عائلة رئيس جزائري سابق تتهم جنرالين بقلته

آخر تحديث 2016-01-16 00:00:00 - المصدر: ارم نيوز

اتهم ناصر بوضياف، نجل الرئيس الجزائري المغتال محمد بوضياف، اليوم السبت، وزير الدفاع السابق خالد نزار والجنرال توفيق، مدير الاستخبارات العسكرية، الذي أنهيت مهامه مؤخرًا ، بالتورط في قتل والده.

ودعا كبير عائلة الرئيس الجزائري الأسبق، العدالة إلى إعادة فتح التحقيق لمعرفة الحقيقة، خصوصًا أن قائد الجيش السابق “نزار”، أعلن عن استعداده للمحاسبة في آخر مؤتمر صحافي عقده قبل أسبوع، بمقره العائلي في أعالي العاصمة الجزائرية.

وتعود تفاصيل الحاثة إلى ما قبل 24 عامًا، حين أقنع جنرالات الجيش الجزائري ، محمد بوضياف أحد مفجري ثورة أول نوفمبر 1954، بالعودة إلى الجزائر لترأس المجلس الأعلى للدولة عقب الفراغ الدستوري، الذي خلفه تنحي الرئيس الشاذلي بن جديد وحل البرلمان، لكن مسيرة الرئيس القادم من المغرب، انتهت باغتياله بعد نحو 6 أشهر، وهو يلقي  خطابه الأخير في مدينة عنابة شرقي البلاد.

وما زال تاريخ 16 يناير، يحفظ جزءًا مهماً من ذاكرة الجزائريين، الذين استفاقوا مطلع 1992، على عودة “سي الطيب” وما تبعها من أحداث دموية أدخلت البلاد في نفق مظلم، حيث لم يتسن بعدُ اكتشاف حقيقة اغتيال رئيس دولة في نشاط رسمي يوم 29 جوان/يونيو 1992 بمدينة عنابة.

واللافت، أن ذكرى تسلم محمد بوضياف مقاليد السلطة، تأتي هذه السنة في سياقات مبهمة تمر فيها البلاد بظروف استثنائية، مرتبطة أساسًا بأوضاع جيوسياسية خطيرة وتحديات اقتصادية غير مسبوقة، ثم معارك سياسية حادة بين معارضة تندد باختطاف الحكم و سلطة تتهم خصومها بالعبث.

وفي خضم كل ذلك، تعيش الجزائر منذ أيام على وقع حرب ضروس بين جنرالات متقاعدين وسياسيين، كانت لهم الكلمة الفيصل في من حكم أكبر دول المنطقة، إبان حقبة يلفها الغموض إلى غاية اللحظة.

وكثيرًا ما اقترن الحديث عن الراحل محمد بوضياف بحادثة الاغتيال السياسي، التي أدمت قلوب الجزائريين، حيث الحقيقة ما تزال تبحث عن ضالتها مذ ذاك الحين، ولكنه هذا العام يرمي بظلاله على بركان من التصريحات والتصريحات المضادة، فجـّره رحيل الرجل التاريخي حسين آيت أحمد، الذي كان أقرب إلى خلافة الشاذلي بن جديد.

واستقبل الجزائريون عام 2016، بمعارك ساخنة بين جنرالات “القرن الماضي” وسياسيين فاعلين خلال “العشرية السوداء”، وهو ما يوحي بأن السنة الجديدة، قد ترمي بأسرار الماضي القريب إلى واجهة الأحداث، بل قد تعيدُ أصلاً كتابة التاريخ الذي لم يتحرر بعدُ من عقد ثنائية الانقلاب والإرهاب.