الأوزبكي ينتهج الانضباط التكتيكي والالتحام البدني لحيازة الوسط

آخر تحديث 2016-01-16 00:00:00 - المصدر: معرض الكرة العراقية

كتيبة بابايانتتسم بالتجانس والاستقرار رغم هفواتها الدفاعية

تحليل – علي النعيمي
يخوض منتخبنا الأولمبي مباراته الثانية أمام نظيره الأوزبكي لحساب المجموعة الثالثة من منافسات بطولة آسيا لمنتخبات تحت 23 عاما الجارية أحداثها في العاصمة القطرية الدوحة، إذ يتصدر أسود الرافدين فرق مجموعته بعد الانتصار المستحق على اليمن بهدفين نظيفين، اليوم سوف نتناول في هذه الوقفة التحليلية، أبرز الخصائص الفنية لـمنتخب» الذئاب البيض» اوزبكستان الذي خسر لقاءه الأول أمام كوريا الجنوبية بهدفين مقابل هدف واحد، وقد ارتقى مستواه الفني بشكل لافت في الشوط الثاني على الرغم من النقص العددي بعد طرد اللاعب بولتابوف بالرقم (4) في الشوط الثاني لكن ذلك لم يؤثر في إيقاع المواجهة والرغبة في تقليص الفارق.

رؤية المدرب «بابايان»
يشرف المدرب السابق لنادي باختاكور الشاب صامويل بابايان على قيادة المنتخبين الأول والأولمبي الأوزبكيين، بعدما حل خلفاً لزميله السابق لميرجلال قاسيموف الذي استقال إثر الخسارة الكبيرة أمام كوريا الشمالية بنتيجة(2-4) ضمن التصفيات المشتركة لكأس العالم 2018 وكأس آسيا 2019، وسبق له تدريب المنتخب الأزرق في نهائيات كأس القارة 2004 وفي تصفيات كأس العالم 2006 وكأس آسيا 2007، ولحظة تسنمه المنصب التقى بقادروف مدرب منتخب تحت 20 عاما الذي شارك في مونديال نيوزيلاند 2015 واتفق معه على ترحيل ستة لاعبين إلى الاولمبي واستدعى لاعبين آخرين من فريق باختاكور واتفق مع اتحاد بلاده على عمل منهجية لعب واحدة في المنتخبات الثلاثة والتركيز على المواهب الذين برزوا على غرار اللاعب دوستونبيك حمداموف بالرقم (17) الذي اختير أفضل لاعب شاب في القارة.
نهج تقليدي
من خلال متابعاتنا السابقة للمنتخب الأوزبكي على مدار العقد الأخير نجد ان المدربين السابقين قاسيموف وفاديم أبراموف اجتهدا كثيراً في تطوير اسلوب الأداء وانتهجا ستراتيجية لعب تعتمد على الدقة في نقل الكرات ومرونة التحول من الدفاع الى الهجوم، لكن أساليب المدرب الحالي بابايان لا تزال تحاكي تكتيكات الراحل فاليري لوبانوفسكي وتؤمن بمبدأ الزيادة العددية في الوسط وإتاحة المجال للمهاجمين بالرجوع تارة لاستلام الكرات والدفاع في مناطق محددة سلفاً والتركيز على اللياقة العالية والجهد البدني الفردي في التحرك واللعب حتى الرمق الأخير والرهان على الالتحام القوي في القطع والمزاحمة والحيازة على الكرة، فضلا عن الانضباط الخططي والتقيد بتعليمات المدربين حرفياً وإجادتهم تسجيل الأهداف الملعوبة بالرأس من مختلف الأنواع وبراعتهم في تنفيذ الضربات الحرة الثابتة، والتمرير الدقيق لاسيما في الكرات الطويلة «سنتر شوت» لفتح اللعب في طرفي الميدان.
أسلوب اللعب
في اللقاء السابق أمام كوريا الجنوبية لعب المدرب «بابايان» بأنظمة اللعب متنوعة وفقا لخصائص لاعبيه تنوعت مابين(4-3-2-1) و(3-5-2) أو( 4-4-1) بعد طرد اللاعب (بولتابوف)، حيث بدأ اللقاء بالتشكيل التالي يتألف من: الحارس عبدالجيليوف بالرقم(12) أما خط الدفاع فتألف من اللاعبين: (كميل لوف بالرقم (2) ظهير يسار،(كوزاك) بالرقم( 7) الذي يجيد أداء مركزي قلب الدفاع ومحور الارتكاز في الأمام إلى جانبه زميله فومين بالرقم (6) والظهير الذي تم طرده لاحقا بولتابوف بالرقم(4) في جهة اليمين وسوف يحل بدلاً منه اللاعب رحمانوف بالرقم(3) في مباراة اليوم، أما في خط الوسط نجد كل من صهيبوف بالرقم (8) على جهة اليسار وشكوروف بالرقم (19) وزميله ( شومردوف) بالرقم (23) وصانع الألعاب المتحرك حمداوف بالرقم (17) واسكندروف بالرقم (10) واخيراً المهاجم الخطير سيرغييف بالرقم (11).

مفاتيح اللعب
يعد اللاعب كوزاك بالرقم (7) من أبرز اللاعبين في خط الدفاع ويراهن عليه «بابايان» في تغيير نظام اللعب كونه دائم الحركة ويؤدي دور قلب الدفاع والارتكاز في وسط الملعب لتأمين الزيادة العددية وحرمان لاعبي المنافس من التحرك في حين تسند صناعة الهجمات إلى الرباعي شكوروف بالرقم(19) وشومردوف بالرقم(23) صاحب انطلاقات سريعة على غرار حمداوف بالرقم (17) الذي يجيد اللعب في المساحات بمعية اسكندروف بالرقم (10) الذي يقوم بدور المحطة عند الاستلام ليمنح حرية المراوغة والتنقل أمام صهيبوف بالرقم (8) وسيرغييف( 11) اخطر مهاجمي الفريق لإجادته العاب الهواء وتهيئة المساحات المثالية لنفسه خلف مدافعي الخصم, اما البدلاء غفوروف بالرقم (13) ومشاريبوف بالرقم (9) فكلاهما يجيدان التغطية والقطع في منطقة الوسط ونقل الكرات في طرفي الملعب.
التجانس والاستقرار الخططي
قوة الأوزبك بتجانس خطوطه اذ يشكل لاعبو فريق باختاكور الركيزة الاساسية في المنتخب الاولمبي الذي يضم خمسة لاعبين من الأول وهذا ما يولد الاستقرار الخططي لحظة تنفيذ الواجبات كما ان قوتهم تكمن في خط وسطهم ولديهم وفرة عددية على شغل هذا المركز بأكثر من لاعب لحرمان منافسيهم من أي فرصة لبناء الهجمات متى ما كان تحضير الفريق المقابل يميل الى البطء والرتابة، بفضل الملازمة والضغط في وسط الملعب، مستخدمين الصراع الجسدي على الكرة مع تغيير اللعب بشكل سريع والانتشار الجيد في أرجاء الملعب لتقارب خطوطهم الثلاثة، لذا نجد أن المنتخب الكوري في المواجهة السابقة تحاشى كثيراً المواجهات المشتركة في وسط الملعب ومال إلى النقل السريع والكرات الخاطفة وتغيير اتجاه اللعب من الوسط الى طرفي الملعب لتجريدهم من هذه الميزة وبالتالي شاهدنا كل من حمداوف وصهيبوف قد قاما بادوار الاسناد الى الظهيرين بولتابوف وكميل لوف من اجل فك الضغط الكروي في هاتين المنطقتين وهذا ما شكل ضغطاً على لاعبي الوسط الذين تراجعوا إلى الخلف لاسيما في الشوط الاول.

عيوب الاوزبك
هناك مشكلة واضحة ظهرت في المباراة السابقة بين قلب الدفاع (فومين) بالرقم(6) وزميله المطرود بولتابوف بالرقم(4) وقد أرتكبا أخطاء قاتلة في الشوط الأول، كما أن رباعي خط الدفاع في معظم مجريات المباراة كثيراً ما يواجه خصومه بأسلوب (الواحد ضد الواحد) وبالقرب من منطقة الجزاء ومن دون أي إسناد من الخلف بسبب اعتمادهم على قدرتهم الجسمانية في القطع واستخلاص الكرة وهذه ثغرة واضحة في التنظيم الدفاعي كلفته هدفين في اللقاء ، الأول من بسبب اختراق فردي وعلى أثره تم احتساب ضربة جزاء مشكوك في صحتها في جهة اليمين بسبب بعد المسافة بين (فومين ) و(بولتابوف) والهدف الثاني جاء بسبب التغطية الخاطئة للظهير كميل لوف بالرقم (8).

زبدة القول
يتشارك الأولمبيان العراقي والأوزبكي في سمتي التحضير البطيء والإيقاع المنخفض في اللعب وهذا ما يجعل المواجهة مغلقة وتتجه إلى التحفظ والرتابة في بناء الهجمات لكن ما يميز الأوزبك ان خماسي خط وسط يمتازون بقدرتهم على انتزاع الكرات المشتركة ودقة التمرير السريع في الثلث الهجومي والتركيز العالي في ايجاد الحلول تماشيا مع حالة بناء الهجمة، لذا نتمنى من الجهاز التدريبي الانتباه الى هذا الأسلوب وذلك بإضافة لاعب إرتكاز آخر يجيد النزعة الدفاعية واللعب القوي في وسط الميدان إلى جانب سيف سلمان، كما أن هذه المواجهة تتطلب منه إعادة النظر في مسألة بناء الهجمات مع ضرورة تسريع ايقاع اللعب والنقل المباشر عن طريق الكرات الارضية القصيرة على غرار ما فعله الفريق الكروي الذي فرض ايقاعة خلال معظم دقائق المقابلة، والاعتماد على لاعبيه الذين يتمتعون بالمهارة العالية والسرعة والقدرة على التمويه والتخطي في حالة (الواحد ضد الواحد) ونكاد نجزم أن دكة بدلاء الأولمبي زاخرة بالطاقات القادرة على تنفيذ الواجبات التكتيكية المتنوعة وبمهارة فائقة.