السبت الماضي، أعدمت السعودية 47 شخصًا، من بينهم رجل الدين الشيعي نمر النمر. إعدام النمر كان بمثابة الشرارة التي أشعلت الغضب الشيعي في طهران. الحرب الكلامية التي اشتعلت في طهران أدت حتى الآن إلى إنقطاع العلاقات الدبلوماسية مع السعودية والبحرين والسودان والتي كانت قد أعلنت من جانبها قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة إيران.
وفقًا لأرقام وإحصاءات منظمة العفو الدولية، فقد قامت المملكة بتنفيذ أحكام الإعدام في 151 شخصًا من يناير إلى نوفمبر 2015 فقط. بينما تقول منظمة هيومان رايتس ووتش أنها سجلت إجمالي 158 عملية إعدام خلال العام. هذه الأرقام تعد أعلى عدد من أحكام الإعدام المسجلة في عام واحد في السعودية منذ عام 1995 والذي وصل العدد فيه إلى 192 حكمًا منفذّا، كما تمثل زيادة بنسبة 67% عن أحكام العام السابق في السعودية والتي بلغت 90 حالة إعدام فقط، في الوقت الذي لا تقوم فيه الدولة السعودية بإعلان أعداد من تنفذ فيهم حكم الإعدام بشكل واضح.
على الرغم من الاحتجاجات العنيفة التي تجتاح إيران نتيجة لإعدام النمر، تعد إيران أكثر الدول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تنفيذًا لأحكام الإعدام وتفوق السعودية في عددها، بل وتأتي في المركز الثاني عالميًا بعد الصين. نفذت إيران 289 حكمًا بالإعدام في عام 2014 (من بينهم 11 امرأة)، في حين تقول منظمة العفو الدولية أن الرقم الحقيقي يتجاوز هذا العدد بكثير، وتزعم بأن عدد أحكام الإعدام المنفذة عام 2014 وحدها بلغ 743 حالة إعدام.
“تأتي إيران في المركز الثاني عالميًا بعد الصين من حيث أعداد المحكوم عليهم بالإعدام“
من الجدير بالذكر، أن تعداد سكان إيران يبلغ حوالي 80 مليونًا، وهو ضعف عدد سكان السعودية تقريبًا، ما يجعل تلك الزيادة منطقية إلى حد ما. كما أنه من بين الحالات التي أعلنتها إيران رسميًا للعام 2014، كان عدد المحكوم عليهم بالإعدام بسبب إدانتهم بجرائم المخدرات هم 142 وبلغت نسبتهم 42% من حالات الإعدام.
أما هذا العام، تبدو أعداد أحكام الإعدام المنفذة في إيران أكبر بكثير، فعدد الحالات حتى أول نوفمبر الماضي وصل إلى 830 حكمًا منفذًا أغلبها أيضًا متعلق بالمخدرات. على الجانب الآخر، فإن تقريبًا نصف حالات الإعدام في السعودية أيضًا تتعلق بنفس الأمر. إلا أن الـ47 الذين قامت المملكة بإعدامهم السبت الماضي قد أدينوا بتهم تتعلق بالإرهاب.
وفقًا لمنظمة العفو الدولية، فإن طريقة تنفيذ أغلب أحكام الإعدام في السعودية عام 2014 جاءت عن طريق قطع الرؤوس أو إطلاق النار، أما في إيران فقد جاء أغلبها عن طريق الإعدام شنقًا. في حين أنه في كلتا الدولتين تم تنفيذ بعض أحكام الإعدام “علنًأ“.
هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».