رووداو – اربيل
أبدى المجتمع الدولي استياءه حيال قيام الرياض بإعدام 47 شخصا، من بينهم رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر،
فقد نفذت السعودية أمس السبت احكام اعدام بحق 47 شخصا مدانين بـ"الارهاب" بينهم جهاديون مرتبطون بتنظيم القاعدة ورجل الدين الشيعي نمر باقر النمر، ما اثار انتقادات حادة لدى العديد من الدول.
الامم المتحدة: مخاوف جدية حول نزاهة العملية
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عن "الاستياء العميق" إزاء إعدام 47 شخصاً في السعودية، داعياً الجميع إلى الهدوء، وضبط النفس في رد الفعل على حادثة الإعدام.
وقال كي مون في بيان أصدره المتحدث الرسمي باسمه، في وقت متأخر من أمس السبت، إن "إعدام رجل الدين السعودي نمر باقر النمر وعدد آخر من السجناء، جاء بعد محاكمات أثارت مخاوف جدية حول طبيعة التهم ونزاهة العملية".
وأضاف "لقد أثرت قضية الشيخ النمر مع قيادة المملكة العربية السعودية في عدد من المناسبات"، مؤكدا على موقفه القوي المناهض لعقوبة الإعدام، بالقول "هناك حركة متنامية في المجتمع الدولي من أجل إلغاء تلك العقوبة".
ودعا الامين العام إلى "الهدوء، وضبط النفس في رد الفعل على إعدام نمر"، وحث جميع القادة الإقليميين على "العمل من أجل تجنب تصاعد التوترات"، مبديا "أسفه" لأعمال العنف من قبل متظاهرين إيرانيين ضد السفارة السعودية في طهران.
وأثار إعدام النمر، ردود فعل غاضبة في أوساط المواطنين الشيعة في إيران، ففي طهران اقتحم متظاهرون مبنى السفارة السعودية، أمس، وأضرموا النار فيه وحدث الامر ذاته في مدينة مشهد عندما هاجم المتظاهرون مبنى القنصلية السعودية وأحرقوه.
واشنطن قلقة من تصعيد "التوتر المذهبي"
وأعربت الولايات المتحدة الأمريكية، عن قلقها من احتمال أن يؤدي إعدام نمر النمر، إلى "تصعيد التوتر المذهبي" في المنطقة، وحثت زعماء المنطقة على "مضاعفة الجهود لتخفيض حدة التوترات".
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان إن الإدارة الأمريكية دعت السلطات السعودية إلى "احترام حقوق الإنسان، وضمان الإجراءات القضائية الشفافة"، كما دعتها إلى "السماح للمعارضين بالتعبير عن أصواتهم بشكل سلمي".
العفو الدولية: محاكمة النمر سياسية وغير عادلة
وانتقدت منظمة العفو الدولية، قيام السعودية بتنفيذ أحكام الإعدام في يوم واحد، واصفة اياه بأنه "يوم دموي"، واعتبرت محاكمة النمر، "سياسية وغير عادلة".
وقال مدير المنظمة الدولية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فيليب لوثر، في بيان نشرته المنظمة على موقعها الإلكتروني، "إنه ليوم دموي عندما تعدم السلطات السعودية 47 شخصا".
وانتقد مدير المنظمة الدولية في الشرق الأوسط، على وجه الخوص إعدام النمر، معتبرا إياه "تصفية حسابات سياسية".
ألمانيا تندد باعدام النمر
ودان مسؤول بوزارة الخارجية الألمانية اعدام النمر، مشيرا إلى أن ذلك يزيد من القلق بشأن استقرار المنطقة.
وقال المسؤول الذي رفض نشر اسمه إن "إعدام نمر النمر يذكي مخاوفنا الحالية من زيادة التوتر وتعميق الخلافات في المنطقة."
وأشار جهاز المخابرات الألماني في الشهر الماضي، إلى أن الرياض اصبحت اكثر اندفاعا في سياستها الخارجية ومستعدة للقيام بمزيد من المخاطر في اطار تنافسها الاقليمي مع إيران، وفي اجراء غير معتاد بشكل كبير وبخت وزارة الخارجية الألمانية جهاز المخابرات على تصريحه.
وتنظر ألمانيا إلى السعودية على انها شريك تجاري مهم وحليف لكن العلاقة بينهما تزداد تعقيدا، لكن حزب الخضر المعارض في ألمانيا وصف عمليات الاعدام بانها جرس إنذار "للشراكة الاستراتيجية" لألمانيا مع السعودية.
وقال المتحدث باسم الشؤون الخارجية لحزب الخضر اوميد نوريبور المولود في ايران "إعدام ممثل بارز للأقلية يدل على وجود حالة من الذعر مما يجعل ادعاء الحكومة بان (السعودية) شريك مستقر امر مثير للسخرية."
وألقي القبض على النمر، في (8/7/2012)، ووصفه بيان وزارة الداخلية آنذاك بأنه "أحد مثيري الفتنة"، وجاء اعتقاله على خلفية مظاهرات شهدتها القطيف شرقي البلاد، تزامنا مع احتجاجات البحرين، في شباط فبراير 2011، وزادت حدتها عام 2012.
وأدين النمر، الذي وصفته المحكمة، في حيثيات حكمها في تشرين الأول أكتوبر 2014، بأنه "داعية إلى الفتنة"، وبأن "شره لا ينقطع إلا بقتله"، بعدة تهم من بينها "الخروج على إمام المملكة والحاكم فيها، خادم الحرمين الشريفين، بقصد تفريق الأمة، وإشاعة الفوضى، وإسقاط الدولة".