قد تمنع أماكن معينة دخول النساء، لأسباب تتعلق بما تحتويه من مستلزمات أو أنشطة تتعلق برجال فقط، ولكن في الجزائر وتحديدا في مدينة قسنطينة، يوجد سوق بأكمله محرم على النساء.
شارع أو سوق “رحبة الجمال” في مدينة قسنطينة شرق الجزائر، ربما يكون أكثر الشوارع غرابة، ومثارا للفضول من قبل النساء قبل الرجال، حيث ممنوع، أو بالأحرى من “العيب” دخول النساء عليه. لأسباب تتعلق بالموروث الاجتماعي والتاريخي.
هذا الشارع، وبحسب من زاره، يتوفر فيه كل شيء من أطعمة ومحلات للألبسة، كما يعج بزائريه الرجال، الذين يأتون من مناطق أخرى.
لا يوجد نساء بهذا السوق ولا تجرؤ أي امرأة على زيارته، ومن المستهجن جدا لدى أصحاب المحلات هناك، دخول أي امرأة فيه. رغم عدم فرض السلطات الجزائرية قانونا يمنعهن من ذلك.
ويذكر المؤرخون الجزائريون، أن هذا العرف تشكل منذ دخول الجيش الفرنسي للمدينة، في النصف الأول من القرن التاسع عشر، حيث اتخذه الجنود الفرنسيين فضاء للدعارة المقننة، حتى يشبعوا رغباتهم الجنسية.
ومن هنا قرر أعيان المدينة منع المرأة القسنطينية من دخول المكان الذي أصبح ذكره مرتبطاً بانعدام الحياء.
وحتى بعد أن تم إغلاق بيوت الدعارة التي بقيت تعمل حتى بعد الاستقلال لفترة طويلة، ظل المفهوم اللااخلاقي مرتبطا بهذا الشارع. رغم أنه الآن يعد من أكثر الأماكن شعبية.
“الرحبة” تعني في اللهجة الجزائرية “الفضاء الواسع”، ويعود تأسيس السوق إلى العهد العثماني قبل أن تسقط قسنطينة في قبضة الاحتلال الفرنسي عام 1837.