وصفت عضوة الكنيست شيلي يحيموفيتش، الرئيسة السابقة لحزب “العمل”، ما دار خلال اللقاء الذي جمع بين الرئيس الفرنسي فرانسواه أولاند، وزعيم المعارضة بالكنيست الإسرائيلي يتسحاق هيرتسوغ، الجمعة، بـ”العار”، في إشارة إلى تأكيد الأخير أمام مُضيفه الفرنسي على أن “حل الدولتين غير واقعي في الوقت الراهن”.
وشنت “يحيموفيتش”، هجوما حادا ضد مواقف “هيرتسوغ”، الذي يرأس الحزب الذي تنتمي إليه وتمثله بالكنيست ضمن تحالف “المعسكر الصهيوني”، وقالت إن ما حدث في قصر الإليزيه، الجمعة، يعني أنه “لا وجود للمعارضة في إسرائيل، وأنه في حال كانت هناك معارضة، فإنها حتما ليست الممثلة حاليا بالكنيست”.
وكتبت رئيسة جناح المعارضة السابقة، في تدوينة لها على “الفايسبوك”، الأحد، أن تنازل “هيرتسوغ” العلني عن حل الدولتين خلال لقاءه بالرئيس الفرنسي أصابها بالصدمة، وأن المعارضة الحقيقية في إسرائيل متوارية عن الأنظار حاليا، وأن موقف “هيرتسوغ” الذي أبداه أمام الرئيس الفرنسي “لا يدع مجالا للشك في أنه حمل معه إلى باريس توجهات نتنياهو وحكومته”.
وتابعت أنه “لا مجال للتخمينات أو التحليلات، وأن الرسالة التي أوصلها زعيم المعارضة الإسرائيلية بأنه لا مجال لحل الدولتين في الوقت الراهن لا تقبل التأويل، حيث أن من سرب تفاصيل حول مضمون اللقاء، بحضور وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس، والسفيرة الإسرائيلية لدى باريس عاليزا بن نون، هو مكتب “هيرتسوغ” نفسه”.
واعتبرت “يحيموفيتش” أن رئيس الحزب الذي تنتمي إليه حاول بذلك كسب تعاطف اليمين الإسرائيلي، ولكنها أكدت أن محاولاته تلك ستبوء بالفشل، مشيرة إلى أنه فقد مصداقيته، لأن كل شخص ينتمي لليمين ولديه قدر من الثقافة يدرك ما الذي يحاول “هيرتسوغ” تحقيقه، وينظر إلى مواقفه بسخرية.
ومضت “يحيموفتش” قائلة، إنه بعد أن صار واضحا للعيان أن الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن لا يمكنهما معالجة ظاهرة الإرهاب بمفردهما، وأنه ينبغي وجود ذراع سياسية تعمل إلى جوار الذراع العسكرية، وحين يتمسك رئيس الحكومة برؤية ظلامية متشائمة بشأن المسيرة السياسية، فإنه “من واجب الجميع أن يبذل محاولات للحوار مع السلطة الفلسطينية، بدلا من الحديث عن عمليات فصل أحادية الجانب”، في إشارة إلى ما عرضه هيرتسوغ على أولاند.
وكان “هيرتسوغ” قد حث الرئيس الفرنسي خلال لقاء جمع بينهما الجمعة في قصر الإليزيه، على التوقف عن اتخاذ قرارات لصالح الفلسطينيين على حساب إسرائيل، معتبرا أن قرارات من هذا النوع تصب فيما مصلحة ما وصفه بـ”الإرهاب”، معبرا بذلك عن موقف مطابق لمواقف حكومة الاحتلال الإسرائيلي.
كما ناشد زعيم المعارضة بالكنيست الإسرائيلي مضيفه الفرنسي بالتوقف عن اتخاذ خطوات على الصعيد الدولي ضد إسرائيل، مُركزا على القرار الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي مؤخرا بالتعاطي مع إسرائيل والمستوطنات في الأراضي المحتلة ككيانين منفصلين، وأكد أمامه أنه من غير الممكن حاليا الحديث عن دولة فلسطينية في حين أنه لا توجد سيطرة فعلية للسلطة على كامل الأرض.
وتابع أنه ينبغي أولا الفصل بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وأن هذا هو المحور الأهم الذي ينبغي أن يعمل عليه الجميع، على أن يتبع هذا الفصل خطوات أمنية واقتصادية من شأنها أن تحدث تهدئة في المنطقة وتعزز الشعور بالأمن.