البحرين تهرب من إرهاب "الداخل" ودعم تكفيريي "الخارج".. بمهاجمة الحشد الشعبي

آخر تحديث 2016-01-16 00:00:00 - المصدر: المسلة

بغداد/المسلة: يستعر لهيب الحملة الإعلامية والخليجية بشرارة الحقد الطائفي، على ما تسمية دول خليجية وإقليمية بـ"النفوذ الشيعي" المتمدد بموجب المتغيرات السياسية والعسكرية التي لا تصب في مصلحة الإرهاب والدول الداعمة له في المنطقة.

هذه المتغيرات جسدتها الانتصارات المتحققة في العراق على أيدي أفراد القوات الأمنية والحشد الشعبي في محافظة الأنبار، بتحرير الرمادي، ومحاصرة تنظيم داعش في الفلوجة، لتتزامن مع هزائم متتالية للإرهابيين في سوريا، ورفع العقوبات عن ايران بموجب الاتفاق النووي.

لهيب الحقد هذا، جعل شخصية من مثل وزير خارجية البحرين، خالد بن أحمد آل خليفة، تهبط في خطابها السياسي الى مستويات قياسية من الضحالة، وسوء المنطق، بعد ما دعا في تغريدة له في تويتر، الجمعة، "للي دعا للحشد لازم يفتي بحله ويفك أهل العراق منه"، بعدما اتهم الحشد الشعبي بالاعتداء على اهل السنة في ديالى، على حد زعمه.

وكان المرجع الأعلى السيد علي السيستاني افتى بتشكيل الحشد الشعبي في 13 يونيو من عام 2014 بعد اجتياح تنظيم داعش الإرهابي للموصل، ومناطق أخرى في العراق.

ولم يهاجم العطية يوما التنظيمات الإرهابية في العراق وسوريا، التي تقوم بعمليات نهب وإحراق الممتلكات، فيما سارع الى اتهام قوات الحشد الشعبي بأعمال قتل لأهل السنة في ديالى، في تدخل في شؤون العراق الداخلية، وتشويه متعمد للقوى التي تقاتل الإرهاب وتنظيم داعش، وكلها تتلقى الدعمين المعنوي والمالي عبر قنوات سرية من دولة البحرين وغيرها.

كما لم يلتفت العطية الى تبني تنظيم داعش الهجوم الذي وقع في قضاء المقدادية، في ديالى، عند مقهى يرتاده شباب ومقاتلون، وراح ضحيته العديد من المدنيين، وأدت إلى حرق محال ومساجد تابعة للسنة في القضاء.

المتابعون لوجهات نظر العطية من الأحداث، لا يرون في تغريدة العطية، أمرا جديدا، فالنظام البحريني ومسؤوليه متورطون في دعم الجماعات المسلحة في سوريا لكنه في نفس الوقت يقدم الأموال والجنود لما يسمى المعارضة السورية.

وتدعم السعودية وحليفتها البحرين، جهات تمارس أعمالا خطيرة جدا من حيث الإرهاب حيث القتل على الهوية وهناك شق للصدور واستخراج للاكباد وهدم المراقد المقدسة لدى المسلمين، وهذا يدلل على أن النظام البحريني يغض الطرف عن هذه الاعمال الإرهابية وفي المقابل يتّهم حزب الله اللبناني، والحشد الشعبي في العراق، بالإرهاب.

بل إنّ البحرين تمادت في دعمها لمنظمات مصنّفة بانها إرهابية عالميا، ففي 2015، شارك أحد النواب البحرينيين، وهو جمال بو حسن ويحمل أفكارا تكفيرية، في اجتماع لزمرة مريم رجوي الإرهابية في العاصمة الفرنسية، باريس.

ويضمّ البرلمان البحريني عدداً غير قليل من التكفيريين المؤيدين لجماعات إجرامية كداعش والقاعدة وجبهة النصرة وغيرها، والتي تمارس أبشع الجرائم بحق المدنيين الأبرياء في العراق وسوريا ولبنان واليمن وأفغانستان وغيرها من الدول.

الكاتب حسين الخشيمي، يرد على مثل هذه الافتراءات على الحشد الشعبي بقوله ان "المرجع السيد السيستاني وبحكمته المعهودة التي فسرها كثيرون بـ (الصمت) استطاع أن يخلص العراق من كوارث حتمية، وإنه وعبر خُطب الجمعة التي يلقياها ممثلوه، استطاع أن يعيد هيكلة دولة عانت الضعف والتشرذم   ، وكان له دوراً كبيراً وواضحاً في حفظ هيبتها وتماسكها طيلة السنوات المنصرمة، ليبرز في السنوات الأخيرة، وتحديداً عند تعرض البلاد لخطر بربري يقوده داعش".

واعتبر الكاتب والصحفي العراقي المقيم في دولة الكويت حسن الفرطوسي أن سر تأثير السيد السيستاني في المجتمع العراقي هو في اعتداله الديني وإيمانه بضرورة إيجاد حكماً مدنياً في البلاد وهو ما يبحث عنه الشعب العراقي حالياً.

 وقال "السيستاني هو الأقرب إلى النهج المدني، حيث يدعو إلى إقامة مؤسسات الدولة المدنية، ويشجع على انتخاب الأصلح بصرف النظر عن مذهبه وحزبه، ويطالب بمكافحة الفساد والمفسدين".