فورين بوليسي: ما هي أضخم قضايا فساد في 2015

آخر تحديث 2016-01-02 00:00:00 - المصدر: ساسة بوست

بين رشاوى في صورة ماشية وأموال حصل عليها القضاة في غانا نظير تقليل مدة العقوبة للمتهمين، وفضائح الفساد الدولية في كرة القدم، ساعات الرولكس وأندية العطلات في الأمم المتحدة.شهد عام 2015 العديد من فضائح الفساد الضخمة التي طالت قادة عالميين، قضاة مرموقين، ومسئولي إدارة لعبة كرة القدم عبر العالم، ترصد فورين بوليسي أضخم هذه الفضائح.

1. الفيفا

لم يسلم الاتحاد الدولي من فضائح الفساد هذا العام، بل تورط في شبكة واسعة من الفساد لا يمكن تحديد نقطة بدايتها أو نهايتها، أو حتى كم الأموال الفاسدة التي دخلت في تلك العمليات. في مايو الماضي، وبعد الكثير من التحقيقات المطولة التي قادتها الولايات المتحدة الأمريكية ووزارة العدل الأمريكية، أوضحت النتائج التي أظهرها مكتب التحقيقات الفيدرالي تورط 14 مسئول رسمي في الفيفا بين حاليين وسابقين في عمليات فساد مستشري ونظامي وذي جذور عميقة.

بعد سبعة أشهر، في ديسمبر الماضي تحديدًا، تم الإعلان عن تورط 16 مسئولًا آخرين في الفساد وتقاضي الرشاوي. على رأس المتهمين كان رئيس الفيفا السيد سيب بلاتر ورئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ميشيل بلاتيني، واللذان تمت معاقبتهم بالحرمان من ممارسة أي نشاط يخص كرة القدم لمدة ثمان سنوات حيث تم اتهام بلاتيني بدفع رشوة قدرها 2 مليون دولار لبلاتر في 2011.

التحقيقات الأمريكية كان هدفها بالأساس التحقيق بشأن حصول روسيا وقطر على تنظيم بطولتي كأس العالم القادمتين، والتأكد من عدم حصول أعضاء الفيفا على رشاوى لاختيار الدولتين. قادت الأدلة إلى وجود عمليات فساد في الفيفا تتجاوز هذا الأمر بكثير بما فيها عمليات بيع المباريات وتقاضي الرشاوى وغيرها وشملت مسئولين في أوروبا وأمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية.

2. نيجيريا

عندما فاز الرئيس النيجيري محمدو بوهاري بمقعد الرئاسة في مايو الماضي، سرعان ما أعلن عن اكتشافه عن عمليات فساد ونهب تقدر بـ 150 مليار دولار خلال السنوات العشر الماضية فقط. تعهد الرئيس الجديد والجنرال السابق ببذل كل ما يمكنه من جهد للكشف عن مكان هذه الأموال، وفي نوفمبر الماضي، زعم أنه استطاع تتبع جزء منها، ويعود إلى فترة إدارة سلفه، كما أمر بإلقاء القبض على سامبو داسوكي، المستشار الأمني للرئيس السابق جودلاك جوناثان في 17 من نوفمبر الماضي؛ لاتهامه بالاستيلاء على مبالغ تقدر بـ2 مليار دولار من أموال الدولة تحت مسمى محاربة تنظيم بوكو حرام.

وفقًا لبوهاري، فإن داسوكي قام بتعاقدات وهمية للكثير من الإمدادات العسكرية التي تشمل طائرات مقاتلة وطائرات هليكوبتر وعدة أسلحة أخرى، وأن هذه المعدات العسكرية لم تدخل البلاد أبدًا، حيث ترى الإدارة الجديدة أن داسوكي قام بالاستيلاء على هذه الأموال.

3. ماليزيا

تزامنًا مع زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لماليزيا في نوفمبر الماضي، كانت البلاد في وسط أزمة فضائح فساد كبرى. في يوليو الماضي، نشرت جريدة وول ستريت تقريرًا يوضح بأن 700 مليون دولار من أموال الدولة قد تم الاستيلاء عليها بواسطة رئيس الوزراء الماليزي نجيب رزاق، وأنه تم نقلها إلى حسابه البنكي. تم ربط رزاق بشكل مباشر بتحقيقات تخص شركة تطوير مملوكة للحكومة، كانت تهدف لتحويل كوالالمبور إلى مركز مالي مزدهر. نجيب وصف هذه التحقيقات بالغير دقيقة، وتعامل مع هذه الادعاءات باستخفاف، وزعم أن تلك الأموال جاءت إلى حسابه من خلال تبرعات شخصية، ولكن التحقيقات كشفت عدم صحة هذا الأمر. يزعم الرئيس الأمريكي أنه قد فتح موضوع الفساد في جلسة خاصة مع نجيب، ولكنه علنًا لم يملك، إلا أن يدعو الحكومة إلى أن تكون أكثر شفافية وانفتاحا في كشف وتتبع الفساد.

4. الهندوراس وجواتيمالا

خلال فصلي الربيع والصيف الماضيين، اجتاحت المظاهرات المعارضة دولتي أمريكا الوسطى هندوراس وجواتيمالا، حيث طالب المحتجون إعادة انتخاب رئيسي البلدين. في جواتيمالا، تصاعدت الاحتجاجات نتيجة لتحقيقات دولية كشفت عن عمليات رشاوى داخل البلاد نظير تقليل الرسوم الجمركية. أما في الهندوراس، فقد اتُهِم المدير السابق لمؤسسة الضمان الاجتماعي القومية مع عدد من المسئولين الآخرين المرموقين بمنح عقود وهمية بقيمة 200 مليون دولار لعدة شركات، جزء من تلك الأموال تم ربطه بحزب رئيس الجمهورية خوان هرنانديز.

5. القضاة في غانا

على مدار عامين، عمل الصحفي الاستقصائي أريمياوأنس على إخراج فيلم تقوم فكرته على لقطات قام برصدها خلال جولاته داخل أروقة المحاكم الغانية، أظهرت علاقات غير شرعية بين الكثير من المتهمين والقضاة، وتقاضى القضاة لرشاوى نظير تقصير مدة العقوبة للمتهمين. ومن خلال الكاميرا، يقول أنس بأنه تمكن من ضبط 32 قاضيًا أثناء تقاضي عروض الرشاوى، والتي كان بعضها في صورة ماشية تقدم كهدية للقاضي. في أكتوبر، وبعدما نشر أنس فيلمه الوثائقي، قامت الدولة باستبعاد عدد كبير من القضاة المرموقين والذين وصفهم المجلس القضائي في البلاد بالواجهة السيئة، واتهمهم بسوء التصرف.

هذه الأعمال لم تكن لترصد، لولا هذا الصحفي أنس الذي جعل مهمته الصحافية الأساسية هي كشف وفضح فساد المؤسسات الرسمية في بلاده، حيث يزعم أنه مازال لديه المزيد والمزيد من الفضائح التي تخص القضاء في غانا. في 21 ديسمبر الماضي، تم إجبار الـ32 قاضيًا المدانين على التنحى.

6. الجمعية العامة للأمم المتحدة

في أكتوبر الماضي، قام أعضاء النيابة العامة بتوجيه التهم لجون آش، الرئيس السابق للأمم المتحدة  وسفير الأمم المتحدة في أنتيجوا وبرمودا، اتُهم آش تحديدًا باستخدام منصبه الدبلوماسي في تحقيق الربح السريع. تزعم التحقيقات أيضًا أن آش قد تقاضى رشاوى مقدارها مليون دولار من رجال أعمال صينيين أرادوا بناء مركز مؤتمرات للأمم المتحدة يقدر بمليارات في مدينة ماكاو الصينية. لم يتوقف تورط آش في الفساد مع رجال الأعمال الصينيين عند هذا الحد، حيث تم اتهامه بتقاضي 800 ألف دولار في صورة رشوة أيضًا لدعم صفقات تجارية صينية في أنتيجوا، وقام بإعطاء جزء منها لرئيس وزراء أنتيجوا.

تقول الإدعاءات أيضًا بأن آش قد حصل على الكثير من الأموال نظير تسهيلات يقدمها. حيث من خلال هذه الأموال قام بشراء سيارة بي إم دبليو جديدة بقيمة 40 ألف دولار، وقام ببناء ملعب خاص لكرة السلة داخل منزله بتكلفة 30 ألف دولار، وقام بشراء عدد من ساعات روليكس باهظة الثمن بقيمة 54 ألف دولار، وانضم إلى نادي للعطلات كلفه 69 ألف دولار، بالإضافة إلى رفاهيات أخرى.

هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».