فرصة إيرانية لوأد علاقات وليدة بين الرياض وبغداد

آخر تحديث 2016-01-02 00:00:00 - المصدر: موسوعة العراق

دبي ـ تقود طهران وبغداد ما يشبه جوقة موحدة في حملة تنديد ممنهجة بإعدام رجل الدين السعودي الشيعي نمر النمر، وهي حملة يقول مراقبون إنها تمثل تدخلا سافرا في شؤون السعودية مهما كانت المبررات المسوغة لها.

وبلغت الحملة أوجها بدخول المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على خط التصريحات النارية، فيما يبدو أن أعداء عودة العلاقات الدبلوماسية بين بغداد والرياض في الداخل العراقي وخارجه يتجهون لقطعها في المهد وهي التي عادت قبل نحو اسبوعين بعد نحو ثلاثة عقود من القطيعة.

ونشر خامنئي في حسابه على تويتر رسالة تشيد بالنمر، لينضم إلى جوقة المنددين بالإعدام في إيران وخارجها.

وقال التعليق الذي نشر في حساب خامنئي باللغة الإنكليزية على تويتر وبجواره صورة للنمر “الصحوة لا يمكن قمعها”.

وحملت صفحة خامنئي أيضا صورة تقارن بين السعودية وتنظيم الدولة الإسلامية، في إشارة إلى أن الجانبين يقومان بإعدام المعارضين.

وفي بغداد، قال رئيس الوزراء حيدر العبادي إن إعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر في السعودية سيكون له تداعيات على أمن المنطقة.

وأضاف العبادي في حسابه الرسمي على فيسبوك “سياسة تكميم الأفواه وتصفية المناوئين لن تجلب إلا مزيدا من الدمار والخراب”.

وتابع العبادي إنه يشعر “بأسف بالغ وصدمة شديدة” بعد تلقيه نبأ تنفيذ حكم الإعدام.

ومضى يقول “إن التعبير عن الرأي والمعارضة السلمية هما حقان أساسيان من حقوق الإنسان تكفلهما الشرائع السماوية والقوانين الدولية وإن انتهاكهما يؤدي إلى تداعيات على الأمن والاستقرار والنسيج الاجتماعي لشعوب المنطقة”.

وطالب قادة عراقيون من جهتهم، السبت بإغلاق السفارة السعودية التي اعلنت السعودية عن افتتاحها الجمعة في بغداد، ردا على تنفيذ حكم الاعدام برجل الدين الشيعي نمر النمر في السعودية التي اشتدت مؤخرا وتيرة الأزمة بينها وبين ايران في أكثر من ملف إقليمي ساخن.

واعلنت وزارة الداخلية السعودية السبت في بيان اعدام 47 شخصا ادينوا بالارهاب بينهم النمر الذي وقف وراء هجمات دامية ضد الشرطة ومصالح حكومية في المنطقة الشرقية.

واعيد افتتاح السفارة السعودية في العراق في 15 كانون الثاني/ديسمبر، بعد ربع قرن من انقطاع العلاقات بين البلدين اثر غزو العراق للكويت، وباشر السفير الجديد في بغداد عمله منذ ثلاثة ايام فقط.

وظهرت خلال 2015 بوادر تحسن في العلاقات بين العراق ودول الخليج عموما بعد ان كانت متوترة لسنوات خلال عهد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي (2006-2014) الذي اتهم باعتماد سياسات طائفية اقصائية همشت السنة.

وتنحى المالكي عن السلطة في آب/اغسطس اثر ضغوط دولية وعراقية حملته مسؤولية سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية على مساحات واسعة من شمال العراق.

وفي ديسمبر/كانون الاول، زار رئيس الوزراء العراقي الإمارات والكويت، في خطوة تهدف على ما يبدو الى انتهاج سياسة جديدة تجاه دول الخليج.

لكن تصريحات المسؤولين العراقيين السبت حول اعدام النمر جاءت متماشية تماما مع الموقف الايراني، حتى ان بعضها متشابه حرفيا.

وقال خلف عبد الصمد رئيس كتلة الدعوة في البرلمان العراقي ان “اعدام الشيخ النمر سيخلف عواقب وخيمة ونهاية حكم آل سعود، وان هذه الجريمة ستجلب النقمة على بلادهم”.

وقبل ذلك بساعات قال آية الله أحمد خاتمي عضو مجلس خبراء القيادة في إيران في مقابلة مع وكالة مهر الإيرانية للأنباء إن تنفيذ الحكم سيؤدي الى زوال الدولة السعودية.

ونقلت الوكالة عنه قوله “لا يراودني شك في أن هذه الدماء الطاهرة ستلطخ أسرة آل سعود وستمحوها من صفحات التاريخ.”

ودعا عبدالصمد الذي ينتمي رئيس الحكومة حيدر العبادي وسلفه نوري المالكي الى نفس الحزب الى “غلق السفارة السعودية وطرد السفير وإعدام كافة الارهابيين السعوديين المتواجدين في السجون العراقية” الذين يبلغ عددهم حوالي ستين، وفقا لمتحدث باسم الحكومة العراقية.

ونقل الموقع الإلكتروني للسومرية عن قاسم الأعرجي -وهو قيادي في منظمة بدر الموالية لايران والتي تضم فصائل مقاتلة شيعية ولها جناح سياسي- قوله إن إعدام النمر “جريمة كبرى فتحت أبواب جهنم” ودعا حكومة بغداد إلى “قطع العلاقات الدبلوماسية مع السعودية فورا”.

وتمارس ايران نفوذها الواسع في العراق منذ سنوات لكن لها الان سطوة عسكرية مع سيطرة ميليشياتها على قوات “الحشد الشعبي” الذي يحارب تنظيم الدولة الاسلامية.

وادان نائب رئيس قوات الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس اعدام النمر واعتبرها “جريمة تضاف الى سجل جرائم ال سعود”.

وقال المهندس الذي يحظى بدعم طهران التي ردت على اعدام النمر بقولها ان السعودية “ستدفع ثمنا باهظا”، ان المملكة “أقدمت على اعدام اشرف من في السعودية ضاربين قوانين حقوق الانسان والمجتمع الدولي عرض الحائط”.

وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية حسين جابر انصاري ان السعودية ستدفع “ثمنا باهظا” لإعدامها النمر.

وقال انصاري في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الايرانية ان “الحكومة السعودية تدعم من جهة الحركات الارهابية وتستخدم في الوقت نفسه لغة القمع وعقوبة الاعدام ضد معارضيها الداخليين (…) ستدفع ثمنا باهظا على هذه السياسات”.

كما طالبت عصائب اهل الحق التي يقودها قيس الخزعلي باغلاق السفارة السعودية.

ودعت الحكومة العراقية الى “مراجعة بقوة جدوى الفائدة من وجود سفارة للسعودية في العراق مشبوهة السفير والاهداف”.

ميدل ايست اونلاين