الطرفين.
إلى ذلك، أعلن قائد شرطة الأنبار اللواء هادي رزيج، الجمعة، اعتقال 30 عنصرا من تنظيم الدولة، بينهم قياديين، قائلا لقناة “السومرية نيوز” إن القبض عليهم تم في أثناء محاولتهم الهروب من الرمادي، والخروج مع الأسر التي لجأت للقوات الأمنية في المجمع الحكومي ومركز الرمادي.
كما قال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس قضاء الخالدية بمحافظة الأنبار إبراهيم الفهداوي، إن القوات الأمنية، والاتحادية، وقوات الرد السريع، إضافة إلى مقاتلي العشائر في الحشد الشعبي، تمكنوا من إحباط هجوم لتنظيم الدولة على خط الصد للقوات الأمنية شرق الرمادي.
ولم تخف القوات العراقية أن تنظيم الدولة شنّ هجوما كبيرا على مقر الفرقة العاشرة شمال مدينة الرمادي، قائلة إنها تمكنت من تفجير ست مركبات مفخخة وقتل عدد من “الانتحاريين” الذين يرتدون أحزمة ناسفة، وذلك بمشاركة مع القوات الأمنية من الجيش وفوج 11 طوارئ شرطة الأنبار، ومقاتلي العشائر في الحشد الشعبي، إضافة إلى إسناد من طيران التحالف الدولي.
وكان حميد الدليمي قائم مقام الرمادي أعلن أمس الخميس، عن دخول القوات العراقية إلى أربع مناطق في شرقي المدينة، وهي الجمعية والبوعلوان والإسكان وشارع 17.
وأشار مراقبون إلى أن الأيام القادمة ستشهد معارك شرسة للغاية بين الطرفين، لا سيما أن تنظيم الدولة عمل على مدار اليومين الماضيين لإلحاق الخسائر المادية الكبيرة في صفوف القوات العراقية، وتمثل ذلك في إحراقه لمئات الآليات، دون تحمل عناء نقلها إلى مناطق سيطرته.
ووفقا لمراقبين فإن “القوات العراقية من غير المستبعد أن تصطدم بجنود أعدوا أنفسهم لتفجيرها في أي وقت”، لا سيما أن تنظيم الدولة يعتمد على “الانتحاريين” في معاركه الحاسمة، مثل الرمادي الآن.