لماذا تحررت الانبار ارضا محروقة ؟!!

آخر تحديث 2016-01-02 00:00:00 - المصدر: وكالة نون الخبرية

بقلم:تيسير سعيد الاسدي

عندما ترى الانبار وقد تحررت كارض محروقة من داعش فاعلم ان الطائرات الامريكية التي ساهمت بشكل فاعل في طرد الدواعش قد نفذت وبشكل دقيق مرحلة ما بعد داعش،وهي مرحلة انشاء الاقليم السني السيي ء الصيت الذي سيكون خيار العراقيين بينه وبين دولة داعش بالموصل؟!
انتصار الرمادي لم يكن انتصارا نظيفا كما وصفه بعض السياسيين، إذ ان الرمادي تحولت الى ركام والبنى التحتية تدمرت لذلك فأن المشكلة المقبلة ستكون اكثر تعقيدا وصعوبة من اخراج داعش.
أي السادة الكرام اننا اليوم امام مرحلة حرجة والمتصدين مركزيا ومحليا هم في قمة الغباء السياسي هدفهم الاول السيطرة على الاموال ودعم شركاتهم واليذهب العراق الى الجحيم ؟!!
من يسمون انفسهم قادة السنة بدؤا يهرولون ويزحفون باتجاه البيت الابيض للحصول على ما يستطيعون الحصول عليه من اسيادهم الجدد في الوقت الذي يخوض اعضاء البيت الشيعي السياسي صراعات شخصية على السلطة والنفوذ بعيدة عن مصلحة المواطن وبدعم اقليمي من هنا وهناك،اما الحكومة العراقية فهي لاتستطيع ان تنئأ بنفسها عن حرب المحاور، وعمليا الحكومة العراقية استجابت للمحور الاميركي اكثر من استجابته للمحور الاخر حيث سمحت الحكومة العراقية لامريكا بأن تكون موجودة في سماء العراق وفي ارضه على مستوى المدربين والمستشارين في حين لم تسمح الحكومة للتحالف الرباعي على الرغم من الحاح الاخير بضرورة المشاركة في الحرب ضد داعش؟!
الذي يجري ايها السادة الكرام اننا كبلد موحد منذ الاف سنين امام مرحلة حرجة تسهدف وحدته وسط صراع عوائل سياسية جاءت بمباركة ودعم دولي واقليمي تتلاعب بمصير العراق وسط غياب الرؤية السياسية وقراءة الواقع الدولي والاقليمي على اساس الفعل ورد الفعل بخصوص الصراع الدائر على السلطة والنفوذ بين القوى السياسية كافة.
ما يجري ايها السادة من صراع هو تقسيم ديموغرافي طائفي تتزعمه امريكا هدفه ايران ونظامها السياسي الداعم لحزب الله وبالتالي فمن اجل عزل الدعم الايراني عن الوصول الى حزب الله في لبنان وخنق ايران لابد من انشاء جدار طائفي سواء كان داعشيا بالموصل ام اقليما سنيا في غرب البلاد تتبنى قطر ودول خليجية اخرى انشائه وبنائه من اموالها ويكون ولاء قيادات هذا الاقليم المستقبلية لتلك الامارات الخليجية وهذا السيناريو هو واحدة من الاهداف الاستراتيجية التي ترمي اليها الولايات المتحدة الاميركية.
وانا ارى ان ما جرى مع الصيادين القطرين واحتجازهم كرهائن وخاصة ان اغلبهم امراء من العائلة الحاكمة اعتقد انها ورقة ضغط سياسية مارستها ايران من خلال اذرعها المسلحة بالعراق.
ما اراه ان تحرير الموصل وشيك وليس مشكلة ولكن ما يجري خلف كواليس المسرح من (عادات سرية) ومفاوضات هي المشكلة؟! ما سيجري في البداية من مفاوضات من قبل اميركا وتركيا ودول خليجية مع قادة سنة والحكومة الاتحادية من اجل اقامة الاقليم واذا لم تنتج هذه المفاوضات والحوارات لما يراد له بطبيعة الحال سوف تستمر المشكلة ويستمر التواجد الداعشي في الموصل لمواصلة الضغط على مختلف الاطراف للقبول بالنتيجة في خيار الاقليم"
ايها السادة اننا بحاجة الى وعي سياسي وقراءة لما يجري من اجل انقاذ العراق من التفكيك القادم، وركل الاغبياء المحليين والمركزيين من رجال (النصف السفلي) المتنفذين بالبلاد والاحزاب التي تبني امبراطورياتها العائلية على واقع بلد اجمع العالم على تقسيمه ؟! اللهم اني بلغت اللهم فاشهد.
[email protected]