اذا كان الوضع مريحا الى هذا الحد فلماذا يهتم نتنياهو بتقديس شخصيته ويشجع خطوات غير ديمقراطية.. والجواب هو أن السعادة لا تمحو الهوس

آخر تحديث 2016-01-15 00:00:00 - المصدر: راي اليوم

بقلم: ناحوم برنياع

  أحد الافلام الشهيرة لساشا بارون كوهين فيلم “الديكتاتور”. بطل هذا الفيلم هو علاء الدين، رئيس دولة اسلامية وهمية على شاكلة القذافي. في أحد مشاهد الفيلم يُحدث علاء الدين الامريكيين عن فوائد الديكتاتورية. وهم يعتقدون أنه يهزأ بليبيا دون أن يفهموا أنه يهزأ منهم.

  “تخيلوا لو كانت امريكا ديكتاتورية”، قال، “لكان يمكنكم اعطاء 1 في المئة من المواطنين أن يتمتعوا من بناء الدولة. ولكان يمكنكم اعطاء الاثرياء عندكم أكثر واعطاءهم المزيد من الاموال لتعويض خسائرهم. ولكان يمكنكم تجاهل احتياجات الفقراء في مجال التأمين الصحي والتعليم. ولكانت وسائل الاعلام عندكم ستكون حرة. لكنها بالفعل ستكون تحت سيطرة شخص واحد وعائلته.

  “كان يمكنكم التنصت على الهواتف وتعذيب الاجانب وتزوير نتائج الانتخابات والكذب حول اسباب الخروج الى الحرب والتحريض ضد الاقليات واستخدام وسائل الاعلام لتخويف الشعب وجعله يؤيد السياسة التي تناقض مصالحه.

  “أعرف أيها الامريكيون أنكم لا تستطيعون تخيل ذلك. لكن أرجوكم أن تجربوا”.

  حذفت كلمة “الامريكيين” وقرأت المقطع من جديد. لا، نحن لم نصل بعد الى هناك ولكننا في الطريق. كل يوم يُقربنا من الهدف المرجو. ليس غريس لاند ولا نفر لاند وبالتأكيد ليس النوي لاند. بل بيبي لاند.

  وحيد في جيله

  الانظمة الديمقراطية في العالم الحر توجد الآن في هبوط لا سابق له منذ الحرب العالمية الثانية. والاسباب واضحة: مرحلة مستقرة ومريحة انتهت وأخلت مكانها لعدم اليقين الاقتصادي والاجتماعي والسياسي؛ الحكومات لا تنجح في مواجهة التحديات التي يفرضها الوقت الجديد ولا توقعات المنتخبين؛ الارهاب الاسلامي؛ الهجرة من العالم الثالث الى العالم الاول؛ التغييرات الديمغرافية؛ الفساد وانهيار الاحزاب القديمة. الجميع يأمل بشخص قوي له صلاحيات ليحرر الدولة من القيود التي تشلها ومن قيود القانون والمحاكم والنزاهة السياسية وانتقاد وسائل الاعلام – شخص يكون فوق السياسة، فريد من نوعه من بين أبناء جيله.

  الولايات المتحدة ليست محصنة من هذه التوقعات. شعبية دونالد ترامب هي البرهان على ذلك. الدول الصديقة في الاتحاد الاوروبي، بعضها ديمقراطيات جديدة، بيقين ليست محصنة. الجرثومة اللاديمقراطية تعيد الى مركز الحياة العنصرية القديمة التي أرادت اوروبا نسيانها.

  يدخل نتنياهو الى هذه المرحلة وهو في وضع مريح. قد أكون مخطئا، لكن يبدو لي أنه يستطيع تفسير الامور كما يلي: الارهاب الاسلامي يُغيب الموضوع الفلسطيني من البرنامج اليومي، وهذا جيد. الدول العربية تنشغل بنفسها وهذا ايضا جيدا. الحكومات في اوروبا خائفة من المسلمين ومن صعود اليمين المعادي للاسلام. باستثناء وزيرة الخارجية السويدية، فان الحكومات الاوروبية غير معنية كثيرا بالصراع، وهذا ممتاز.

  الولايات المتحدة تنشغل بالانتخابات وهذا جيد. المرشحون من الحزبين يعانقون اسرائيل ورئيس حكومتها وهذا ممتاز. خلال شهرين – ثلاثة سيتحول اوباما الى أوزة عرجاء مع وزير خارجيته كيري وهذا جيد.

  كان هنا في هذا الاسبوع نائب وزير الدفاع الامريكي، روبرت وورك، الذي التقى مع وزير الدفاع ومساعديه ومع قيادة الجيش الاسرائيلي. وقد تركزت النقاشات حول الحفاظ على التفوق النوعي الاسرائيلي في مواجهة ايران والعالم العربي. وكانت النقاشات تقنية. وتم الحديث قليلا عن MOUوهو اتفاقات التفاهمات الذي يفترض أن يضع اطار المساعدة لاسرائيل في السنوات العشرة القادمة. والاتفاق الموجود حاليا سينتهي في الاسبوع القادم. لهذا تم الحديث عنه كثيرا قبل وبعد زيارة نتنياهو في واشنطن. نتنياهو أراد اضافة مساعدة ثابتة تبلغ 3.1 مليار دولار، مئات ملايين الدولارات  تحصل عليها اسرائيل للمشاريع الخاصة مثل القبة الحديدية وحيتس. واوباما وافق على ذلك.

  في هذه الاثناء نتنياهو ليس متعجلا. يمكن أنه يريد توقيع الاتفاق في زيارة اخرى لواشنطن، في المؤتمر السنوي لايباك في 20 آذار. ويمكن أنه يعتقد أنه بالامكان زيادة الرزمة. في الولاية الرابعة لا يعتقد نتنياهو أن هناك حاجة الى تفسير خطواته للجمهور. وهو مثل بوتين مفتوح للتحليلات.

  على ذكر رزمة المساعدة هناك قصة اخرى هي “بوليتيكو”، وهي صحيفة انترنت امريكية محترمة. ومؤخرا نشر فيها عن شخصية دنيس مكدونا، رئيس طاقم البيت الابيض. وجاء ايضا أنه في 2013 بعد موافقة الكونغرس على المساعدة الخاصة لاسرائيل لتطوير القبة الحديدية، تلقى هاري ريد، زعيم الاغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، على مكالمة هاتفية من شلدون ادلسون، إله المقامرة وراعي نتنياهو. ادلسون قال إنه مستعد للتبرع بمليار دولار من اجل القبة الحديدية بشرط أن يمر التبرع من خلال الادارة الامريكية. وقد اتصل ريد المتحمس مع اوباما. “اوباما فقد اعصابه للحظة. ماذا؟ صرخ على ريد. وحينما هدأ اقترح على السناتور أن يتصل مع ادلسون وأن يشكره ويقول له إن التمويل الخاص لوسيلة قتالية سيخلق سابقة غير سحرية. والفكرة ماتت”.

  الصحيفة لم تفحص اذا كان ادلسون قد توجه بهذا الاقتراح السخي لحكومة اسرائيل ايضا.

       من الاستنكار الى العناق

  هناك اسباب اخرى تجعل نتنياهو يشعر بالراحة. الاحداث الارهابية اليومية في اسرائيل والضفة تعتبرها الحكومة مشكلة. وقد حاول المعسكر الصهيوني المبادرة الى حملة تتهم الحكومة باهمال المشكلات. وقد نشأت هنا لعبة لافتة بين أبو مازن ونتنياهو. ارهاب الافراد يسمح لأبو مازن بأن تحدث الامور، وأن الصراع على الجدول اليومي، وهو غير ملزم بحل السلطة أو التوجه الى المنظمات الدولية. ومن جهة اخرى هو يُفشل محاولات حماس في العمليات الكبيرة. وكل خطاب يتهم فيه نتنياهو أبو مازن بالاحداث يساعده داخليا.

  نتنياهو ايضا يمكنه النظر الى نصف الكأس المليء. الجمهور الاسرائيلي يسير باتجاه اليمين: حتى حدود معينة هذا جيد، هيئة الاركان الامنية تلغي من برنامجها امور اخرى، الاحداث تقوي ولاء اعضاء الائتلاف وتُسكت الامتعاض. إنهم لا يجمدون الحياة في المدن والضرر الاقتصادي ثانوي. ويمكن العيش مع ذلك.

  في السياسة الداخلية الامر أكثر راحة. فلا يوجد خصم لنتنياهو في الأفق، وليس له منافس. والجمهور يستطيع أن يكون مع أو ضد نتنياهو. ولا يوجد له خيار أن يكون مع شخص آخر.

  القاريء سيتساءل: اذا كان الوضع مريحا الى هذا الحد فلماذا لا يهدأ نتنياهو. ولماذا ينتقل بين مناسبة واخرى وبين تصوير وآخر ومن استنكار الى عناق. ولماذا يرعى طقوس شخصيته ويشجع على خطوات غير ديمقراطية. الجواب هو أن السعادة لا تمحو الهوس، لا عنده ولا عند ساسة آخرين.

  لقد عرفهم جميعا وتصارع معهم وحاصرهم. وحسب كل المؤشرات هو يصمم على الانتخابات الوهمية في الليكود، ليس لأنه خائف من خصومه وليس لأنه يريد تجنيد الملايين من المتبرعين في الخارج. إنه ليس الوحيد: نفتالي بينيت قام بمحاولة مشابهة في حزبه، وخرج من ذلك بغرامة. كل شيء محسوب ومتهكم. كل شيء يستند الى افتراض أن ما لم ينجح اليوم سينجح غدا. لقد اختارني الله للسلطة.

       القتيل رقم 11

  أمين شعبان، سائق السيارة العمومية الذي قُتل في عملية تل ابيب، كان يسكن في شارع “عشرة قتلى المملكة” في اللد. وهو القتيل الـ 11. الاسم يوجد فقط في “ويز″: وضع في الخمسينيات من القرن الماضي. حيث كان الحي المكتظ في اللد يسكنه القادمين الجدد من الاسرائيليين. وقد غادروه بالتدريج وحل العرب مكانهم ولا سيما البدو من النقب. عائلة شعبان تنحدر من عائلة قرناوي وهي احدى العائلات البارزة في رهط وهي تُعرف بصلتها مع الدولة. في نهاية الخمسينيات ذهبت باتجاه الشمال وسكنت في معسكر اسرائيل الذي هو اليوم جزء من الصناعات الجوية. ومن هناك انتقلت العائلة الى الحي الشمالي في اللد.

  شارع “القتلى العشرة للمملكة” يمتد بمحاذاة سكة القطار. احيانا يتسع واحيانا ينحسر. وكل شيء يرتبط بساحات المنازل التي كانت ذات مرة شارع. احيانا يكون شارعا واحيانا طريقا ترابية. رائحة قوية من المجاري تستقبل الزائر، واكوام القمامة، وبقايا البناء، وأبواب حديدية ثقيلة وجدران عالية وكاميرات تحول كل منزل الى قلعة محصنة. “مخيم لاجئين”، يقول يئير رفيفو، رئيس البلدية الجديد المواظب للد. يوجد لديه حي أصعب وهو حي القطار الذي يسكن فيه ايضا العرب.

  قمت بزيارة الحي في الفترة الصعبة حينما كانت مدينة اللد عاصمة اسرائيل بالمخدرات. كانت توجد في الجدران ثقوب أطلقوا عليها اسم “صراف آلي”، حيث كان المدمنون يضعون النقود في داخلها ويتلقون في المقابل وجبة المخدرات. قمت بزيارة الحي في فترة الانتخابات حينما تحول التوتر الطائفي الى عنف. أدركت أنه وراء الجدران ووراء العناوين المهددة توجد حياة. أناس جيدون وعائلات جيدة تعمل من اجل الارتزاق، مدرسة اعدادية ممتازة يستثمر فيها العرب واليهود اطنان من النوايا الحسنة. “اللد هي مثال على التعايش”، قال رئيس البلدية السابق بني ريغف وهو من مواليد المدينة. وقد جاء للتعزية وانفعل قليلا، لكن يوجد مكان للتفاؤل.

  في واجهة الحي والى جانب عائلة شعبان يوجد ملعب قديم. ينوي رفيفو أن يستمثر فيه 2 مليون شيكل. الاعمال بدأت قبل اسبوعين، في اليوم الذي قتل فيه سائق السيارة العمومية. الكراسي الحديدية التي تم احضارها الى المكان ما زالت تغطى بالنايلون مثل سيارة في معرض. “سنُسمي الحديقة التي ستقام هنا على إسمه، حديقة أمين”، قال رفيفو. إنه يبلغ الاربعين من عمره ومن مواليد اللد ويلبس الكيباه وهو ليكودي. كان حلم حياته أن يكون رئيس بلدية اللد. وهو يتحدث مع الاولاد الذين يحيطون به بالعربية.

  والد أمين شعبان له 17 ولد وبنت من زوجتين. الاخوة يجلسون بشكل دائري في البيت، واحد منهم فقط هو الأخ الاكبر غازي يلبس الملابس التقليدية. ينضم اثنين من أبناء أمين الى الدائرة والذي له 11 إبنا من ثلاث زوجات. كل زوجة منهن تعيش في بيت مستقل هي وأولادها.

  بالضبط في التوقيت المناسب يصل رئيس الدولة. سيارته المحصنة تحمل رمز الدولة وتسير فوق الطريق الترابية. الاخوة يرافقونه الى داخل البيت. الرئيس يمر أمامهم وكأنه في طابور عسكري ويسلم على الكبار ويلاطف رؤوس الاولاد. “أمين قُتل كمواطن اسرائيل ولأنه مواطنا اسرائيليا”، قال ريفلين، “ليست هناك حرب بين اليهود والمسلمين. كلنا نحارب الارهاب. الارهاب هو شيطاني ولن يستطيع الانتصار علينا”.

  “مثلما كنت عند جميع عائلات مصابي الارهاب، جئت اليكم. ويا ليتني استطيع المجيء الى الافراح”.

  باسم العائلة قدم غازي الشكر وطلب اضافة ملاحظة. “اذا تعاون شخص مع الدولة وحصل على السلاح، فكل الاحترام. لكن اذا كان له إبن يفتعل المشاكل وهو خارج على القانون فلا يجب السماح له بالحصول على السلاح”. النساء دخلن: والدة المقتول وزوجتين. الزوجة الثالثة حملت بين يديها طفلة في عمر سبعة اشهر وفي رحمها ولد آخر هو الولد الـ 12. وستحظى هي وأولادها بامتيازات من التأمين الوطني كمتصررين من الارهاب. أما الزوجتين الاخريين فستضطر الى الاعتماد على الدعم العائلي.

  “عائلة دافئة”، قالت شيرين ناطور حافي، مديرة المدرسة، لرئيس الدولة. وتحدثت عن الانجازات التعليمية لابناء العائلة الموسعة وعن شهادة الطب الاولى في العائلة وعن آخرين يدرسان الطب. “أريد أن أُعرفك على والدة أمين التي ربته أحسن تربية”.

  ريفلين صافح النساء وداعب الطفلة ولم يتركها حتى ضحكت.

       رغم أنفهم

  عدد من موظفي الدولة حضروا هذا الاسبوع الى لجنة الشفافية في الكنيست. رئيسة اللجنة ستاف شبير طرحت عليهم الاسئلة: كيف صادقتم وكيف تصادقون على امتيازات مالية للمستوطنين الذين يعملون ضد الدولة.

  الموظفون أُحرجوا. ليلي بن توخ مثلت وزارة الداخلية. الوزارة تقدم المنح للمجالس المحلية والتي يتم نقلها الى جمعيات تعمل ضد الجيش الاسرائيلي. “وزارة الداخلية”، قالت، “لا تفحص أين تذهب المنح. نحن لا نفحص الى أين تذهب الاموال بالضبط. واذا طلب منا فعل ذلك سنقوم بالفحص”.

  مريام غرازي روزنباوم من وزارة التعليم سُئلت لماذا تمول الوزارة المعاهد الدينية التي انشئت في البؤر غير القانونية. وشبير قرأت أمامها قائمة هذه المؤسسات. “نحن نقوم بفحص وجود نشاطات توراتية”، قالت الموظفة، “لا توجد لنا أدوات لفحص ما وراء ذلك”.

  ميخال ابراهام من وزارة العدل قالت: “موقفنا هو أن النشاط الغير قانوني لا يمكن تمويله من سلطات الدولة. هناك توجيهات واضحة للمستشار القانوني للحكومة من 2004 وتوجيه آخر من المستشار مني مزوز. أجد صعوبة في التطرق لجميع الحالات، وأنا أعتقد أن الامر بحاجة للفحص”.

  مدير عام سلطة الضرائب موشيه آشر سئل عن جمعية “حونانو” التي تدافع قضائيا عن الارهابيين اليهود. وحسب ادعاء شبير فهي تنقل الاموال ايضا لعائلات الاسرائيليين الذين تمت ادانتهم. الجمعية تحظى بامتيازات ضريبية. “حينما عرفنا أن الجمعية تساعد عائلات الذين تمت ادانتهم اقتصاديا”، قالت آشر، “اشترطنا استمرار اعطاء الامتيازات الضريبية بوقف اعطاء الاموال. وقد وعدونا بالتوقف عن ذلك”.

  شبير سألته لماذا لم تفرض غرامة على الجمعية بسبب الكذب على السلطات على مدى السنين. “هذا غير عادل تجاه المتبرعين”، قال آشر.

  الموظفون تحدثوا وكأنهم لم يكونوا هنا على مدى الـ 49 سنة الاخيرة. وقد فوجئوا من سماع أن المستوطنين يخلون بالنظام أو يحاربون الدولة من خلال الاموال التي يحصلون عليها من الدولة. واعتقدت شبير أنهم يتظاهرون بالسذاجة.

  “تنقل الدولة رسالة مزدوجة”، قالت شبير، “الموظفون لا يقومون بعملهم ويغمضون أعينهم وآذانهم”. وهي تنوي منذ الآن تقديم شكاوى ضد الموظفين في ادارة خدمات الدولة. وقد يأتي الخلاص من هناك.

       هو ايضا ضحية

  عندما طلب اسحق رابين تبرير اتفاق اوسلو، قال إن عرفات يمكنه أن يحارب بدون قيود. “بدون محكمة العدل العليا وبدون بتسيلم”. لم يكن رابين أبدا بطلا لحقوق الانسان. وقد آمن أنه بواسطة الاتفاق سيضمن أمن الاسرائيليين، حسب رأيه وحسب اعتباراته. قام اليمين بالتشهير به قبل قتله، أما اليسار فقد قدسه زيادة عن اللزوم بعد قتله.

  الصندوق الجديد لاسرائيل هو مصدر لتمويل عدد كبير من جمعيات اليسار. وقد اختار الصندوق رابين ممثلا لحملة لافتات. الحملة جاءت ردا على حملة المدسوسين لجمعيات اليمين التي شككت في ولاء اليسار للوطن. “لقد عالجوا هذا المدسوس″، كتب في اللافتة. أبناء رابين لم يعترضوا. والسؤال هو كيف كان رابين سيرد. نظريا، لا جواب عندي على ذلك.

  سألت تاليا ساسون، رئيسة الصندوق، الى من توجه الحملة. “بالتحديد لمعسكرنا”، قالت، “الناس يخافون من قول من هم. حينما يسألونهم يقولون أنا وسط، نريد أن نعزز جمهورنا”.

  لكن ما صلة رابين مع بتسيلم؟ سألت.

  “اليمين يقوم بسلب شرعية اليسار. فاليسار ضد الدولة وهو لا يصلح للنقاش وهو مرفوض. يوجد هنا تحريض وصيد للساحرات. الناس مهددون، لذلك اخترنا شخصية رابين. أردنا توجيه رسالة مؤلمة وأن يتحدث الناس عن هذا. أنا أوافق على أن هذا فظ”.

  قلت لها إن الظهور كضحية لا يناسب رابين. فهو لم يعتبر نفسه ضحية.

  “لسنا نحن من جعلنا رابين ضحية”، قالت ساسون، “هو كان ضحية”.

يديعوت   15/1/2016