قادة أهوازيون يدعون لاعتبار اقليمهم دولة محتلة -

آخر تحديث 2016-01-05 00:00:00 - المصدر: ايلاف

فيما تبحث الجامعة العربية الاحد التدخلات الايرانية في شؤون دول المنطقة فقد دعا قادة وناشطون أهوازيون تحدثوا إلى "إيلاف" اليوم إلى دعم مبادرة النواب البحرينيين واعتبار أقليم الأهواز العربي دولة محتلة من إيران وطالبوا بمقعد لشعب الأهواز في الجامعة مشددين على ضرورة العمل من اجل ممارسته لحق تقرير المصير وبما يتطابق وقوانين الامم المتحدة.

لندن: قال الامين العام لحركة النضال العربي لتحرير الأهواز حبيب جبر ان أحد أهداف الحركة هو أخذ الاعتراف من الدول العربية والأجنبية بالأهواز كدولة محتلة لأن هذا الاعتراف مهم لتحقيق الهدف الأسمى المتمثل بتحريرها من الاحتلال الفارسي.

وأشار إلى أنّه لذلك فأن أهمية هذه المبادرة تنبع في كونها تأتي من مؤسسة عربية رسمية هي مجلس النواب البحريني تطالب بتحرير الأهواز كدولة عربية مستقلة، وهذا يعتبر اعتراف رسمي في أن الأهواز دولة محتلة، وبما يشكل نقلة نوعية في مسيرة نضالنا الوطني، خصوصا إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار محاولة العدو الفارسي طيلة العقود الماضية لعزل الشعب العربي الأهوازي عن محطيه العربي رغم التضحيات الكبيرة الذي قدمها في سبيل انعتاقه من ربقة الاحتلال.

وعبر عن الاسف لنجاح ايران في عزل هذه القضية عن محطيها العربي وتغييّبها عن الوعي العربي "إلا أن نضال شعبنا وتضحياته الكبيرة وكذلك الدعم الإعلامي من الخيرين من أبناء أمتنا العربية وتسليط الضوء على الأهواز في السنوات الأخيرة أخرج القضية الأهوازية من النفق المظلم إلى أفق أرحب".

وكشف جبر انه كان لحركته الدور الأبرز في تحقيق هذا الإنجاز من خلال نشاطها الكبير في الداخل والخارج عبر إقامة عدة فعاليات كبيرة بمشاركة شخصيات عربية مؤثرة لدى المؤسسات الدولية، واخرى مرموقة على المستويين الرسمي والشعبي وتشكيل لجان متابعة لتوصيات هذه المؤتمرات فاستطعنا أن نحقق بعض ما كنا نطمح له ولذلك فقد جاءت المبادرة البحرينية تنفيذا لواحدة من التوصيات التي خرج بها مؤتمر كوبنهاغن الذي أقامته الحركة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.. ثم اخذ البحرينيون المشاركون فيه على عاتقهم مسؤولية طرح هذه المبادرة وقد أوفوا بعهدهم. وثمن "هذا الموقف المشرف لأصحاب هذه المبادرة فهم أخوة كرام لمسنا فيهم حبهم وحرصهم الكبيرين للشعب الأهوازي وقضيته العادلة".

وشدد جبر على ان هذه المبادرة ستكون باكورة لمبادرات أخرى ستنطلق من نواب آخرين في برلمانات عربية أخرى تتبنى هذه المبادرة وغيرها قريبا. واضاف بالقول "يحق لنا بعد كل تلك الجهود أن نستبشر خيراً بالمقترح الذي تقدم به الإخوة النواب في برلمان مملكة البحرين كخطوة أولى تتبعها اخريات لتوسيع الاعتراف بها خليجياً وعربياً.. إنها حقاً خطوة استثنائية غير مسبوقة، فهي تدل على أن قضيتنا بدأت تأخذ مكانها الذي يليق بنضال شعبنا، وتحظى باهتمام المراكز الهامة في الوطن العربي".

وأكد جبر أن حركة النضال العربي الأهوازي تعتبر هذا الحدث المهم خطوة هامة في مسيرة نضال شعب الأهواز ومفصل مهم سيفضي إلى مرحلة جديدة لجني ثمار نضال دؤوب يجب الاستمرار به حتى نهاية تحقيق الاهداف.

خطوة لوقف تفريس أرض الأهواز العربية

ومن جانبه رحب جلیل الشرهانی الامین العام لحزب التضامن الدیمقراطي الاهوازي بالمقترح البحريني مؤكدًا أنه خطوة في الاتجاه الصحيح للاعتراف بالاهواز أرضا عربية محتلة حيث إن الشعب العربي الأهوازي طالما انتظر مثل هذه المبادرات حتى كاد ان ييأس من وجود قدرة لدى العرب للتاثير على إيران لوقف ظلمها ضد ابناء الشعب العربي الأهوازي.

وقال ان "ما ننتظره الان هو القيام بخطوات حقيقية اخرى مثل المصادقة على هذا المقترح ليس في البحرين فقط بل في جميع الدول العربية كي توضع إيران تحت الامر الواقع.. ثم اتباع هذه الخطوة باخرى مثل إحتضان الأهوازيين رسميا في الموسسات العربية سواء في الجامعات أو غيرها. وعبر الشرهاني عن الامل في ان تكون هذه الخطوة ردا عمليا على ممارسات ايران الحالية لتفريس الارض العربية في الاهواز.. كما عبر عن الامل في ان لاتكون مثل هذه المبادرات العربية ردود أفعال آنية تجاه تدخلات إيران السافرة في البلدان العربية المطالبة بأعتبار القضية الأهوازية قضيتها الإنسانية والعربية حيث أن لدى الأهواز إمتداد جغرافي طبيعي وثقافي مع الأمة العربية.

وأوضح الشهواني ان شعب الاهواز يتخطى الان تجاهل الاعلام العربي لقضيته "حيث كنا نلومه في تقاعسه تجاهنا ونتمنى ان يستمر بهذا الشكل لتغطية معاناة شعبنا اليومية فهي قضية إنسانية قبل أن تكون قضية وطنية وعربية ايضا".

وأشار إلى أن الظروف الحالية اصبحت مهيأة لاتخاذ الشعوب العربية ودولها قرارات رسمية بدعم القضية الأهوازية من خلال مشروع يواجه إيران كدولة توسعية عنصرية بشكل عام ويتبنى القضية الأهوازية كأرض عربية محتلة يجب مساعدتها لإستعادة حقها الإنساني المشروع.

وقال الامين العام لحزب التضامن الديمقراطي الاهوازي جليل الشهواني في الختام ان الاهوازيين يطالبون منذ عشر سنوات بان يكون هناك في جامعة الدول العربية ممثل لهم "واليوم نكرر هذا الطلب لانه لايمكن أن تستمر معاناة الاهوازيين الى ما لا نهاية خاصة وان هناك سعي لحل جميع قضايا وازمات الشرق الاوسط ماعدا قضايا الشعوب في إيران ولاسيما القضية الأهوازية منها".

دعوة لتقرير المصير لشعب الأهواز

ومن جهته رأي الباحث والامين العام لمركز مناهضة العنصرية في ايران يوسف عزيزي ما قام به النواب البحرينيون الخمسة بتبني القضية الأهوازية موقف ايجابي لكنه اوضح ان هناك بعض الملاحظات في هذا المجال لتطوير الفكرة التي طالب بها الاهوازيون منذ سنوات وجاءت متأخرة نوعا ما.

وأشار إلى أنّ المطلوب اولا التركيز على "حق تقرير المصير" للشعب العربي الاهوازي لأن ذلك يتطابق وقوانين الامم المتحدة، وهو ما يُسهل الامر على البرلمانات والمؤسسات المدنية في الدول العربية الاخرى ان تتبناه.. وثانيا عدم اقتصار مصادقة البرلمان البحريني على هذه المبادرة وانما يجب ان تتجاوز إطارها الاعلامي لتصبح وثيقة سياسية.

واكد ضرورة عدم اقتصار المبادرة البحرينية على هذه الايام والاشهر التي تشهد تدهورا في العلاقات بين الحكومة البحرينية من جهة والنظام الايراني من جهة اخرى اي ان تتجاوز الفعل التكتيكي لتصبح ستراتيجية لا تقتصر على البرلمان البحريني وانما ايضا على برلمانات الدول العربية كافة وخاصة تلك المجارة لإقليم عربستان المحتل.

وأشار عزيزي إلى أنّه منذ تأسيس عصبة الامم ومن ثم منظمة الامم المتحدة فأن شعب الاهواز يطالب الجامعة العربية بتتبنى قضية الشعب العربي الأهوازي في اقليم عربستان الا انه وبعد هذه الخطوة البحرينية فأن على الجامعة العربية ان تفتح ذراعيها لهذه القضية. وناشد جميع منظمات حقوق الانسان والمؤسسات المدنية والاعلامية في الدول العربية اعلان معارضتها لعمليات القمع المستمرة ضد الشعب العربي الأهوازي والاعتقالات العشوائية والاعدامات التي تنفذها السلطات الايرانية ضد النشطاء الاهوازيين وان تخرج عن صمتها في هذا المجال.

وشدد عزيزي على ان الشعب العربي الاهوازي لم ينل حقوقه القومية والتاريخية الا بالتضامن مع الشعوب غير الفارسية والقوى التقدمية من الشعب الفارسي في ايران.. منوها إلى أنّ الدعم العربي الشعبي والرسمي لشعب الاهواز يبقى امرا ثانويا حتى لو اعربت كل المؤسسات المدنية والبرلمانات العربية عن دعمها لحق تقرير المصير للشعب العربي الاهوازي. 
 
مبادرة النواب البحرينيين

وكان نواب بحرينون قدموا لرئاسة برلمانهم مؤخرا مشروعا للاعتراف بالأهواز دولة عربية محتلة وضرورة دعمها في خطوة تاريخية وقع عليها خمسة نواب هم : محمد العمادي صاحب المبادرة وعبدالله بن حويل رئيس لجنة الخارجية والأمن والدفاع والنواب جمال أبو حسن وأحمد قراطة وأحمد عبدالحميد النجار.

وقال النائب البحريني العمادي صاحب "مبادرة الاعتراف بالأهواز" ان هذا المشروع المقدم للبرلمان يعتبر خطوة أولى لدعم القضية الأهواز وشعبها المضطهد والاعتراف بها دولة عربية محتلة ويجب تحريرها من الاحتلال الفارسي. وأكد أن القضية الأهوازية جامعة لكل أبناء الأمة بالرغم من تعدد مشاربهم الفكرية والسياسية.. مشيرا إلى أنّ المستقبل القريب سيشهد خطوات عملية أخرى لدعمها لكي تأخذ مكانتها الطبيعية في المحافل الإقليمية والدولية.

وأشار إلى أنّ الدولة الفارسية تمادت في تجاوزها على الشعبين البحريني والأهوازي والأمة بأسرها ولا يمكن مواجهتها وصد مشروعها التوسعي العدواني إلا بدعم القضية الأهوازية بكل الوسائل الممكنة وعلى رأسها الدعم اللوجستي والدبلوماسي.

وقال النواب الخمسة في مشروعهم المقدم إلى رئيس مجلس النواب احمد بن ابراهيم الملا ان الأهواز تعتبر أحد الأقطار العربية التي تقع شرق الوطن العربي، وشعبها ينتمي إلى قبائل عربية انتقلت إلى هذا القطر من شبه الجزيرة العربية واستقرت فيه قبل الإسلام وبعده وهو الان وطن عربي سليب يخضع للاحتلال الإيراني الذي لا يزال يبطش بشعبه دون رحمة مستغلين غياب الدور العربي والظروف الإقليمية والدولية التي تفتك بتماسك الأمة وتحاول تفريقها.

وشددوا على انه قد بات من الضروري على الحكومة البحرينية ان تعترف اولا بالأهواز كدولة عربية وأن تسعى ضمن تحركات خليجية للاعتراف بهذه الدولة حيث أنه من الملاجظ وجود تقصير كبير من الجانب الخليجي بالنسبة للقضية الأهوازية رغم انها دولة خليجية في الأساس تكمل أمن منطقة الخليج ومن ثم الأمن العربي.

وأشاروا إلى أنّ احتلال إيران للأهواز قاد لاحتلال جزء من الأمارات (جزر الإمارات الثلاث) ومن ثم محاولاتها العبث بأمن واستقرار مملكة البحرين، إلى جانب تدخلاتها السافرة غير المشروعة للمحاولة على فرض سيطرتها على اليمن والعراق على أن يتضمن الاعتراف بهذا القطر العربي الدعم والمساندة المالية والمعنوية في المحافل الإقليمية والدولية من باب التضامن والتكافل.