“تحدثت معي هذه المرأة عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، أرادت أن تذهب إلى سوريا مع أحد ما، لم تكن تريد الذهاب لوحدها، كانت تحاول أن تسيطر على جميع تصرفاتي أيضاً.”
جوانا، ليس اسمها الحقيقي، ولكنها إحدى أصغر أفراد برنامج الحد من التطرف الفرنسي. بالإضافة إلى العلاج النفسي الإلزامي، يجب عليها إرسال تقارير بحالتها كل يوم.
سمحت جوانا ووالدتها لـCNN بحضور جلسات العلاج النفسي، ولكن أرادت كلتاهما إخفاء هويتهما. تحاول جوانا أن تشرح لمستشارتها مدى السيطرة التي يمتلكها داعش.
جوانا: “جعلوني أشعر أن حياتي لها معنى، وأن لدي دور مهم على هذه الأرض”
المستشارة النفسية: “هل دعموك؟ وأشعروك بالحب والمعزة؟”
جوانا: “نعم، شعرت فعلاً بأنني محبوبة… محبوبة منهم أكثر من عائلتي… “
جندت جوانا بداعش من خلال الإنترنت فقط، ودربت على الظن بأن داعش هم حماة الإسلام.
كانت جوانا هدفاً سهلاً بكونها معتنقة جديدة للإسلام وما زالت في فترة الحماس.
جوانا: "إنهم متسترون فعلاً، لأنهم يعرفون بالضبط ما عليهم أن يقولوا لي، ويتوقعون ردة فعل عائلتي. بالنسبة لعائلة غير مسلمة، هم يعرفون أنهم سيرفضون أن أتحجب أو أن آكل الطعام الحلال، وسيرفضون أيضاً أن أذهب إلى المسجد. هم يعرفون ما كنت سأشعر به عندما ترفضني عائلتي وتتوقف عن حبها لي. وكانوا يقولون إنهم فقط الذين يحبونني ويهتمون لأمري، وإنهم أخواتي وإخوتي في الإسلام.”
في بداية الأمر، ظنت والدة جوانا أنه مجرد تمرد المراهقة، ولكن عندما نعتتها ابنتها بالـ”كافرة” اتصلت لتخبر السلطات لشكها بخطورة الأمر.
“كان لدي شعور سيء جداً، كنت أشعر بالذنب، كنا نحاول أن نجد سبباً لتغير طفلتنا… “
تقول جوانا إن برنامج الحد من التطرف سمح لها بإيجاد طريقة لتصليح علاقتها مع عائلتها والحفاظ على إيمانها في ذات الوقت. بعيداً عن أيديولوجية داعش السامة.
في بعض الأوقات، تشعر جوانا بالثقة بنفسها، ولكنها مازالت تخاف من نكسة قد تأتيها.
هي ترفض أن تمتلك هاتفاً ذكياً، وترفض لمس أي كمبيوتر موصول بالإنترنت.