بغداد/المسلة: استغل السياسي العراقي طارق الهاشمي، الفارّ من العدالة، الأحداث الأمنية في ديالى، مطالبا كعادته في كل أزمة، الدول الخليجية لاسيما السعودية الى "نصرة أهل السنة في العراق"، مشيرا في تدوينة له على صفحته التفاعلية في "فيسبوك"، الى ان "التحرك العاجل واجب"، في دعوة مريبة لإشاعة الفوضى في العراق على طريقة دعم الجماعات المسلحة في سوريا من قبل دول الخليج وتركيا والذي أدى الى تشريد اكثر من مليون سوري، وخراب المدن، وتغلغل التنظيمات الإرهابية في ذلك البلد من دون ان تحقق تلك الدول مكسبا لها يعوض خسائرها المادية الكبيرة جراء دعمها للجماعات المسلحة على طريق تفكيك الدول "الكبيرة" من حولها وتحويلها الى كانتونات طائفية تأتمر بأوامرها.
بل إن الهاشمي الذي يدرك جيدا إن الفلوجة محتلة من قبل عناصر تنظيم داعش الإرهابي، دعا العرب الى نصرتها بسبب ما اسماه التطهير العرقي الذي تتعرض له، مع المقدادية.
وقال الهاشمي ان "أخوانا لكم محاصرين تحت النار في الفلوجة"، فيما لم يشر إلى إرهاب تنظيم داعش في تلك المدينة.
وكان الهاشمي قد دعا في وقت سابق، دول مجلس التعاون الخليجي، الى الحفاظ على "أمن العراق ووحدته وسلامة أراضيه"، في إشارة إلى الدعوة لتدخل العسكري في العراق، على غرار ما يحدث في سوريا واليمن.
وأثنى الهاشمي -المطلوب للعدالة في العراق بتهم ممارسة الإرهاب ودعمه-، على خطاب أمير دولة قطر في افتتاح قمة التعاون الخليجي التي أنهت أعمالها الجمعة، 11 كانون الأول، 2015، داعيا "الأشقاء الخليجيين إلى تحمل قسطهم من المسؤولية في تحديد مستقبل العراق".
وفي حين طالب الهاشمي بتدخل خليجي في العراق، دافع عن التدخل العسكري التركي في شمال العراق، مشيرا الى إن "الحملة العدائية ضد تركيا غريبة ومقصودة والغرض منها حرف الانتباه عن جرائم ترتكب في العراق وسوريا "، على حد وصفه.
ويعتبر الهاشمي نفسه رجل تركيا في العراق، وقد نال الحظوة لديها طوال الفترة الماضية، وهو يتنقل في اقامته في الوقت الحاضر بين إسطنبول والدوحة التي وفّرت له دخلا ماديا شهريا عاليا، ودعمت جماعات مسلحة مرتبطة به بالمال والسلاح.
ولم يكتف الهاشمي بالدعوة الى التدخل الخليجي في العراق، بل دعا السعودية الى رعاية مؤتمر لما يسميه بـ"المعارضات العراقية"
على غرار مؤتمر المعارضة السورية المنعقد الآن في الرياض.
وقال الهاشمي "السعودية انطلاقا من شعور عال بالمسؤولية جمعت المعارضة السورية اليوم في الرياض من أجل توحيد المواقف والخروج برؤية مشتركة حول المستقبل، ولا شك لديّ أن المملكة ستتحرك مستقبلاً على هذا المنوال لتصحيح الوضاع المختلة في العراق".
وكان الهامشي قد اثار السخرية، لما أبداه من سذاجة سياسية، وجهل بأبسط قواعد الخطاب السياسي حين، طالب مرجعية النجف بالتراجع عن فتواها في "الجهاد الكفائي".
ويتوهّم الهاشمي ان المرجعية الدينية في النجف، مثل المراجع الدينية التي يتبع الهاشمي خطاها وتصدر عنها عشرات الفتاوى من دعاة ورجال دين تكفيريين ثم سرعان ما تتراجع عنها تحت ضغط الحكومات التي تسيّرها.
وكان الهاشمي قد اعتبر تنظيم داعش بانه طائفة "غير باغية" اذا أوقفت هجومها على إقليم كردستان وقوات البيشمركة.
واعتاد الهاشمي على تبني الخطاب الطائفي، و عزف أسطوانة مظلومية (السُنّة)، داعيا الى قلب كلّ الموازين وإعادة الأمور إلى ما قبل التاسع من نيسان، وإعادة الحكم إلى "السُنّة" في العراق لكونهم "الأكثرية" كما يزعم.
وكانت محكمة الجنايات المركزية في بغداد أصدرت في التاسع من أيلول/سبتمبر 2011 حكمي إعدام بحق الهاشمي، بتهمة التحريض على قتل المحامية سهاد العبيدي والعميد طالب بلاسم وزوجته سهام إسماعيل، بعد أن تولت المحكمة التحقيق في 150 قضية تشمل الهاشمي وحراسه الشخصيين.
وأصدرت المحكمة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2012 حكما غيابيا رابعا بالإعدام على الهاشمي بتهمة محاولة تفجير سيارة مفخخة ضد زوار العتبات المقدسة، جنوب بغداد في 2011.
وفي 16 من شباط 2012، كشفت التحقيقات عن تورط حماية الهاشمي بتنفيذ 150 عملية مسلحة، من بينها تفجير سيارات مفخخة وعبوات ناسفة وإطلاق صواريخ، واستهداف زوار عراقيين وإيرانيين وضباط كبار وأعضاء في مجلس النواب.