مُلخّص الأمن الإسرائيليّ للسنة الماضية: اختفى الاتفاق النوويّ مع إيران والأزمة الأمنيّة أتت من حيث لم يتوقّع نتنياهو والإسرائيليون.. الانتفاضة الثالثة

آخر تحديث 2016-01-02 00:00:00 - المصدر: راي اليوم

الناصرة – “رأي اليوم”- من زهير أندراوس:

تحت عنوان الأمن الإسرائيلي لعام 2015: من النوويّ إلى السكين، قال موقع (المصدر) الإسرائيليّ إنّ العام 2015 بدأ، بالنسبة للأمن الإسرائيلي، بقرع طبول الحرب فيما يتعلق بمشروع إيران النووي، لكنّ صوت الطبول خفت مع انطلاق المواجهات مع الفلسطينيين، وانتشار عمليات الطعن والدهس، على حدّ تعبيره.

وتابع الموقع قائلاً إنّ مَنْ تابع الخطاب الأمني في إسرائيل مطلع العام 2015، لا بد أنه رأى أن ّ”النووي الإيراني” احتل حيّزًا كبيرًا في صفحات الإعلام الإسرائيلي، ورسائل السياسيين الإسرائيليين، وعلى رأسهم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي بذل جهودًا كبرى لعرقلة الاتفاق، حتى وصل الأمر إلى حدّ المواجهة مع الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إلا أنّ الاتفاق أبرم في نهاية الأمر، والأصعب من ناحية إسرائيل، شدّدّ الموقع على أنّ أن “الأزمة” الأمنية أتت، في نهاية العام، من حيث لم يتوقع نتنياهو والإسرائيليون، على حدّ تعبيره. فسرعان ما خفّ الهاجس الأمني الكبير من القنبلة النووية ليتبدل بمواجهات عنيفة في الأراضي الفلسطينية.

فبعد حرق عائلة الدوابشة من قرية دوما، وتصاعد الحديث الفلسطيني عن تغيير الوضع في المسجد الأٌقصى، واستمرار انسداد المفاوضات السياسية وعدم الثقة السائد بين نتنياهو وعباس، اندلعت “الانتفاضة الثالثة”، أو “الهبة” كما سمتها الصحافة الفلسطينية، وتمثلت بعمليات فردية نفذها فلسطينيون دون الـ18 في معظم الأحيان، مليؤون بالكره، وعازمون على تنفيذ عملية طعن أو دهس لقتل إسرائيليين، للارتقاء إلى منزلة الشهيد، حسبما ذكر. وبين الاتفاق النووي وانتفاضة السكاكين، قال الموقع، ذهب الإسرائيليون، شهر مارس (آذار) من هذا العام، إلى صناديق الاقتراع ليختاروا مجددًا بنيامين نتنياهو رئيسًا للحكومة، وبفعل هذا، راوح الخاطب الأمنيّ مكانه. فقد واصل نتنياهو هجومه على الاتفاق النوويّ المبرم بين إيران والدول العظمى، واصفّا إياه اتفاقّا سيئًا، وموضحًا أنّ الخيار العسكريّ ما زال على الطاولة.

ومن ناحية نتنياهو ومستشاريه، أشار الموقع، لم يكن “الفلسطينيون” قضية ملحة، فقد انحصر الصراع مع رئيس السلطة الفلسطينية في حربه الدبلوماسيّة ضد إسرائيل، رغم حديث جهاز الأمن الإسرائيليّ عن أنّ الوضع في الأراضي الفلسطينية آخذ بالغليان، قال الموقع، المُقرّب من دوائر صنع القرار في تل أبيب. والآن، أردف الموقع، ونحن نُلخّص العام المنتهي، نكاد لا نسمع عن الاتفاق النوويّ، إنما يركز حديث السياسيين الإسرائيليين على “الإرهاب” الفلسطيني، ورفض الادعاءات التي تروّجها السلطة وأدواتها الإعلامية حول “تدنيس الأقصى”، والتحريض ضدّ الإسرائيليين.

ونتنياهو الذي كان يتحدث في الصباح والمساء عن إيران، يكاد لا يذكرها. وبرأي الموقع، هناك ثمة شيء آخر ملفت من ناحية الأمن الإسرائيليّ هذا العام، هو أنّ القيادة السياسية والأمنية في إسرائيل، لم تنظر إلى تنظيم الدولة الإسلامية، داعش، الذي شغل العالم والدول الكبرى خلال هذا العام، إذ شكّلت الولايات المتحدة تحالفًا دوليًا مع دولٍ عربيّةٍ وأجنبيّةٍ للقضاء على التنظيم الإرهابي- على أنّه تهديد استراتيجيّ على أمن إسرائيل. وخلُص موقع (المصدر) إلى القول إنّه بما أنّ الحديث يدور عن الأمن الإسرائيليّ، فلا بُدّ من الذكر أنّ العام شهد تغييرًا في القيادة العليا للجيش الإسرائيليّ، حيث تولى منصب رئيس هيئة الأركان، غادي أيزينكوت، خلفا لللجنرال بيني غانتس.

وقد سمح أيزنكوت بدخوله المنصب، بتعميم وثيقة أمنية رفيعة تعرّف وظيفة الجيش الإسرائيلي، وتحدد أهدافه العسكرية وطرق تحقيقيها، بالإضافة إلى أنّ نتنياهو اختار تعيين مستشاره للأمن القوميّ، يوسي كوهين، رئيسًا لجهاز الموساد (الاستخبارات الخارجيّة)، خلفًا لتامير باردو، الذي أنهى فترة ولايته دون أنْ يطلب منه رئيس الوزراء تمديدها.

علاوة على ذلك، فقد تمّ تعيين نائب رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، روني الشيخ، مفتشًا عامًّ للشرطة الإسرائيليّة، والشيخ هو أوّل رجل شاباك يتبوأ هذا المنصب، علاوة على كونه متدينًا، وينتمي إلى الصهيونيّة الدينيّة، وهو من أصولٍ يمنيّةٍ.