تحيط بنا وسائل الإعلام من كل جهة، وتتلقى حواسنا مئات الرسائل الإعلامية المختلفة في اليوم الواحد، الأمر الذي ربما يؤثر سلبا على حياتنا إذا لم نتخذ قرارات حاسمة تُغير طريقتنا في التعامل مع الإعلام، بحيث تنقلنا بوصفنا متلقين من السلبية إلى الفعالية، نتعرف عليها في هذه الخطوات.
-
1- استعن بنظام المفضلات
أمام سيل المواد الإعلامية المهولة والمتنوعة، التي تغزو شاشة حاسوبك ليلا نهارا، والقادمة من مصادر مختلفة (مواقع إلكترونية، قنوات تلفازية، إذاعات، صحف…)، فإنك حتما ستكون معرضا للفوضى والتشتت.
ومن أجل تنظيم طريقة استهلاكك للمواد الإعلامية عليك العمل بنظام المفضلات، وأن تنتقي من الركام الهائل مصادر إعلامية محدودة، تجدها مناسبة لميولك ومفيدة لك بعيدا عن الهراء المنتشر.
يمكنك وضع قوائم لمواقعك الإلكترونية المفضلة من خلال تطبيق فيدلي، حمله من هنا، فيدلي سيعرض لك مستجدات المواقع التي اخترتها على شكل خلاصات في صفحة واحدة، حيث تستطيع الوصول لأي منها بكبسة زر واحدة، كما يتيح لك فايسبوك أيضا تحديد صفحاتك المفضلة التي تود أن تتوصل بجديد منشوراتها على حائطك، أما إذا كنت تريد تخزين صفحة ما قصد العودة إليها فيما بعد، فاستعن بـالمفضلة الذكية راندروب، حملها من هنا.
-
2- تعرف أكثر على الوسيلة الإعلامية التي تتابعها
لسوء الحظ نادرة هي وسائل الإعلام البريئة، إذ الضغوطات المالية وتأثيرات الجهات المؤسسة وطبيعة تكوين الصحافيين العاملين بالإضافة إلى الظروف المحيطة، كل ذلك يجعل الرسالة الإعلامية معرضة للانحياز، سواء كان ذلك بقصد أو بدون قصد، غير أن درجات هذا الانحياز تتفاوت بين وسائل الإعلام المختلفة.
حتى تتعرف أكثر على الاتجاه الذي تنحو نحوه وسيلة إعلامية ما، عليك أن تعرف الجهة الممولة لذلك المنبر، وكذا مدراء التحرير بها.
من خلال إدراكك لطبيعة الجهة الممولة، واتجاه مسؤولي التحرير بها، ستتلمس المسار الذي تنحو نحوه الوسيلة الإعلامية تلك، ما يتيح لك متابعة محتواها وأنت واع بعين الاعتبار إمكانية انحيازها لمسار ما في جل موادها أو بعضها.
-
3- أسمع صوتك للمنابر الإعلامية
المادة الإعلامية هي سلعة كباقي المنتجات، وأنت المستهلك، وبالتالي فمن حقك أن تعبر عن رأيك بالسلب أو الإيجاب حول المادة الإعلامية التي استهلكتها، لأنك بالتأكيد لا تريد أن تضيع وقتك فيما لا تجده مرضيا لك، لذا عليك أن تخبر الوسيلة الإعلامية بما ترغب فيه أو ما لا ترغب فيه بالاتصال بهم عبر البريد الإلكتروني أو الهاتف.
رجع الصدى أو التغذية الراجعة هي أحد عناصر عملية الاتصال، حيث يصبح المرسل متلقيا أيضا، ومن ثمة فتعبيرك كمتلقٍ عن رأيك حول جودة المواد الإعلامية المقدمة إليك، يساهم ذلك في تعزيز ما تريده وكبح ما لا تريده.
-
4- شارك في إنتاج المواد الإعلامية
لا تكتفِ بدور المتلقي فقط، كن أيضا صانع رسائل إعلامية مستثمرا البيئة الإلكترونية المشجعة على ذلك، بإمكانك التدوين على سبيل المثال في موقع ساسة بوست أو أراجيك أو ماكلاود أو الباحثون السوريون، كما تستطيع أيضا المشاركة في البرامج الإذاعية أو البرامج التلفازية التي تتيح هذا الأمر.
هكذا يمكن أن تتحرر من عباءة المتلقي، وتسمع صوتك للجمهور بدون حواجز، بالإضافة إلى أن مشاركتك في إنتاج المواد الإعلامية، سوف تنمي لديك مجموعة من المهارات.
-
5- كن أنت الصحفي حين يغيب الصحفيون
تعاني البلدان العربية من فقر حاد في التغطية الإعلامية في موضوعات بعينها، مثل أحداث العنف والكوارث الطبيعية والإنجازات المحلية، هنا يأتي دورك لتمارس صحافة المواطن وتنقل للعالم ما يجري بالضبط في منطقتك.
تستطيع نقل الأحداث حولك بالصوت والصورة مباشرة من خلال تطبيق ليف ستريم، أو قم بنشر تدوينات وفيدوهات على مواقع التواصل الاجتماعي ترصد فيها ما يجري قربك.
تساعد صحافة المواطن في توثيق الأحداث التي لا يصلها الصحفيون ونقلها إلى العالم، ما يوفر معلومات مهمة تساعد جهات عدة في التعامل مع تلك الأحداث بشكل أفضل، ومحاسبة المتقاعسين عن مسؤولياتهم.
-
6- مارس التفكير النقدي مع وسائل الإعلام
يتعرض المتلقي للرث والسمين من المواد الإعلامية، ومهمة تمييزها يجنبك السقوط في التضليل أو التسمم الإعلامي، وذلك عن طريق معالجتها بالتفكير النقدي.
يستدعي من المتلقي أولا تمييز ما يقدم إليه من معلومات وأفكار بين الحقائق والآراء، فالثانية لا تعدو أن تكون سوى انطباعات شخصية قد تنال إعجابنا وربما لا، بينما الثانية يفترض فيها أن تكون معلومة موضوعية واقعة.
وللتثبت من صحة خبر أو حقيقة ما، ينبغي على المتلقي أن يتساءل عن المصدر وطبيعة الأخير ومقدار الثقة العالمية التي يحوزها، كما عليه أن يحلل محتوى الرسالة إن كانت تضمر تحيزا ما أو تناقضا واضحا مع حقائق قطعية مثبتة، مثلما عليه أن ينتبه للجانب التقني في الرسالة إذا ما كان متورطا في تحريف الحقيقة من خلال زاوية الصورة مثلا.
-
7- أسس منبرك الإعلامي
بفضل الثورة الرقمية التي نعيشها اليوم أصبح كل واحد منا يستطيع بنفسه إنشاء منبر إعلامي خاص به ليتواصل مع جمهوره، سواء كان هذا المنبر موقعا أو مدونة أو قناة يوتوب أو حتى محطة إذاعية.
تتيح لك منصة وورد بريس تأسيس مدونة أو موقع، ويسمح يوتوب بإنشاء قناة به، أما إذا كنت ترغب بالحصول على محطة إذاعية خاصة بك، فعليك الذهاب من هنا، أو ببساطة يمكنك أن تنشأ صفحة مختصة في مجال معين على المواقع الاجتماعية.
ساهم تقدم تكنولوجيا الإنترنت والتطبيقات في تسهيل الوصول إلى الجمهور بشكل فوري وبتكاليف جد متواضعة، ما يسهل مهمة العمل الإعلامي، الأمر الذي يمكن أن تستثمره لتأسيس منبرك الإعلامي الخاص وبث رسائلك التي تؤمن بها إلى الجمهور، وربما الاستثمار فيه كمشروع ربحي، لما لا ونحن نشاهد اليوم كيف أن كثير من نجوم التدوين واليوتوب بلغوا الشهرة بفضل الأنترنت بعد أن كانوا مغمورين.