جندت السعودية جهازها المذهبي الوهابي لشن حملة اعلامية ضد ايران تزامنا مع رفع العقوبات الغربية عن ايران ، فيما اعتبره مراقبون ، دليلا على فشل الدبلوماسية السعودية في تحقيق اي منجز ضد طهران منذ فشلها في منع التوقيع على الاتفاق النووي مع المجموعة الدساسية لانهاء الازمة بشان ملقها النووي .
وصدر يوم امس بيانا وقعه 140 من دعاة الوهابية واغلبهم من العالمين في هيئة كبار علماء الدين الذين يتم تعيينهم بقرار من الملك ، كما يضم شيوخ ماتعرف باسم ” هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ” ذات الصيت السئ في اوساط المواطنين في المدن السعودية ، وحرص الموقعون على البيان،على توجيه خطاب طائفي تكفيري ضد ايران ، خدمة للنظام السعودي الذي تصاعد في السنوات الاربع الاخيرة عدائه لايران بشكل ملفت بعد بدء عمل لجان امنية واستخباراتية سعودية اسرائيلية للتنسيق في مواجهة ايران ، وخاصة في السنة الاخيرة والتي شملت اعمالها التنسيق لافشال الاتفاق النوي الايراني مع المجموعة السداسية باستخدام جميع الامكانات الدبلوماسية والسياسية والامنية والضغط على العواصم الغربية واشنط ولندن وباريس وبرلين وحتى موسكو والصين للحيلولة دون تنفيذ الاتفاق النووي ولكن دون جدوى .
وياني نشر بيان تكفيري وتحريضي بتوقيع 140 من شيوخ الوهابية في السعودية السبت وتوقيتا مع اعلان رفع العقوبات الغربية عن ايران ، ليعكس حجم رعب النظام السعودي من انفتاح الغرب على طهران دبلوماسيا واقتصاديا ، وكرر البيان ما كانت تبثه وطوال فترة اكثر من 4 سنوات قنوات وهابية تابعة للمخابرات السعودية ومنها ” صفا ” و ” وصال ” لنشر ظاهرة ” ايران فوبيا ” وتصويرها عدوا للمنطقة وللعالم العربي والعالم الاسلامي بدلا من الكيان الصهيوني ” حيث كرر البيان الخطاب ا لاعلامي لتلك القنوات ، واصفة ايران بت “خطر صفوي”، كما وصفوا قادة ايران الذين رضخ لارادتهم الغرب بـ”نظام الملالي” وهو وصف يليق بالنظام السعودي الذي يعتمد فيه النظام على ” ملالي الوهابية ” .
كما سارع الموظف في وزارة الداخلية ” الشيخ محمد العريفي ” الذي يعتبر أحد الوجوه الوهابية المكلف بالدفاع عن نظام ال سعود ، الى التعليق على البيان قائلا : إن البيان الصادر عن رجال الدين السعوديين يتعلق بـ”الخطر الصفوي الإيراني في العراق وسوريا واليمن ولبنان،”
وحذر البيان الشيعة في المنطقة وهم الاغلبية فيما الى ما وصفه البيان ” بالتعقل والاستقلالية ومراجعة سياساتها حتى لا تكون أداة تستخدم لتنفيذ أهداف أجنبية لا تخدم استقرارهم ومستقبل أبنائهم.” وفي هذه العبارات اشارات الى الشيعة في المنطقة الشرقية وهم الاغلبية في هذه المنطقة التي تحتضن جميع ابار النفط في السعودية ، حيث يخشى نظام ال سعود من انتفاضة شعبية عارمة ردا على جريمة اعدام الزيعم الديني في المنطقة الشرقية اية الله نمر النمر في الرابع من هذا الشهر في محاكمة وصفت بـ “الصورية والانتقامية” حيث كان قضاتها جميعا من التيار الوهابي وهم موظفون في وزارة العدل التي يديرها البلاط السعودي كما يشاء . ودعا البيان دول الخليج إلى ما اسماه “المزيد من الحذر من الاختراقات الاستخباراتية والسياسية والاقتصادية التي تتسلل بخفاء ” .
وحمل البيان أسماء الموقعين عليه، وعلى رأسهم عدد من أبرز مشايخ الوهابية اعضاء ” هيئة كبار علماء العلماء ” ويتم تعيينهم بقرار من الملك ، ومنهم عبدالله الغنيمان وسليمان التويجري وناصر العمر وعلي الغامدي وعبدالعزيز التركي ووليد الرشودي ومحمد البراك وسعد الغامدي ومحمد التويجري ووليد المغامسي وأحمد الراجحي وأحمد الربيش.
ووفق تعليق اذاعة صوت العراق فان صدور البيان حاملا لتوقيع هذا العدد الكبير من مشايخ الوهابية ، دليلا على اعتراف النظام السعودي بفشل حملته الدبلوماسية والسياسية والامنية والاعلامية ضد ايران ، ويظهر من جديد ان النظام السعودي ، بات يتخبط في قراراته واغلبها اتسمت بطابع عسكري دموي ، كما في العدوان على اليمن وزيادة مساحة التدخل العسكري والمخابراتي في سوريا ،وكما يحصل في العراق لتعويض الفشل في سوريا اثر تبني الرئيس الروسي مهمة شن الحرب على داعش والارهاب الوهابي فيها .
ووفق تعليق اذاعة صوت العراق ، فان التورط السعودي في العراق يتوزع في مجالات عديدة امنية ومالية وعسكرية ، بالاضافة الى تمويل وتجنيد عشرات وسائل الاعلام ومنها قنوات فضائية عراقية اشهرها الشرقية والبابلية والبغدادية والتغيير ، ودعم نواب وسياسيين من ممثلي العرب السنة ومنهم اسامة النجيفي واثيل النجيفي ورافع العيساوي وطارق الهاشمي ، ودعم اقليم كردستان بالمال والسلاح لاضعاف الحكومة الاتحادية في بغداد ، وكذلك تضاعف الدعم السعودي لتعويض الفشل الدبلوماسي والسياسي في المنطقة ، بدعم تنظيم داعش الوهابي في العراق وقادته ، واغلبهم من قادة حرس الديكتاتور صدام ، حسب شهادات تقارير استخبارات غربية وتناقلها محطات التلفزة الامريكية ووسائل الاعلام البريطانية والفرنسية .